تفتق "النضال الانفصالي" عند الزعيم الجديد لجبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، عن دعوة لم يسبقه إليها خلفه الراحل محمد عبد العزيز، وجهها اليوم الأربعاء إلى الطلبة الصحراويين، وخريجي الجامعات من أبناء تندوف، من أجل الالتحاق بما سماه "جيش التحرير"، لتقوية "قدراته". وحث غالي، الذي كان يتحدث خلال إشرافه على حفل تكريم الطلبة المتفوقين في الباكالوريا الذين يتابعون دراستهم في المؤسسات الجزائرية، الطلبة الصحراويين على ولوج "الجيش"، قائلا: "إن الانتماء إلى المؤسسة العسكرية واجب وشرف"، وداعيا إلى العناية ب"جيش التحرير". وحسب الزعيم الانفصالي الجديد، فإن "حركة التحرير يجب أن تكون لها قوة ضاربة ترفع معنويات الصديق وتهز العدو"، قبل أن يدعو الطلبة الجدد الناجحين في شهادة البكالوريا إلى تحويل الجامعات التي سيدرسون بها إلى منابر للتضامن مع من وصفه ب"الشعب الصحراوي". وحث الأمين العام للجبهة، وفق أذرعها الإعلامية، الطلبة والتلاميذ على استغلال مواقع ووسائل شبكات التواصل الاجتماعي، قصد "إبلاغ شعوب العالم رسالة الشعب الصحراوي، والتعريف بكفاحه من أجل الحرية والاستقلال"، مردفا بأن "الطالب الصحراوي هو طالب علم وله قضية". ودعا الزعيم الانفصالي ذاته الطلبة المتخرجين والحاصلين على شواهد الباكالوريا إلى "الاقتداء بأطفال مخيمات تندوف"، الذين قال عنهم إنهم "يقومون بأدوار طلائعية بارزة، من أجل التعريف بقضية "الشعب الصحراوي" في أماكن اصطيافهم في إسبانيا خصوصا". ويعلق الدكتور خالد شيات، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة وجدة، على دعوة غالي للطلبة بالانضمام إلى "جيش التحرير"، بالقول إن "البوليساريو لم تكن أبدا تمتلك حلولا سياسية قابلة للتطبيق"، مبرزا أن الدعوة "رد أولي على المسار السلمي الذي تقوده الأممالمتحدة، وعلى استشراف مسار تفاوضي جديد". وأورد شيات، في تصريحات لهسبريس، أن "القيادة الجديدة للبوليساريو لديها استعداد للحرب أكثر من السلم"، وأنها "رهن إستراتيجية الجزائر التي تريد حصار المغرب بعد تغلغله الفعلي في إفريقيا". وتابع الخبير ذاته بأن "الذي يراهن على الحرب من جديد في الصحراء يراهن على الفوضى في الإقليم أيضا"، مضيفا أن "هناك أنظمة إقليمية تحت تصرف المشروع الدولي لإعادة التوزيع في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، وتحاول إيقاف المسار الديمقراطي والتنموي القابل للتصدير بالمنطقة، والمتمثل في النموذج المغربي". وأضاف شيات: "لا أفق للحرب ضد المغرب.. قد تستطيع فرض واقع معقد عليه، لكنها دعوة إلى فوضى عارمة لن تطال المنطقة فقط، لكن ستصل إلى جنوب أوربا بسهولة، وهي غير مؤثرة على الوضع المغربي من الناحية الإستراتيجية، بل ستكون فرصة لكسر الكثير من المشاريع الاستعمارية الجديدة". وخلص الأستاذ الجامعي ذاته إلى أن "أي حرب تشنها البوليساريو ضد المغرب، والتي يلمح إليها قادة الجبهة منذ فترة، ستزيد الانقسام المغربي الجزائري، لأنه سيصعب على المملكة استيعاب أن إعلان الحرب من البوليساريو ليس إعلان حرب من طرف جارتها الشرقية"، وفق تعبيره.