واصلت الصحف الصادرة اليوم الاربعاء في بلدان أوروبا الغربية اهتمامها بالتوتر التي تشهده العلاقات بين تركيا و البلدان الغربية في ضوء التهديدات التركية بإلغاء الاتفاقية مع الاتحاد الاوروبي بخصوص اللاجئين، وبالضربات الجوية الامريكية ضد مواقع داعش في سرت، شمال ليبيا ، وبتطور المشاورات السياسية في إسبانيا لتشكيل حكومة جديدة على خلفية رفض الحزب الاشتراكي دعم تشكيل حكومة جديدة يرأسها ماريانو راخوي. ففي ألمانيا، اهتمت الصحف الصادرة اليوم بالتعليق على العلاقة المتوترة بين تركيا والاتحاد الأوروبي ، بعد التهديدات الجديدة لأنقرة بإنهاء الاتفاقية المبرمة مع الاتحاد حول اللاجئين. وفق صحيفة (فولكسشتيمه) فإن الاتفاق في حد ذاته كان "خطأ " مشيرة إلى أن صفقة اللاجئين مع تركيا منذ البداية كانت "موضوعا ساخنا " بالنسبة للاتحاد الأوروبي نظرا لمشكلة اللاجئين الكبيرة التي أعطت الفرصة للرئيس رجب طيب أوردوغان ل"ابتزاز الاتحاد " وجعلها الورقة التي يلعب بها لحد الآن. وأضافت الصحيفة أنه على هذا الأساس فإن أوروبا ، من جهة ، عليها ألا تعتمد على هذا الاتفاق الهش حتى لا ترضخ للابتزاز، من جهة أخرى ،عليها البحث عن بديل قابل للتطبيق. من جهتها اعتبرت صحيفة (كوبورغر تاغبلات) أن كل الجهود الجادة التي بذلت تستحق كل هذا العناء ، فتركيا ترغب الاستفادة من الاعفاء من التأشيرة، إضافة إلى الحصول على الثلاثة ملايير أورو التي تعهدت بها بالفعل أوروبا كتعويض ضمن اتفاقية اللاجئين ، مع تسهيل التجارة وتقديم مساعدات هيكلية لفائدة اقتصادها . لكن، تقول الصحيفة، فإن أوروبا من المؤكد لن تدعم أردوغان، على الأقل في الوقت الراهن بسبب "استبداديته " وسيكون من الصعب عليها إنجاز أي اتفاق بعد الذي حصل في تركيا. أما صحيفة (باديشن نويستن ناخغيشتن) فأثارت الهجمات التي شنها الرئيس التركي أردوغان ضد الاتحاد الاوروبي مشيرة إلى أن أردوغان تزايد لديه الإحباط بعد الانتقادات التي وجهها له شركاءه الغربيين بسبب موجة الاعتقالات التي شنها منذ 15 يوليوز الماضي اثر فشل محاولة الانقلاب . ولاحظت الصحيفة أنه وحتى قبل محاولة الانقلاب، كان على أردوغان الاهتمام بالإنجازات الديمقراطية بدلا من التقليل منها رغم أنها تشكل الجزء الأكبر للشروط الأساسية للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وفي بلجيكا ، سلطت الصحف الضوء على قرار النيابة العامة باللوكسمبورغ استئناف الحكم الصادر في نهاية يونيو الماضي ضد اثنين من مذيعي الأخبار وصحفي كانوا وراء فضيحة لوكسليكس حول الممارسات الضريبية للشركات المتعددة الجنسية المقيمة باللوكسمبورغ. وتحت عنوان " رسميا، ستكون محاكمة ثانية في قضية لوكسليكس "، كتبت (لوسوار) أن الأمر لا يحمل أي مفاجأة، حيث أنه ومنذ النطق بالحكم أعلن أونطوان ديلتور ورافاييل هاليت عن رغبتهما في استئناف الحكم. وأضافت أن ما يثير الدهشة ، هو أن النيابة العامة للكوسمبورغ قررت استئناف الحكم، مشيرة إلى أن القضية الأساسية لا تكمن في معرفة هل قام المتهمان بنشر الخبر، بل في التأكد من أن القوانين الوطنية أو الأوروبية تحمي الأشخاص الذين يسعون إلى خدمة المصلحة العامة. أما (لاليبر بلجيك) فإن استئناف الحكم في قضية لوكسليكس خبر سيء بالنسبة للوكسمبورغ، حيث أن البلد، الذي توجه إليه دائما أصابيع الاتهام كإحدى الملاذات الضريبية يعمل جاهدا على تحصين نفسه في هذا المجال. وذكرت (لافونير)، من جانبها، بأن هذه الوقائع تعود إلى فترة جان كلود يانكير، رئيس المفوضية الأوروبية، والذي كان يشغل منصب الوزير الأول باللوكسمبروغ (1995 – 2013)، مشيرة إلى أن الوثائق التي تم الكشف عنها تهم 548 وثيقة تتعلق ب 350 شركة. وفي بريطانيا، تناولت الصحف مواضيع الوضع في ليبيا، والهجومات الشديدة من قبل الرئيس التركي ضد الغرب وتعيين البريطاني جوليان كينغ مفوضا أوروبيا لشؤون الأمن. وعادت صحيفة "الجارديان" للحديث عن الهجوم الانتحاري في مدينة بنغازي في شرق ليبيا، الذي أسفر عن مقتل 15 شخصا بين مقاتلي السلطات الليبية غير المعترف بها من طرف المجتمع الدولي. وأوضحت الصحيفة أن الهجوم الذي نفذه انتحاري فجر نفسه في شاحنة، تبناه مجلس الشورى الثوري ، وهو تحالف ميليشيات اسلامية تضم أنصار الشريعة، ومجموعة من التنظيمات الموالية للقاعدة مشيرة إلى أن مدينة بنغازي، ثاني أكبر مدن ليبيا، تشهد من أكثر من سنتين اشتباكات يومية بين قوات الجنرال حافتار والجماعات المعارضة له. وتناولت صحيفة "ديلي تلغراف" من جهتها، موضوع تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي اتهم الغرب بدعم الارهاب والوقوف الى جانب قادة الانقلاب، منتقدا رافضي حملة القمع في بلاده بعد الانقلاب الفاشل ل 15 يوليوز الماضي. أما بالنسبة لصحيفة "الاندبندنت"، فسلطت الضوء على تعيين المفوض البريطاني جوليان كينغ مفوضا أوروبيا لشؤون الأمن، لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة ، ليحل محل جوناثان هيل، وهو بريطاني أيضا ، الذي استقال من منصبه بعد التصويت على الخروج من الاتحاد الاوروبي من قبل البريطانيين. وسيقوم جوليان كينغ بتنسيق العمل الاوروبي في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والجرائم الإلكترونية، وتعزيز المركز الأوروبي لمكافحة الإرهاب وتطوير نظم فعالة ومتوافقة لتبادل المعلومات بشأن الجريمة عامة . وبإسبانيا، تركز اهتمام الصحف على رفض رئيس الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، بيدرو سانشيز، دعم تشكيل حكومة جديدة يقودها رئيس الحكومة المنتهية ولايتها وزعيم الحزب الشعبي (يمين)، ماريانو راخوي. فتحت عنوان "لاءات سانشيز تفتح الطريق أمام انتخابات أخرى" كتبت (إلموندو)، أن الحزب الشعبي فاز في الانتخابات البرلمانية التي جرت يوم 26 يونيو الماضي لكن دون أغلبية مطلقة مما يضطره للبحث عن توافقات مع أحزاب سياسية أخرى كالحزب الاشتراكي، غريمه التاريخي. من جهتها، ذكرت (لا راثون) أن القلق زاد داخل معسكر ماريانو راخوي بعد هذا الفشل، مشيرة إلى أن قصر مونكلوا يستعد لما بعد فشل ترشيح ماريانو راخوي لرئاسة جديدة للحكومة المقبلة بعد رفض الاشتراكيين دعوة اليمين المحافظ لتشكيل ائتلاف واسع بين الاحزاب الدستورية. وفي سياق متصل كتبت (إلباييس) تحت عنوان "تكريس الجمود السياسي"، أن اجتماع أمس الثلاثاء بين راخوي وسانشيز لم يأت بجديد، وأن احتمال إجراء انتخابات جديدة، بعد استحقاقات 20 دجنبر 2015، و26 يونيو الماضي، بات مرجحا بشكل متزايد. النتيجة نفسها خلصت إليها صحيفة (أ بي سي)، التي أشارت إلى أن اللقاء الذي سيجمع اليوم الأربعاء بين راخوي وألبرت ريفيرا، زعيم حزب سيوددانس الليبرالي، يبقى الأمل الوحيد لرئيس الحكومة لتجنب اللجوء إلى انتخابات ثالثة خلال سنة واحدة. وفي إيطاليا، واصلت الصحف اهتمامها بالضربات الجوية الامريكية ضد مواقع داعش في سرت، شمال ليبيا. وتحت عنوان " الغارات على ليبيا ستستمر لمدة شهر واحد"، كتبت صحيفة "كورييري ديلا سيرا" أن المهمة العسكرية ، التي نوقشت على أعلى مستوى في واشنطن يوم 21 يوليوز الماضي، عرفت تسريعا في وتيرتها بعد هجمات داعش خلال شهر يونيو الماضي. ووفقا للصحيفة، فإن هذه العملية ستستمر 30 يوما ، وستقوم ايطاليا بالسماح للامريكيين باستخدام قاعدة سيغونيلا ، بصقلية، و كذلك مجالها الجوي. من جانبها، أشارت "المساجيرو " الى أن الولاياتالمتحدة تواصل الغارات ضد مواقع داعش في مدينة سرت بعد الضوء الأخضر من الأممالمتحدة. وأضافت الصحيفة أن روسيا تعتبر أن هذه الغارات "غير شرعية "، فيما يؤكد الرئيس الأمريكي أنها ستستمر لمدة شهر. أما صحيفة "لا ريبوبليكا" ، فذكرت أن الهدف من هذه المهمة، التي تساهم فيها روما، هو إنهاء وجود داعش في سرت ودعم حكومة السراج. وأضافت الصحيفة أن المساهمة الإيطالية في هذه العملية ستكون موضوع تدخل وزير الدفاع الايطالي ، روبرتا بينوتي، اليوم الاربعاء أمام البرلمان. من جهتها قالت صحيفة (لوفيغارو )ان الرئيس التركي الذي تعرض لانتقادات جراء عمليات التطهير التي يقوم بها بعد الانقلاب الفاشل هاجم الولاياتالمتحدة واروبا. وأضافت ان الرسالة التي تضمنها خطاب انقرة الذي وجهه الرئيس التركي ردا على الانتقادات الغربية المتعلقة بموجة التطهير التي تعرفها البلاد منذ الانقلاب الفاشل في 15 يوليوز، "يعتبر واضحا ومستفزا"، مشيرة الى ان الخطاب موجه في المقام الاول الى الولاياتالمتحدة، لكنه لا يستثني اروبا. من جهتها قالت صحيفة (ليبراسيون) ان الرئيس التركي اطلق الثلاثاء هجومه الاعنف ضد الغرب منذ ان حاول الجيش الانقلاب عليه وعلى حكومته الاسلامية المحافظة في 15 يوليوز، مبرزة ان الرئيس التركي رد على انتقادات واشنطن والاتحاد الاروبي بشأن حجم عملية التطهير التي يقوم بها في البلاد. وذكرت الصحيفة في هذا الصدد بأنه تم اعتقال 18699 شخصا ضمن الحراسة النظرية و10132 رهن الاعتقال ، كما تم اصدار مائة امر بالاعتقال ضد اشخاص في المستشفى العسكري بانقرة ضمنهم اطباء. وعلى صعيد آخر ذكرت صحيفة (لوموند) ان الولاياتالمتحدة قادت الاثنين ضربات جوية ضد اهداف تنظيم الدولة الاسلامية وسط مدينة سرت الليبية التي سيطر عليها التنظيم الارهابي، مشيرة الى أن الامر يتعلق بأول تحرك للدعم الجوي لواشنطن منذ بداية الهجوم ضد الدولة الاسلامية في سيرت في 12 ماي، من قبل تحالف كتائب ومليشيات غرب طرابلس التابعة لحكومة الوحدة الوطنية التي يرأسها فايز السراج.