عندما يتفقد المرء العناوين الإخبارية من:" داعش تفتتح مكتب تزويج جماعي" و " داعش تعطي مهلة لسكان الموصل ليسلموا نساءهم لمقاتليها" و "داعش تسبي نساء مسيحيات وإيزديات" " و داعش تخطف .... داعش تقتل ....داعش تحتجز... إلخ" لا يملك إلا أن يعتقد جازما أن الدولة الإسلامية حولت رحى حربها من معارك عسكرية إلى أخرى نسائية ، استبدلت فيها السليم القويم بالشاذ المتطرف و استحلت الحرام, متعاملة ببراغماتية بذيئة مع الدين. فأين تتجلى هذه المنفعية؟وكيف تمارس سلطاتها على نساء المناطق التي صار الحكم لها فيها؟ كيف تمكنت داعش من استقطاب نساء إلى جماعتها؟ ما عملهن داخل التنظيم ؟ هل للمغربيات علاقة بهذا التنظيم الإرهابي ؟ ما المتوقع في القادم من الأيام ؟ . أسئلة وغيرها نتناولها في هذا التحقيق ونبدؤه بالتعامل المتطرف للتنظيم مع نسوة المناطق التي يسيطر عليها وتصير تحت إمرته . مسلسل استهله ببث الرعب في قلوب "الجنس اللطيف" بقتل أبنائهن و أزواجهن, بل وصلبهم في الساحات العامة أمام أعينهن ولكي يتم تدبيج سطوته وإرهابه, عمد إلى تسيير دوريات يومية لمراقبة أداء السكان وخاصة النساء للواجبات -الدينية - المفروضة والتي لها صلاحية جلد من يثبت تخلفها عن الالتزام. فتعالوا معنا نمتع فكرنا وخيالنا ببدع داعش : جهاد النكاح بدعة وشرعة ضد الشريعة أتى بها الداعشيون لتفريغ مكبوتاتهم الجنسية, فقد أظهر منشور في مقطع فيديو لتنظيم الدولة الإسلامية -بثه الإعلامي الكويتي محمد الملا على برنامجه "الكويت والناس- يطالب فيه أهالي الموصل بتقديم الفتيات غير المتزوجات للمشاركة في جهاد النكاح ، ورد فيه: " نطالب أهالي هذه الولاية بتقديم النساء غير المتزوجات ليقمن بدورهن في جهاد النكاح لإخوانهن المجاهدين في المدينة ، ومن سيتخلف سنقيم الشريعة وتطبيق قوانين الشريعة" ، فأي شريعة هاته التي تحل افتتاح مكاتب تزويج قسري من مسلحيها إذ أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان المتواجد بلندن, أن التنظيم يقوم بهذا من خلال إدراج أسماء النسوة وعناوينهن لديه كي يتمكن مقاتلوه الراغبون بالزواج من طرق أبوابهن (إن لم يكن خلعها) ، بل تعدى الأمر هذا لإعداد حفلات نكاح جهاد جماعي, أمهل فيه سكان الموصل عطلة عيد الفطر ليقدمن فتاتهن لعرس نكاح جماعي, وهذه المرة جعل تنظيم "داعش" المساجد منبرا له فاستحل مآذنها التي صارت تنادي حيا على النكاح بدل حيا على الصلاة, مرغدا مزبدا بالعقاب الشديد الغليظ لمن تخلفت . كما أجبر أهالي محافظة نينوى على تقديم النساء تكميلا لأركان الجهاد "للنكاح" ومن لم تصغر خدها سيكون الاختطاف عنوة مصيرها .، فداعش تعيش خصاصا رهيبا في الجنس ما أصابها بسعار جعلها تهدد وتتوعد الرافضين تقديم بناتهم وأخواتهم ونسائهم قربانا لجهاد مبتدع بكل أصناف التنكيل من رجم حتى الموت بتهم ملفقة وحتى بغير تهم-فخليفة الله في أرضه لاينبغي إجهاده بالتفكير في الأسباب والتهم- وقتل واغتصاب و تشريد.... إن جهاد النكاح ممارسة للجنس الحرام تحت غطاء ديني, إذ انبرى شيوخ الضلالة للإفتاء ب "زواج المناكحة" زواج يخرق شروط الزواج الصحيح المبني على الديمومة وبحضور الولي أو القاضي بالإضافة لشاهدين،زواج يصبح فيه فرج المرأة قاعة تفريغ حلال لكل الجنسيات شرط أن يكونوا من مقاتلي "داعش" الأبرار الذين ضحوا وتركوا أهلهم وأزواجهم. و إلا فما معنى أن يطلب من زوج /أخ /أب الإتيان بزوجته /أخته /ابنته / قريبته لتجاهد في سبيل الله بأن تمارس الجنس بعد أن يقول شيخ "زوجتك موكلتي على سنة الله ورسوله" لساعات ثم تطلق بالثلاث, وترتاح نصف ساعة تغتسل وتجهز فيها نفسها لتتزوج من ثان وثالث ورابع بنفس الطريقة وفي نفس اليوم حتى يفسح المجال لسائر المقاتلين بتلبية نزواتهم، نزوات استحلت حتى اللواط وفي بعض الأحيان لم يعد حضور الأمير أو الشيخ ضروريا,إذ يكفي التكبير ثلاثا على المرأة حتى يصير حلالا نكاحها,فأصبح الشيخ يكبر على زوجة امرأة الثاني الذي يفعل ما فعل الأول وهكذا دواليك .والمضحك المبكي في الأمر أن الداعشي يصلي ركعتين قبل أن يلمسها . ولسد الخصاص الجنسي ل"داعش" تطوع شيوخ الفتنة بإباحة "جهاد المحارم" القاضي بزواج الأخ من أخته والأب من ابنته نظرا لندرة الفتيات الجهاديات . فأي دين يقبل هذا؟ !! ختان النساء بعد سيطرة "داعش" على الموصل تفتقت ذهنيته الظلامية على فتوى ختان النساء، كيف لا وهن منبع الفساد في أبجديات فكره المتحجر. فقد أكدت جاكلين بادوك, نائبة الممثل الخاص للسكرتير العام للأمم المتحدة ومنسقة الشؤون الإنسانية في العراق, أن الدولة الإسلامية أمرت"بختان جميع فتيات ونساء الموصل" . هذا في مرحلة أولى, فالهوس الداعشي بختان صاحبات نون النسوة جعله يعمم الفتوى على سائر العراقوسوريا, إذ قرر "البغدادي " ختانهن لإبعادهن عن الفسق والرذيلة . عودة لعادة كادت تبيد وتكون ببتر جزء من الأعضاء التناسلية للمرأة أو جميعها ،وثبت علميا تسببها بتشوهات جسدية ونفسية للمرأة هذا إن أفلتها القدر من أنياب الموت. فرض الحجاب على غير المحجبات حتى النساء من ملة أخرى, بل وإجراء تقويم وتعديل على هذا النقاب حيث قالت فتاة عراقية ل "دويتشه فيلله الألمانية " إنها أمرت بسحب الحجاب الذي ترتديه إلى جبهتها ليغطي كل شعرها ، وغسل مساحيق التجميل من على وجهها إن هي أرادت الجلوس في المنتزه رفقة عائلتها" فتم منع النساء المتبرجات من دخول مدينة الملاهي بالموصل وسمحوا للنساء المنقبات بالدخول مجانا . ومنح "ديوان الحسبة الداعشي" مهلة حدها انتهاء أيام عيد الفطر للالتزام بما فرضه من لبس للنقاب على أنه استبق الأمر بمعاملة تمييزية بين الفريقين تكون الموجهة للقرار, إذ منع الباعة تحت التهديد بالعقاب إن هم باعوا النساء غير المنقبات و أصدر عبر مكبرات الصوت تعليما يمنع النساء من دخول أي محل تجاري إن لم تكن منقبة . وفي إطار التعديلات التي قام بها على الحجاب, منع لبس العباءة الخليجية لأنها مطرزة وملونة وأيضا شفافة واستبدلها بالجبة الإسلامية الفضفاضة . كل هذا تحت طائلة الرجم حتى الموت عند مخالفة التعليمات تزويج القاصرات رغم ما أثبتته الدراسات التي أكدتها اليونسيف, من أن زواج القاصرات دون سن 18 يعرضهن للعنف المنزلي ويعد منعا لهن من اتخاذ قراراتهن بأنفسهن, وكأنهن ملكية خاصة وليس لها ولا لأهلها حق تقرير مصيرها, مما يضر بنفسيتهن وأسرهن كما مجتمعاتهن ، وصار أمرا مألوفا أن تبوح النساء العراقياتوالسوريات في وسائل الإعلام المختلفة " هجموا على بيتي و أخذوا ابنتي عنوة ليتزوجها أحدهم أو كلهم بعد الاعتداء على العائلة" . وفي شرعة الداعشيين لا يمكن لأي مطلقة أو أرملة أن تبكي أيام زوجها الخالية, إذ الزواج منهن فرض ينال عنه الداعشي أجرا عظيما لتنازله وقبوله الستر عليهن -. الاحتجاز وزارة شؤون المرأة العراقية في بيان لها نشرته وكالة "فرانس بريس" صرحت أن " المعلومات تؤكد أن تنظيم داعش يحتجز نساء وفتيات في منزل واسع داخل سنجار" وفي نفس الصدد قال المتحدث باسم الهلال الأحمر العراقي ,إن التنظيم احتجز عشرات العائلات من التركمان والايزيديين والمسحيين وقتل جميع الرجال وفضل الاحتفاظ بالنساء سبايا لديه. الترحيل أكدت مصادر عراقية عديدة ترحيل عدد من النساء مع عائلاتهن أو من دونها - إذ قرروا التخلص منهم -فالأمر سيان عند الدولة الإسلامية- إلى مطار تلعفر, حيث تمت تصفية جميع الرجال أمام أعين النساء. نخاسة في القرن 21 آخر إبداعات داعش تمثلت في إنشاء سوق نخاسة - مفعول الحنين إلى العصور الغابرة وما يمكن أن تنتج عنه من ترهات- لبيع" الجواري " من النساء الايزيديات والمسيحيات وحتى المسلمات. نشرت قناة روسيا اليوم الإخبارية صورة نساء مقيدات بسلاسل "مسبيات" مع تأكيد منسوب لناطق باسم الهلال الأحمر العراقي : سوق للرقيق تعرض فيه نساء الطوائف للبيع بمدينة نينوى تشبها بنخاسة العصور الآفلة . وباح محمد الخزاعي المتحدث باسم الهلال الأحمر العراقي لوكالة "فرانس برس" بأن عناصر داعش خطفوا نساء إيزيديات ومسيحيات كسبايا ، وعرضوهن في أحد الأسواق لبيعهن بالمزاد العلني. لكن الطريف في الأمر, أن هذا التنظيم لا ينسى أمراءه الأفاضل, بل يمنحهم الجميلات من السبايا الاغتصاب بثت قناة "العراقية" في تقرير تلفزي لها رواية فتاتين عراقيتين شقيقتين تم اغتصابهما من قبل مسلحي داعش في الموصل، وجاء على لسانهما أن المغتصبين كان عددهم كبيرا وقاموا بقتل رجال البيت ثم تناوبوا على اغتصابهما وامرأة أخرى ، مع ضربهن وتخويفهن بالسلاح . وتقول إحداهما في شهادتها " استمررت في المقاومة فضربني على رأسي ، استيقظت فوجدت جسدي كله به دماء". انتحارات بالجملة أكدت تقارير للأمم المتحدة انتحار فتيات موصليات اغتصبن ،سخطا على ما جرى لهن .حيث قال المتحدث باسم مفوضية الأممالمتحدة لحقوق الإنسان، روبرت كولفيل: أربع نساء انتحرن بعد تعرضهن للاغتصاب من قبل مسلحي »داعش« بعد سيطرتهم على مدينة الموصل. الرجم الرجم حتى الموت في الساحات العامة بتهمة الزنا التي عادة ما تلفق جزافا لنساء كانت لهن جرأة الخروج عن العزل الإجباري الذي جرى توزيعه في وثيقة تحرم خروج النساء دون محرم, وحتى المحرم يكون فقط في الحالات القصوى -ظلت من دون تحديد لضمان التلاعب فيها-. قسر على الإسلام تكرم التنظيم بإعطاء ما يزيد عن 300 أسرة إيزيدية مهلا لتشهر إسلامها أو تؤدي الجزية وإلا فالقتل جزاؤها، وشدد الباجلان عضو مفوضية حقوق الإنسان أن النازحين الفارين من الموصل قاموا باستهداف الأقليات الدينية وتهديدها إن لم تشهر إسلامها بالقتل والسبي . وتجاوزت داعش أمر أسلمة الأقليات الدينية إلى فرض أحكام إسلامية عليها مثل ما حدث مع مسيحيي الرقة,إذ أعلن تنظيم "الدولة الإسلامي أنه فرض سلسلة من الأحكام على السكان المسيحيين في هذه المدينة التي سيطر عليها ومن بين هاته النواميس بالخصوص دفع "الجزية" وإقامة شعائرهم في أماكن خاصة. وأعلنت داعش التوصل إلى "اتفاق" يتضمن 12 قاعدة تهدف إلى ضمان "حماية" المسيحيين، مهددة بأن من لا يحترمها سيُعامل باعتباره عدواً. ونص الاتفاق الذي نشر على مواقع إسلاميين متطرفين، ويحمل ختم "داعش" على أن يدفع المسيحيون "الجزية" ،ويتعين على "النصارى" الأثرياء أن يدفعوا ما يساوي 13 غراماً من الذهب الخالص، والمسيحيين من الطبقة الوسطى دفع نصف هذا المبلغ، والفقراء منهم دفع ربعها. ونص "الاتفاق" أيضاً امتناع المسيحيين عن رسم الصليب على أي شيء أو مكان في الأسواق أو الأماكن التي يكون فيها مسلمون، وكذلك عن استخدام مكبر الصوت أثناء صلواتهم. كما يمنع النص إقامة المسيحيين شعائرهم خارج الكنائس. وينص "الاتفاق" أيضاً على خضوع المسيحيين إلى القواعد التي تفرضها "داعش" كتلك المتعلقة بطريقة اللباس. وهددت داعش من لا يحترم قواعدها بأنه سيلقى المصير نفسه الذي لقيته المعارضة. القتل أكد وزير حقوق الإنسان العراقي محمد شياع السوداني في مقابلة مع رويترز, على أنه لدى الحكومة العراقية أدلة وإفادات من مواطنين تمكنوا من الفرار من قبضة داعش تفيد أنه تم إعدام 500 مواطن في سنجار ودفن البعض منهم أحياء في مقابر جماعية من بينهم أطفال ونساء . رغبة في القتل, ساوت بين المواطنة العادية والسياسية المسؤولة, حيث تمت إصابة النائبة العراقية "دخيل "عن كتلة التحالف الكردستاني في إسقاط داعش لطائرة مروحية تحمل مواد إغاثة لنازحات ونازحي جبل سنجار المحاصرين . فضائح بالجملة ممارسات شاذة تفخر بها داعش أمام أعين العالم, إذ الجدير بالذكر أن الاعمال الارهابية البشعة التي يقوم بها التنظيم يقوم بتوثيقها و عرضها على حسابات باليوتوب و تويتر و الفايسبوك تماما مثل القاعدة عبر مؤسسة السحاب التابعة له . وتصرفات غريبة من تحجيب ل "المانكان" سواء أكانت ذكرا أم أنثى في واجهات المحلات ،وأمر لسكان الأرياف بلف أثداء البقر وتحجيبها هي الأخرى باعتبارها تشكل "فتنة" وتخالف الشريعة الإسلامية. فقوانينها الغريبة تجاوزت الإنسان إلى الحيوانات والأشياء . بيد أن براغماتية الدولة الإسلامية تبدو جلية في تعاملها مع النساء، فداعش التي اعتبرتهن منبع الفساد وفرضت عليهن الحظر, هاهي تستغلهن لما برزت لها حاجتها الماسة لهن لتحقيق مآربها ،فالفتوى المانعة لهن من الخروج أو الذهاب للعمل والتنقل أو زيارة عيادات نسائية يديرها أطباء رجال إلا بمحرم وللضرورات, سرعان ما تتغير لتتكيف مع المصالح القتالية, فيصبح السفر والاختلاط بالرجال في ساحة التدريب على القتال وحمل السلاح مباحا مأجورا عليه بالجنة. الداعشيات لوصفهن, ما على المرء إلا أن يتخيل صفا من أشباح متشحة بالسواد لا يبدو منها شيء ويطوق موضع الجبين عصابات تلتف حول الرأس مزخرفة بشعار الانتماء الداعشي ، ثم الكف اليمنى لكل شبح مغطاة بقفازات سوداء تنوء بحمل سلاح أتوماتيكي .إنهن خيرة الداعشيات. الأجنبيات وداعش أجنبيات استهواهن جهاد النكاح, فعرجن من أوربا وأمريكا على داعش, إذ كشف رئيس مجلس إنقاذ الأنبار حميد الهايش وجود نساء داعشيات من جنسيات أجنبية يمارسن جهاد النكاح في الفلوجة وقدرهن ب 15 امرأة ، ويحذّر محلل أمريكي من أن عمليات استقطاب التنظيم قد يصبح الطريق الذي تتحرك فيه النساء من الغرب إلى سوريا من أجل زواج الجهاديين. ويُعتقد أن السلطات البريطانية حققت بالفعل في ذهاب حوالي 12 فتاة إلى سوريا للزواج من أعضاء "الدولة الإسلامية"، بينهن مراهقات. وهناك عدة تقارير عن نساء أوروبيات سافرن إلى سوريا للانضمام الى الجهاديين، إذ أنه في أبريل اختفت فتاتان في النمسا، تتراوح أعمارهما بين 15 و16 عاما، لتظهرا لاحقا في سوريا. وفي مايو تسللت فتاتان توأمان من بريطانيا، تبلغان من العمر 16 عاما، من أصول صومالية ولا زالتا على مقاعد الدراسة الثانوية من منزلهما في مانشستر وسافرتا إلى سوريا، لتصبحا عروسين للجهاديين وقالت إحداهن عن لقب التوأم الإرهابي الذي صارت تحملانه"أنا أحب اسم التوأم الإرهابي لأنه مخيف"، كما أنهما كتبتا على "تويتر" أنهما تزوجتا من مقاتلين هناك.(لاحظوا مقاتلين : جمع مذكر السالم) وفي يوليو، اعتقل مكتب التحقيقات الفيدرالي الممرضة دنفر شانون، البالغة من العمر 19 عاما، والتي اعتنقت الإسلام مؤخرا، فيما كانت تستعد لركوب الطائرة للسفر إلى تركيا، وبعدها إلى سوريا, وقالت الفتاة إنها تم تجنيدها عبر الإنترنت بواسطة رجل تونسي، ادعى أنه كان يقاتل من أجل "الدولة الإسلامية". كما وردت أخبار عن "أم ليث" تزعم أنها امرأة بريطانية تزوجت من أحد جهاديي "الدولة الإسلامية، ولاننسى أم البراء التونسية. لهن كتيبات بألقاب رائدات العصر الإسلامي الأول, ومن تظهر الولاء أكثر يعطف عليها بلقب "أميرة النساء" مثل أم المقداد في الأنبار والتونسية أم مهاجر في كتيبة الخنساء. مغربيات داعشيات تناقلت وسائل الإعلام المغربية نماذج لمغربيات من مختلف الأعمار والطبقات الاجتماعية جرى استقطابهن لداعش, بينهن طالبة في السنة الأولى بالمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية، التي التحقت بالقتال الدائر في بلاد الشام, مما شكل صدمة مدوية وسط زملائها وعائلتها. لتلحقها بعد ذلك بثلاثة أشهر فتاة أخرى ذات توجه سلفي تنحدر من قصبة تادلة ، أنيط لها التنسيق بين الجماعات الإرهابية بالعراقوسوريا، وكان هدفها الزواج بمقاتل مغربي سابق في صفوف "داعش" كانت زوجته توفيت في سوريا، مما زاد من خوف بعض الأسر المغربية من تكرار مثل هذه الحالات. وأيضا الطفلة الفرنسية من أصول مغربية نورة، التي تبلغ 15 سنة، والتي اختفت عن الأنظار في يناير الماضي لتلتحق بالتنظيم في سوريا. ولعل أشهرهن على الإطلاق فتيحة حسني زوجة عبد الكريم المجاطي الذي شاركت وإياه في القتال في أفغانسان ليلقى هو حتفه سنة 2005 في أحداث الرس بالسعودية,وتعود هي للمغرب سنة 2003 لتغادره من مطار محمد الخامس - رغم أنها ممنوعة من السفر- إلى العراق بعد أن أعلنت ولاءها ومبايعتها للبغدادي,واصفة إياه في تدوينة على حسابها بالخليفة وأمير المؤمنين . وسفر المجاطي لداعش يرجعه مهتمون إلى رغبتها في الزواج من الساعد الأيمن للبغدادي ، رغم أنها كانت متزوجة من أحد سجناء السلفية الجهادية في المغرب عمر العمراني, المدان بالسجن 14 عاماً في قضايا ذات صلة بالإرهاب ، ونظمت عدة وقفات احتجاجية للسماح لها بزيارة زوجها، بعد أن منعتها السلطات لعدم توفرها على عقد زواج، ولا يعرف إذا كانت فتيحة قد حصلت منه على الطلاق قبل سفرها أم لا. مسارها الحافل بالقتال رفقة زوجها شفع لها عند داعش التي أقامت لها استقبالا كبيرا وتعبئة إعلامية شاملة. أدوار الداعشيات أول مهمة لهن تتمثل في جهاد النكاح, ثم العمل على استدراج نساء العالم للهجرة عبر حسابات الكترونية تصف في تدويناتها عظمة الدولة الإسلامية وتوثق لانتصاراتها حيث لدى" أم ليث" أكثر من 2000 متابع على تويتر,وفي تغريداتها تشرح خطوات الهجرة وتستبطن نفس من ترومها,إذ تحلل صراعاتها النفسية والاجتماعية وتوفر لها الدعم النفسي والإرشاد لسبيل الجنة المعبد، نساء يتكلفن بإثارة حماسة الرجال للإرهاب ويعتبرن الرؤوس المفصولة عن الأجساد أجمل هدية خلال العيد . يهربن الأسلحة والذخائر وينجزن عمليات إرهابية في العراقوسوريا ولبنان، وحسب ما نقلته بعض الصحف, فإن (نصف) العمليات الانتحارية في العراق نفذت بأجساد النساء . ولهن أيضا دور ربط الاتصال بين أعضاء التنظيم . وأوضح اللبيبي,أمير داعشي منشق أن "وحدة من النساء تعمل لاستدراج شباب الجيش الحر المعارض، حيث تتعرف الفتاة على الشاب من عناصره حتى يصبحا صديقين، ويبدأ في الحديث عن بطولاته كمقاتل ضد "داعش"، ثم تقوم الفتاة بإرسال اسمه للتنظيم لتتم تصفيته، كذلك يتم تجنيد بعض الفتيات داخل مدينة الرقة عن طريق ارتداء الزي العادي ويتركن شعورهن، ويجلسن في المقاهي، حتى لا يظن أحد أنهن من "داعش" لجمع المعلومات عن خصوم ومعارضي "الدولة الإسلامية". فهن يستعملن إذن كطعم ,إضافة إلى توظيفهن كمادة إعلامية لتسويق أدبياته والترويج لنفسه. رد الفعل الأممي وسمه البعض بأنه جاء باهتا مقارنة بالمجازر المرتكبة .وفي هذا الصدد استنكر الهلال الأحمر العراقي الأفعال الإجرامية لداعش مناشدا وزارة شؤون المرأة العراقية والمجتمع الدولي في بلاغ له بالتدخل السريع لإنقاذ النساء . وركزت وزارة شؤون المرأة العراقية في بيان لها على وكالة "فرانس بريس" على أن أي تأخير في التدخل سيضاعف حجم المعاناة ويساهم في زيادة الانتهاكات نوعا وكما . وفي رد فعله, أدان مجلس الأمن الدولي فظائع داعش واعتبرها جرائم ضد الإنسانية . لكن, هل يكفي إدراج مجلس الأمن الدولي لهذا التنظيم في القائمة السوداء ويطبق عليه إجراء حظر الأسلحة وتجميد الأموال ومنع السفر ؟ فواقع الحال يجيب نافيا, إذ تتباهى الدولة الإسلامية بأسلحة جد متطورة لها والأموال تتدفق عليها ومجاهديها يأتونها من كل حدب وصوب, ما يجعل الأفق يبدو مظلما في ظل التوظيف السياسي الماكر لهذه القضية وقصور يد المنظمات الحقوقية التي لا تملك سوى صبغة تقريرية استشارية . (صحافية متدربة)