واصلت الصحف الصادرة اليوم الخميس ببلدان أوروبا الغربية اهتمامها بالاعتداء الإرهابي الذي استهدف نيس الفرنسية، والمحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا، والنقاش الدائر حاليا بإسبانيا حول تشكيل الحكومة المقبلة. وهكذا خصصت الصحف الإسبانية أبرز تعاليقها لمحاولات الحزب الشعبي، الفائز في الانتخابات الأخيرة، التوصل لاتفاق حول تشكيل الحكومة. وكتبت (أ بي سي) أن زعيم الحزب الشعبي والحكومة المنتهية ولايتها، ماريانو راخوي، أرسل أمس الأربعاء إلى الأمين العام لسيوددانس، ألبرت ريفيرا، بالتوقعات الماكرو اقتصادية للسنة القادمة، وذلك بغية بدء المفاوضات حول قانون المالية الذي يتعين أن يعتمده البرلمان الإسباني قريبا. من جهتها أوردت صحيفة (إلباييس) أن حزب سيوددانس قرر التصويت ضد ترشيح راخوي رئيسا للحكومة المقبلة في حال ما توصل الحزب الشعبي لاتفاق مع حزب التقارب الديموقراطي الكاتالوني القومي، قائلا إنه ضد إحداث فريق كاتالوني داخل البرلمان. وفي سياق متصل، كتبت (لا راثون) أن نائبة رئيس الحكومة، سوريا ساينز دي سانتاماريا، والأمين العام لحزب التقارب الديموقراطي الكاتالوني، القومي أوريول جونكيرا، سيجتمعان اليوم الخميس لاستعراض إمكانية التوصل لحل وسط لتسهيل تشكيل حكومة يمينة. أما صحيفة (إلموندو) فذكرت أن هذه المفاوضات السرية تهدد الاتفاق بين الحزب الشعبي وسيوددانس لدعم حكومة جديدة برئاسة ماريانو راخوي، مشيرة إلى أن هذا الحزب الليبرالي أعلن أنه لن يكون طرفا في تحالف مع القوميين. وفي فرنسا تطرقت الصحف الى اشكالية الامن في البلاد عقب اعتداءات نيس ، حيث سلطت صحيفة (ليبراسيون) الضوء على بعض مناطق الظل، مشيرة الى ان المشكل لا يكمن في الاجرءات الامنية فمن السهل توجيه الانتقادات بعد وقوع المأساة. واضافت ان ما يدعو الى التساؤل هو غياب الشفافية وبالتالي مسؤولية مصالح الدولة، مبرزة ان عدم اخفاء الاخطاء المرتكبة من اجل عدم تكرارها يعتبر واجبا، وضرورة ديموقراطية. من جهتها قالت صحيفة (لوفيغارو) انه فيما تدعو المعارضة الى تعزيز الاجراءات الامنية، دافع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند مرة اخرى عن حصيلته، مشددا على ضرورة تنفيذ ما هو موجود قبل وضع تصورات لقوانين أخرى. واضافت الصحيفة انه بعد ستة أيام من مجزرة نيس جدد فرانسوا هولاند دعوته للتلاحم والوحدة غداة ليلة ساخنة بالجمعية الوطنية الفرنسية حيث كان النواب يتدارسون تمديد حالة الطوارىء لستة اشهر. من جانبها نشرت صحيفة (لوموند) حديثا لوزير الداخلية بيرنار كازنوف اكد فيه ان حالة الطوارىء التي تم التصويت على تمديدها بالجمعية الوطنية ليلة الثلاثاء 19 الى الاربعاء 20 يوليوز لن تكون دائمة ، مشيرا الى انه مستعد لمناقشة فعالية مصالح الاستخبارات. وفي ألمانيا اهتمت الصحف بترشيح الحزب الجمهوري رسميا دونالد ترامب لخوض سباق الانتخابات الرئاسية في الولاياتالمتحدة، وبتطورات الوضع في تركيا بعد الانقلاب العسكري الفاشل. فكتبت صحيفة (هاندلسبلات) أن ترشيح دونالد ترامب "انتصار للهوية على الإيديولوجية " إذ تمكن من الوصول إلى هدفه إلا أنه ، وفق الصحيفة ، " لا مكان له لا في اليسار ولا في اليمين " حيث وعد بالتخفيف من ضغوط العولمة التي تفرضها الحواجز التجارية والحفاظ على التوازن الاجتماعي وإعادة الوظائف ، وتعقب المهاجرين غير الشرعيين الذين يدخلون البلاد ، وبمعاقبة النساء اللواتي يجهضن أنفسهن . من جانبها خلصت صحيفة (راين تسايتونغ ) إلى ذات الاستنتاج حيث كتبت أن المرشحين للرئاسة الأمريكية يحثون ، دائما خلال الحملة الانتخابية ، الأمة على التفاؤل إلا أن دونالد ترامب مرشح "يدعو للتشاؤم " بعد أن بت الخلافات في العديد من القضايا كمهاجمته للمهاجرين غير الشرعيين . وأشارت الصحيفة إلى أنه ليست فقط سياسة ترامب التي ستكون مختلفة ، ولكن أيضا أمريكا لذلك ترشيحه من قبل الحزب الجمهوري هو "بمثابة ناقوس خطر ". وبخصوص الوضع في تركيا أشارت الصحف إلى حالة الطوارئ التي فرضها الرئيس رجب طيب أوردوغان في البلاد كرد فعل على محاولة الانقلاب العسكري فعبرت صحيفة (فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ ) عن قلقها من " رد فعل أوردوغان ، الذي قد يجعل البلاد تنزلق نحو نظام ديكتاتوري ، ويخول له تغيير نظام الحكم الدستوري". وأشارت الصحيفة إلى أن كل المؤشرات تدل على وجود "اضطهاد جماعي " إذ تم توقيف جنود ورجال شرطة وأعضاء من هيئة القضاء والآلاف من المسؤولين بوزارة التربية . من جانبها كتبت صحيفة (فولكسشيمه) أن أوردوغان قام بحملة ضد كل من له علاقة بالداعية فتح الله غولن إذ " قام بحظر السفر على الأكاديميين ونظف الجامعات والكليات من أتباع غولن ، وكل المؤسسات التعليمية ومن أي معارضة "، إضافة إلى اعتقال عشرات الآلاف من المحامين والعسكريين والمسؤولين الحكوميين مما زرع " أجواء من الخوف ". وفي بريطانيا اهتمت الصحف بالزيارة التي قامت بها رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي لألمانيا، واعتقال إطار كبير في البنك البريطاني "ه إس بيس ي" بتهمة الاحتيال. وأوردت صحيفة (فاينانشال تايمز) تصريحات المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي قالت إنها مستعدة لمنح الوقت للمملكة المتحدة لإعداد خروجها من الاتحاد الأوروبي، مضيفة أنه "من مصلحة الجميع أن تطلب بريطانيا هذا الخروج عندما تكون في موقف تفاوضي واضح". وبحسب (الديلي تلغراف)، فإن أنجيلا ميركل وتيريزا ماي اتفقتا على أن بريطانيا تحتاج لوقت قبل تبليغ طلب الخروج من الاتحاد الأوروبي، وهي خطوة قد لا تحدث متم السنة الجارية، مشيرة إلى أن زيارة ماي إلى ألمانيا، وهي الأولى لشريك في الاتحاد الأوروبي منذ تعيينها رئيسة للوزراء هذا الأسبوع، كانت مثمرة. أما صحيفة (الغارديان) فأكدت القاء القبض على إطار كبير في البنك البريطاني "ه إس بيس ي" للاشتباه في تورطه في عملية احتيال في سوق الصرف، مشيرة إلى أن الأمر يتعلق بمارك جونسون، المسؤول العالمي عن سوق العملات في لندن، والذي يتهم بأنه استفاد من أوامر قام بها زبناء البنك في سوق الصرف. وبحسب صحيفة (الديلي ميل)، فإنه يشتبه في أن هذا الإطار البنكي جنى الملايين من الأرباح بلجوئه لاستخدام تقنية "فورنت رانينغ"، والتي تسمح بالاستفادة من الأمر الذي تم التوصل به من أحد الزبناء للتموقف والاغتناء لحسابه الخاص. وفي سويسرا، علقت الصحف على الإجراءات التي اتخذها رجب طيب أردوغان ايام بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في هذا البلد. وتساءلت (لا تريبون دو جنيف) تحت عنوان " إردوغان يرى يدا خارجية وراء الانقلاب العسكري "، عما إذا كانت الاجتماعات المطولة لمجلس الأمن التركي ستنتهي بالعودة إلى الأحكام العرفية أو عقوبة الإعدام. وأضافت أن الرئيس التركي أكد أن " دولا أخرى قد تكون متورطة في محاولة الانقلاب التي جرت ليلة الجمعة السبت بتركيا ". من جانبها، سلطت (24 أور) الضوء على إعلان حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر من قلب أردوغان والذي يرى أن " الانقلاب لم ينته بعد وأن بلدانا أجنبية قد تكون متورطة ". أما (لوطون) فاعتبرت أن الانقلابيين ارتكبوا خطأ عندما اعتقدوا أن الجيش والمواطنين سيدعمونه في هذه الخطوة الغير محسوبة. وفي البرتغال، شكل التهديد الإرهابي ضد البلاد، ولقاء رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة، تيريزا ماي، والمستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، أبرز اهتمامات الصحف المحلية. وكتبت (دياريو دي نوتيسياس) أن مصالح الاستخبارات اعترفت بأن هناك تهديدا لتنظيم "داعش" الإرهابي ضد البرتغال وشبه الجزيرة الإيبيرية عوما، ونقلت عن الشرطة الأوروبية أنه هناك"تهديدات متكررة لداعش ضد شبه الجزيرة الايبيرية والبلدان الأوروبية المشاركة في التحاف العسكري" ضد هذه المجموعة. أما (البوبليكو) فأوردت، تحت عنوان "ماي ليست في عجلة من أمرها لمغادرة الاتحاد الأوروبي، وميركل لا تريد إطالة أمد الجمود" أن رئيسة الوزراء البريطانية أكدت أن المملكة المتحدة لا تنوي بدأ عملية الانفصال عن الاتحاد الأوروبي خلال السنة الجارية.