تناولت الصحف الصادرة اليوم الخميس ببلدان أوروبا الغربية الأزمة الديبوماسية الروسية البريطانية بالإضافة إلى مواضيع سياسية واجتماعية متفرقة على رأسها اعادة انتخاب المستشارة الألمانية انغيلا ميركل لولاية رابعة ومفاوضات تشكيل حكومة جديدة بإيطاليا. ففي موضوع الأزمة الدبلوماسية بين موسكوولندن عقب تسميم جاسوس روسي سابق فوق الأراضي البريطانية،كتبت (لوسوار) أن التوتر يزداد بين روسيا والمملكة المتحدة بعد طرد لندن دبلوماسيين روس، مشيرة إلى أن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي انتقدت الطريق التي اختارها الرئيس الروسي الذي لم يرد على طلب التوضيح في هذه القضية. من جانبها، اعتبرت (لاليبر بلجيك) أن تيريزا ماي أعلنت عن إجراءات مناسبة بعد إدانتها " للاستعمال غير الشرعي للقوة ضد المملكة المتحدة من قبل الدولة الروسية ". وأشارت إلى أن " المرونة التي تعاملت بها لندن تستبعد احتمال تصنيف الأنظمة الغربية لموسكو ضمن الدول المارقة ". أما (ليكو) فكتبت من جهتها أن مستوى العلاقات الدبلوماسية بين روسياوبريطانيا انخفض بشكل غير مسبوق. فبالإضافة إلى شكوك في التدخل الروسي في استفتاء البريكسيت والانتخابات الأمريكية في 2016، ضاعفت موسكو منذ 2013 من أعمالها الاستفزازية كخرق المجال الجوي لفرنسا والمملكة المتحدة، مشيرة إلى أن نقطة التحول كانت في صيف 2013 عندما استعمل النظام السوري الأسلحة الكيماوية ضد شعبه. من جانبها، ذكرت صحيفة "لوتون" السويسرية تحت عنوان "حدود الرد البريطاني على موسكو" ، أن رئيسة الوزراء تيريزا ماي تأمل ايضا في رد فعل دولي، لكنها تشعر بالحرج من الطريقة الملموسة للضغط على روسيا. وقالت الصحيفة "اذا لم تقطع العلاقات الدبلوماسية بشكل كامل مع موسكو فانها تضع حدا لجميع العلاقات رفيعة المستوى". مشيرة الى ان رد ماي ما زال غامضا للغاية ويخفي بعض العجز. وأشارت صحيفة "فانت كاتر اور" أنه ينبغي على لندن التدخل على مستويين: مالي وعبر الهيئات الدولية ، متسائلة عما اذا كان بوسع لندن ترجمة تهديداتها بفاعلية لمصادرة الأصول البريطانية للأوليغارشية القريبة من الكرملين. وتحت عنوان "موسكو تحت الضغط" ، كتبت "تريبيون دو جنيف" أنه في مواجهة صرامة بريطانيا وحلفائها ، وعدت موسكو بالرد في حالة فرض عقوبات ضدها. وأكد المسؤولون البريطانيون ، حسب الصحيفة ، على خطورة القضية، مبرزين بأن الامر يتعلق ب "أول استخدام لغاز الاعصاب في القارة الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية". من جهتها كتبت صحيفة (ليبراسيون) الفرنسية ان رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي التي بدت امام مجلس العموم كزعيمة حرب ،اعلنت عن حزمة من الاجراءات ضد روسيا ردا على محاولة اغتيال العميل المزدوج السابق سيرغي سكريبال (66 سنة) ونجلته (33 عاما) في الرابع من مارس بواسطة غاز الاعصاب. واضافت الصحيفة ان التصعيد كان لا مفر منه في مواجهة السلطات الروسية التي لم تحرك ساكنا، مشيرة الى ان تريزا ماي لم تخف رغبتها في رد دولي على هذه الوضعية. وذكرت الصحيفة ان نبرة رئيسة الوزراء بدت صارمة مقارنة مع رد الفعل الفاتر للمملكة المتحدة بعد تسميم العميل الروسي السابق اليكسندر ليتفنيكوسنة 2006 بواسطة مادة البولونيوم الفائقة الاشعاع . من جانبها قالت صحيفة (لوفيغارو) ان تيريزا ماي التي تذكرت استمرار انتماء بلادها للاتحاد الاروبي لسنة اخرى ، طلبت ادراج الموضوع في جدول اعمال المجلس الاروبي الاسبوع المقبل، مبرزة ان دعم باريس وبرلين وواشنطن اعطى وزنا للموقف البريطاني من حيث المبدأ دون ان يكلفهم ذلك على صعيد الالتزامات الملموسة . من جانبها اكدت صحيفة (لوموند) ان تصعيد التوتر بين البلدين وهو الاخطر منذ ازمة الصواريخ لسنوات 1970 و1980 ، يضع التضامن الغربي في عهد دونالد ترامب امام المحك ، والتضامن الاروبي في سياق البريكسيت، مشيرة الى ان الازمة تسلط الضوء ايضا على دور المملكة المتحدة كارض للجوء المعارضين والمنفيين الروس. وفي إسبانيا ركزت الصحف على التوتر الحاصل بين لندنوموسكو وكذا على مشروع الحكومة الإسبانية الذي يهدف إلى الرفع من معاشات المتقاعدين خاصة الرواتب المنخفضة منها . وكتبت صحيفة ( البايس ) تحت عنوان " لندنوموسكو يستعيدان توترات الحرب الباردة " أن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أعلنت عن طرد 23 دبلوماسيا روسيا بعد أن اتهمت موسكو بالوقوف وراء تسمم جاسوس روسي سابق يقيم بالتراب البريطاني بينما أكد السفير الروسي في لندن أن بلاده " سترد بالمثل وبنفس الطريقة " . وأضافت أن التوتر بين لندنوموسكو " أعاد العلاقات بين البلدين إلى أخطر ساعات الحرب الباردة " . ومن جهتها قالت صحيفة ( إلموندو ) إن روسيا والمملكة المتحدة تواجهان أخطر أزمة بينهما منذ الحرب الباردة مشيرة إلى أن قرار لندن طرد دبلوماسيين روس يأتي بعد رفض الكرملين إعطاء توضيحات حول التسمم الذي تعرض له جاسوس روسي سابق ببريطانيا عن طريق غاز للأعصاب له استعمالات عسكرية . وأشارت الصحيفة إلى أن الكرملين اعتبر من جهته أن قرار لندن هو " استفزاز وحشي " وهدد برد قاسي على ذلك . وفي موضوع آخر قالت صحيفة ( أ بي سي ) إن رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي وعد بإعادة النظر والرفع من معاشات المتقاعدين إذا ما دعمت المعارضة مشروع ميزانية 2018 التي تتضمن هذا الإجراء الذي يخص هذه الفئة . وأشارت إلى أن راخوي رفض الحديث عن إصلاحات 2013 وربط من جديد بين تطور المعاشات بحالة التضخم مشيرة إلى أن أحزاب المعارضة انتقدت شرط راخوي رهن الزيادة في معاشات المتقاعدين بالمصادقة على ميزانية 2018 . واهتمت الصحف الألمانية الصادرة اليوم باعادة انتخاب المستشارة الألمانية انغيلا ميركل لولاية رابعة أمس الاربعاء. وعلقت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" على نتيجة انتخاب ميركل التي حصلت على 364 صوتا من أصل 688 من أصوات نواب البرلمان ، معتبرة انها "ليست مفاجأة ، ولا مصيبة كبيرة ، بل هي تعبير عن أمر طبيعي"، مبرزة ان هذه النتيجة المتواضعة إلى حد ما تعكس الشكوك المتبقية تجاه التحالف الذي تم تشكيله حديث ا وضد المستشارة في نفس التحالف نفسه، وانه كان من المتوقع ، بعد المناقشات المثيرة في الأشهر القليلة الماضية ، أن تكون النتيجة صادقة. واعتبرت اليومية أن الحكومة التي تم تشكيلها الآن هي "حكومة مؤقتة. إنها انتقال إلى فترة ما بعد ميركل، إنها تفتح الطريق امام تشكيلات سياسية جديدة". من جانبها ، اعتبرت صحيفة "فرانكفورتر روند شاو" أنها ليست بداية ناجحة لأنغيلا ميركل. ولكنها نتيجة لها ما يبررها ، مبرزة ان الحزب الاشتراكي الديمقراطي كافح لدخول هذه الحكومة - وهذا ترك بصمته وانعكس على طريقة استجابته لانتخاب ميركل في البرلمان. وأبرزت اليومية الى انه "بالنسبة للحكومة الجديدة ، هذا يعني أنه على الرغم من وجود أغلبية كبيرة في البرلمان ، فإنه بالتأكيد ليس كذلك. يجب عدم التقليل من شأن عنصر الفوضى في الحكومة القادمة". وبالنسبة لصحيفة "راينبفالتس" فإنه على ميركل أن تتغير بعد 12 سنة في منصب المستشارية ، يجب أن تكون حكامتها وخطبها أكثر وضوح ا و موضوعية. وأن تضع حدا للطابع الممل لتصريحاتها الحكومية، مطالبة المستشارة الالمانية البالغة من العمر 63 بان تجرؤ على إثراء البراغماتية والحذر والخبرة ببلورة رؤية للبلد ولاوروبا. أما صحيفة "دي فيلت" فقالت إن الرئيس الالماني فرانك فالتر شتاينماير ، حذر الوزراء الجدد والمستشارة ، من إعادة صياغة الشكل القديم للحكومة، مشيرة الى أن الرجل الأول في الدولة ، الذي يتحمل مسؤولية كبيرة عن هذه الحكومة ، الح على الإجابة على الأسئلة المتعلقة باللاجئين والهجرة والاندماج التي يتعين على التحالف الكبير أن يقدمها- حتى خارج قنوات الرأي المألوفة . وفي إيطاليا، تواصل الصحف اهتمامها بالمحادثات غير الرسمية بين قيادي خمسة نجوم ورابطة الشمال من أجل التمهيد لتشكيل حكومة جديدة. و كتبت صحيفة (كوريري ديلا سيرا) أنه للمرة الأولى أجرى رئيس رابطة الشمال ماثيو سالفيني محادثات هاتفية مساء أمس الأربعاء، مع زعيم حركة خمس نجوم لويجي دي مايو تمحورت حول انتخاب رئيسي مجلسي النواب والشيوخ يوم 23 مارس الجاري . وأضافت اليومية أن المحادثات بين سالفيني ودي مايو همت فقط تنصيب البرلمان الجديد ولم تتطرق لتشكيل ائتلاف حكومي، مشيرة إلى أنه في مطلع أبريل القادم سيتم الشروع في المشاورات الرسمية مع رئيس الجمهورية سيرجيو ماتاريلا حول للحكومة المقبلة. وفي مقال بعنوان " اختبار تقني بين حركة خمس ورابطة الشمال" اعتبرت صحيفة (لاريبو بليكا) أن الاتصال الهاتفي الذي أجراه سالفيني مع دي مايو أمس يمهد الطريق بالفعل لتحالف محتمل بين الحزبين. وبالنسبة لليومية فإن سالفيني يفتح الباب أما دي مايو من أجل تشكيل ائتلاف حكومي، وهو ما يعارضه زعيم فورتسا إيطاليا سيلفيو برلسكوني. وصرح سالفيني أنه يعمل من أجل برنامج حكومي يروم تغيير السياسات المتعلقة بالمهاجرين وخفض الدين العام ورفع الناتج المحلي الإجمالي وأشارت إلى أنه بالنسبة للمشاورات الرسمية المقبلة ، أعلن سالفيني أن هناك بوادر تؤشر على احتمال تعيينه من قبل رئيس الجمهورية كرئيس لمجلس الوزراء"، وبأنه لن يكون رئيسا لمجلس الشيوخ". وتساءلت صحيفة (لاستامبا) عن الائتلاف الحكومي الذي يرغب فيه الإيطاليون ، مضيفة أن استطلاع رأي أجرته يعد مرور عشرة أيام على الانتخابات أظهر أن 49 في المائة من المواطنين غير راضين على الإطلاق على نتيجة الاقتراع. في حين أن 46 في المائة من الساكنة الإيطالية راضية أو راضية جدا على النتائج التي أفرزتها الانتخابات. واعتبرت أن هذا الاستطلاغ خلص إلى أن الإيطاليين منقسمين حول تشكيلة الحكومة المقبلة ليبقى الأمر متروك لرئيس الجمهورية لإعادة توحيدهم، لكن السؤال المطروح هو كيف يمكن تحقيق ذلك؟.