موقف تصعيدي جديد لجبهة البوليساريو الانفصالية ضدّ المغرب، إذ نشرت كلمة لزعيمها إبراهيم غالي أمام قيادات في الجبهة الانفصالية، قال فيها إن الحرب على المغرب "محطة إجبارية لا مفرّ منها، لم يبق إلا تحديد وقتها". وفي خطاب موجّه إلى شباب الجبهة، دعا غالي إلى ضرورة الاستعداد للقتال ضد الجيش المغربي عبر فتح باب التطوع للانخراط في "جيش الجبهة"، قبل الوصول إلى مرحلة التجنيد الإجباري، مُشتكيا من "عزوفهم عن الالتحاق بحمل السلاح في الجبهة، وهو ما سيدفعه إلى فرض القتال عليهم". وعبّر زعيم الجبهة الانفصالية عن غضبه من الدعم الذي يحظى به المغرب على المستوى الدولي، مُهاجما في هذا الصّدد الكيفية التي تتعاطى بها منظمة الأممالمتحدة مع نزاع الصحراء، بعدما فشل مبعوثو الأممالمتحدة في إيجاد حل نهائي لهذا الملف. ويرى أحمد نور الدين، الخبير في القضايا الدّولية والإستراتيجية، أنّ "زعيم الانفصاليين ومن يوجّهونه استشعروا الخطر بعد استقالة المبعوث الأممي هورست كوهلر، إضافة إلى غياب أي حديث عن تعويضه، وهو ما ينبئ بانسداد في الأفق وتزايد احتمالات تجميد الملف إلى أجل غير مسمّى". وما يزيد من رُعبهم، يقول الخبير في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، "تزامُن هذه الأحداث مع الحراك الشعبي الجزائري الذي قد يعصف بنظام الجنرالات، حاضن المشروع الانفصالي وراعيه الرّسمي". وأكّد نور الدّين أنّ "التلويح بالحرب تكتيك قديم تلجأ إليه جبهة تندوف الانفصالية للضغط على المنتظم الدولي كلّما أحسّت بتجاهلها"، مشيرا إلى أنّ "تندوف تعيش على صفيح ساخن بسبب الاختطافات والاعتقالات في صفوف المعارضين والمدونين، ولهذا لا بدّ من الفقاعات الإعلامية في الهواء لتحوير الاهتمام ومحاولة الهروب إلى الأمام". وبالرجوع إلى "الفيديو" المنشور الذي يقول فيه زعيم الجبهة الانفصالية: "الحرب لا مفرّ منها ولكن متى وكيف لا نعلم"، اعتبر المُتحدّث ضمن التصريح ذاته أنّه "اعتراف صريح بأنّ القرار ليس بيده، وإنّما خاضع لأوامر أسياده، من قبيل الجنرال الجزائري قايد صالح والجنرال شنقريحة"، مُضيفا أنّ "هؤلاء يعلمون أنّ الحرب إذا اندلعت هذه المرة فسوف تكون حرباً إقليمية شاملة، بعدما حاول المغرب تفاديها بكل الطّرق مدّة 46 سنة، حقناً لدماء الشعبين الشقيقين المغربي والجزائري". *صحافية متدربة