كلما دخلت داعش الدول الاسلامية أوتلك التي يتم اختصارها في اسم تنظيم "داعش" احدى المدن والبلدان التي سيطرت عليها ، إلا وابتدأت بفرض وسن قوانين على المرأة، وكأن التطوروإحكام السيطرة والضغط على الدول والاوطان والتغييربها وفيها يبدأ انطلاقا من عند النساء... فيكون للنساء كل الثقل والتعذيب وحصة الأسد من افتقاد الحريات والتبخيس للنساء والتنكيل عليهن وكل أوجه الحط من الكرامة الانسانية والتزويج الشاسع المعالم والمعاني... سواء ذاك التزويج المختصر في اليوم الواحد او لأسبوع او حتى ساعة قصد قضاء الوطر منهن ثم تطليقهن وتداولهن بين الاخرين تحت مسميات عديدة من الاغتصابات المتكررة و التزويجات المتناسلة ، منها على وجه القياس لا الحصر "زوجتك نفسي" وغيرها من الانواع سواء تلك التي تكون تحت طائلة الارهاب والتعنيف او تلك التي تكون بفعل دغدغة العواطف وغسل الادمغة... أوعن طريق السبي... والمتاجرة بهن تحت أسامي عديدة ومتنوعة... وغيرها من أنواع العنف التي تلاقيها النساء خلال الحرب وأثناء السلم... فسواء في البلدان التي تتعرض لحرب وسيطرة داعش الإسلامية ولهجماتها الارهابية المسعورة او في كل الحروب التي تعرفها بلدان النساء المعرضات للعنف والتعنييف ، سواء من قبل دواعش الدول الاسلامية على غيرها من الدول الاسلامية او من قبل دواعش الدول الغربية وداعش الصهيونية أوالنصرانية... على الدول الاسلامية والعربية او العكس، تجد المرأة هي الحائط القصيرالذي يسهل القفز عليه والقربان الذي يقدم لوحش الإرهاب العالمي والفكر الذكوري الموغل في السيطرة، قصد الحد من نيران فرنه الحارقة والملتهبة... وكأن النساء هن مركز كل الشرور... وهن السر في السيطرة المحكمة على البلدان التي يتم غزوها واستعمارها ويبغي الداعشيون المتنوعون والكثر ولاءها المطلق ؟؟؟... فدائما تجد الهشاشة بكل ألوانها وأشكالها وفي كل المجالات، سواء السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية لصيقة بالنساء، وتجد النساء أكثر فقرا وأمية وأكثر عرضة للتعنيف والتعذيب ومعرضات للمتاجرة والاستغلال المضني لهن، أثناء الحرب الملقاة على بلدانهن والاستعمار المفروض على شعوبهن. سواء من قبل داعش الصهيونية او الاسلامية أو النصرانية أوداعش العلمانية والعولمة المتوحشة وغيرها من الدول الغازية التي تجعل العنف والإرهاب دينها وديدنها والذكورية المتسلطة عمقها الباطن والتشدق بالمساواة شكلا وسطحيا وموضة لا أقل ولا أكثر ... ودائما تجد جسد المرأة مستباحا ومحط الانظار والنقد والإفتاء الجماعي والفردي لدى جميع أذيال الدواعش بالعالم ورؤوسهم. فإذا كان جزء من داعش الاسلام والنصرانية... يدعو إلى العمل على تغطية جسد المرأة ولفه بالغطاء وكأنه قالب سكر أو بصلة ترتدي طبقة فوق طبقة... فإن تنظيم داعش الاسلامية اليوم يسعى بكل ما أوتي له من قوة إلى فرض الغطاء الكلي على جسد المرأة ويفتي في هذا وكأنه الوحيد الدي يمتلك حقيقة الافتاء في حق النساء، مشرعا طرقا خاصة وبنودا متميزة وفريدة تغطي المرأة من الرأس حتى أخمص القدمين ولاتترك لها منفذا سوى شبكة جد ضيقة فوق العينين، حيث تصبح النساء بهذا الشكل مجرد خيمة تمشي على قدمين، وكأنهن شر لابد منه وعورة يجب سترها... وهي مركز الشرور والفتنة التي أخرجت ادم من الجنة وهي سبب عيشه الآني... وأن النساء تحملن في أجسادهن الإغواء ويعملن على إلهاء الرجل عن صالح الاعمال التي تسير بالأمة نحو التقدم والنجاح و"أن الشر من المرأة والخير منها" كما تصورها العديد من الصور النمطية التي تبخس الدور الريادي للنساء... وللواقع بالموصل العراقية وسرت الليبية وغيرها من المدن التي وضعت عليها داعش الاسلامية اليد، لخير دليل على ماتعانيه النساء وأجسادهن من تشييء وتلفيف وجعلهن مجرد عورة يجب تغطيتها بالكامل، ولخير دليل على ما تسعى إليه داعش الاسلامية بشكل جدي ومثابر نحو إقبار أجساد النساء ونفسياتهن وحقوقهن المكتسبة والحكم عليهن بالحبس الطويل والرجوع إلى عصر الظلمات الضارب في القدم ونسف كل ماقامت به حركات التحررالنسائية والمساواة والمناصفة والكرامة والإنسانية للنساء وغيرها من الحقوق التي أقرها الاسلام والحقوق الكونية ... وتكمن البنود والشروط التي تعمل داعش الاسلامية على سنها ونشرها في الفضاءات العامة بالمدن والدول التي تم فتحها المبين فيها، في إصدار شروط تعابرها ضرورية ومؤكدة لايصح خروج المرأة إلى الشارع أو السفر إلى مدن وبلدان مجاورة أخرى يسمونها "ببلاد الكفرة" إلا بارتدائها، شروطا تعلقها داعش بالبنط العريض والظاهر على لوحات دعوية بالشوارع الكبرى للمدن التي سيطرت عليها، مبثوث عليها شروطا في غاية الحكرة والقهر والإرجاع إلى الازمنة الغابرة ... تتعلق بضرورة تواجد المحرم أثناء سفر النساء وخروجهن وأخرى ترتبط بالحجاب الشرعي الذي يجب على النساء ارتداءه وإلا تعرضت المخالفات لأقصى العقوبات. و يحصر تنظيم داعش الاسلامية شروط اللباس الشرعي للنساء في7 شروط أساسية وواجبة حتى يكون شرعيا وصحيحا وجائزا، وكأنهم وحدهم من يمتلكون حقيقة التفاسير القرآنية ... حيث يبتدئ أول هذه الشروط السبع، في أن يكون صفيقا أي(تخينا) مضيفة هذا الوصف كي لايكون الثوب يشف عما تحته، وثانيا أن يكون فضفاضا واسعا وغير ضيق، وكأن المرأة خيمة تتحرك على قدمين، ثم أن يكون ساترا لجميع البدن من الراس حتى القدمين وكأن المرأة في مهمة قطع عسل النحل وليس الخروج لقضاء احد مهامها، ورابعا يجب ألا يكون لباس شهرة وخامسا ان لايكون شبيه بملابس الكافرات والرجال و 6 أن لايكون لباس زينة يلفت أنظار الرجال وبالتالي وقوع أبناء الحمل الوديع في الغواية... و7 أن لايكون مطيبا أو معطرا أومبخرا... وهنا أتساءل كيف سيتم الاستغناء على كل مساحيق التنظيف المعطرة ابتداء من بداية التصبين حتى آخر مرحلة منه ؟.. وهل سيتم اختراع مواد جديدة ستفي لهذا الغرض؟ أم قد تمت صناعتها مسبقا وكان هناك البديل لكل منتوجات الكفرة على حد تعبيرهم؟؟؟... وهل الزوج ومحرم النساء أي ذكور الأسر سيكونون دائما وأبدا رهن إشارة الزوجة والأم والأخوات اللواتي لايتجاوزن الخمسين عاما من اجل الخروج للحياة العامة أو قصد العمل والتمدرس و الندوات والمؤثمرات وغيرها من الامور الملحة والضرورية للنساء؟... أم أن هذه المسائل هي الاخرى ستمنع على النساء وسيتم إقبارهن بين أربع حيطان ولاتكون لهن سوى خرجيتين واحدة للقبر وأخرى لبيت الزوجية... وغيرها من بنود الموت والإقبار والدفن النسائي وهن أحياء ...غير المنطقية والتي تجاوزها هذا العصر بسنوات ضوئية طويلة جدا وضاربة في التقدم... وغير الموجودة بدستورنا الأكبر والأقوى، دستور القران الكريم الشامل والجامع والصالح لكل الأمم الاسلامية ويضحض هذا التعامل اللانساني للنساء ووأدهن بطرق مختلفة ومواكبة للعصر... فبمقابل حكم داعش الاسلام على المرأة بالتغطي وكأنهاعورة، عملت أطياف وانواع داعشية أخرى ومن صنف اخر... وترهب المرأة بطرق وأساليب أخرى، هم دواعش العالم بأسره والمتمثلون في داعش العلمانية و العولمة المتطرفتين، وداعش الغرب وداعش الصهيونية والنصرانية ... هؤلاء الدواعش الذين يعملون على تجريد جسد المرأة من غطائه بشكل مغالى فيه وجعله مجرد ديكور يؤثث به، سواء في المحافل الدولية أوغيرها من التجمعات التي يصنعها الرجال وتخدم مستقبلهم ومصلحة جنسهم الذكوري، ويعتبرون المرأة مجرد سلعة يتباهون بها وبجمالها وترضي نرجسيتهم وتدخل السرور وتخلق التوازن لديهم ... والتي سرعان مايتم تغييرها بسلعة أخرى كلما تعرضت للبلاء والقدم او ابتدأت تشيخ أو تم الملل منها... بثانية وثالثة ورابعة والقائمة طويلة تحت ذرائع كثيرة ومتنوعة يتم نسجها أثناء رمي شبكة صيدهم الواسعة على أخريات يكرسن هذا الوضع ويباركنه ويساعدن في توسيع دائرته تحت عدة يافطات وذرائع... وكأن حال المرأة ههنا مجرد دمية فارغة من الروح الانسانية ومجرد سلعة إستشهارية تتحكم فيها الموضة وتجعل منها نموذجا واحد ووحيدا ومتشابها من النساء، حيث يحلف المرء منا، بما فينا نحن النساء، اننا نعرف هذا النموذج وقد التقينا به سابقا ... نمودج يتم عرضه قرب مجموعة من البضائع الاستشهارية سواء التي تتعلق بالأكل او اللعب او الركوب وغيرها من سلع الاستهلاك والترفيه... وبعض الأماكن التي تتبارز فيها عينة من الرجال بهن أمام الجموع والنوادي وغيرها من أماكن العرض والاستعراض والبيع والشراء والتبادل... إن المرأة يا سادة ياعالم ليست ذاك الصنف أوهذا... المرأة تبقى ذاك الانسان الحر والطليق... الانسان الذي يمتلك ذرة العقل والمنطق... الانسان الذي يميز و له حق الاختيار والتقرير في مصيره ومصير جسده ومستقبله وفي كل أموره... وأن المراة / الانسان الحقيقي الغير قابل لوضعه في قالب أوشكل معين، سواء من قبل داعش الاسلام او داعش الصهيونية أوالنصرانية أوداعش العولمة المتوحشة والعلمانية الموغلة في التطرف وهي الانسان الحق الغير القابل للبيع والشراء والعرض والمتاجرة سواء في جسده او صوته أو شرفه أو كرامته ... وللمرأة كل الحق في أن تختار بنفسها وبطواعية "اللوك" أواللون أوالطريق الذي يعجبها والذي تراه صائبا مادام الله هو الذي سيحاسبها وهو من له حق عقاب ومحاسبة كل أبناء البشر ذكورا وإناثا... ولها كل الحق في تبني الطرح الذي تراه ملائما لها ولشخصها وليس ذاك المفروض عليها فرضا وقسرا أو من خلال دمغجتها وغسل دماغها قصد خدمة جهات معينة والمساعدة على تحقيق مصالحها الخبيثة... والتي تهدف إلى تشييئها وتبضيعها والتأثيث بها وجعلها مجرد إحدى وسائل الترفيه وأداة طيعة للاشهاروالمستشهرين وسلعة يتباهى بها وبشكلها... والعمل بالتالي على ترخيصها وتبخيس مكانتها، والتنقيص من دورها المهم في الحياة بكل مناحيها... وتبقى المرأة/ الانسان الحقيقي هي المدخل نحوالتطور والديموقراطية الحقة والتقدم في كل القطاعات سواء الاجتماعية وصناعة الاجيال المتقدمة أو الاقتصادية أوالسياسية وهي الدينامو الأساس في بناء المجتمعات والدفع بكل مجالاتها نحو التقدم والتطور...وأن أي إصلاح وأي تطور لأي بلد هو رهين بإصلاح حال المرأة وأوضاعها وليس الحكم عليها بالوأد والاقبار واعتبارها مجرد عورة يجب تلفيفها بالكامل أو مجرد ديكور والحكم عليها بالتشييء والسطحية وعرضها كبضاعة وسلعة وجسد بدون روح وعقل وأنها مجرد قطعة حلوى يجب تزيينها وصبغها بكل الاصباغ والألوان ووضعها قرب المنتوجات المطروحة بالأسواق... إن السعي نحو تغطية المرأة ودعلخا مجرد خيمة متحركة وتجريدها وجعلها مجرد شكل وأداة تسلية ووسلةناجحة في بيع المنتوجات ...لعمري لارهاب كبيير وكبييروحكم بالموت البطييئ... من قبل دواعش كثر وكثر... يدخل القلق الاكبر إلى النفوس والأفئدة ويضرب النساء في مقتل... يجب على نساء العالم بأسره التحالف ضده والتصدي له والوقوف أمامه بالمرصاد والرصد، من أجل تغيير وتنظيف عقليات داعشية متطرفة، تغالي وتتطرف في تقزيم حجم النساء وقدراتهن ومواهبهن وعمقهن وتحصرهن في اشكال وأجساد تحكم عليها تارة بالتغطي وتارة أخرى بالتعري... ؟؟؟ *كاتبة عربية وصحفية مغربية [email protected]