رأى مصطفى الخلفي المحلل السياسي ورئيس المركز المغربي للدراسات والأبحاث المعاصرة أن استقالة فؤاد عالي الهمة من مراكز قرار الأصالة والمعاصرة، كانت منتظرة بفعل التطورات السياسية التي عرفها المغرب في الآونة الأخيرة، خاصة بعد خطاب 9 مارس الذي اعتبر فيه مؤشرا على نهاية الرهان على حزب الأصالة والمعاصرة في ضبط المشهد السياسي الوطني. وشرح الخلفي في تصريح ل"هسبريس" كيف أن استقالة الهمة جاءت متزامنة مع عدد من المؤشرات، منها إلغاء مهرجان أوتار الرحامنة، ودعوة صلاح الوديع القيادي في "البام" إلى مؤتمر وطني لحزبه، بالإضافة إلى تواري الهمة عن مجريات الساحة السياسية. وتحدث المحلل السياسي المذكور عن النتائج المتوقعة بعد استقالة صديق الملك، بقوله إنها ستؤدي إلى رفع منسوب الثقة في حقيقة دخول المغرب مرحلة جديدة، وأنها ستؤدي إلى إنهاء وضع غير طبيعي، مشددا على أن المشكل لم يكن في الأصالة والمعاصرة كحزب بقدر ما كان في الأصالة والمعاصرة كمشروع، متسائلا عما إذا كان خروج الهمة من مراكز قرار "البام" سيؤدي إلى التخلي عن الأسلوب "التحكمي" في الحياة السياسية، كما حدث مع تجربة "الفديك" التي ماتت بسرعة أكبر من سرعة ولادتها، أم أن من وصفهم بالقوى الرافضة للإصلاح ستسعى إلى تجديد طريقة اشتغالها مقارنة دائما مع تجربة "الفديك". وأكد الخلفي في حديثه للموقع، أن ما يعرفه حزب الأصالة والمعاصرة وبالنظر إلى مجريات كثيرة منها استقالة الهمة، هو انخراط عملي في مسلسل تحلُّل وتفكيك تدريجي وذاتي.