في رد فعله على قيام موالين تنظيم "داعش" على تحطيم الآثار التاريخية في مدن عراقية، استنكر المفكر الإسلامي والداعية، طارق السويدان، هذا الفعل، مؤكدا أن المسلمين في العصور الأولى" لم يهدموا من الأصنام إلا ما كان يعبد". وقال السويدان، في بيان نشره على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن كل ما يحدث من جرائم ضد أهل السنة في العراق والشام، وضد الأكراد السنة أو ضد الشيعة أو النصارى أو الأزيديين وغيرهم من الأبرياء، هي "جرائم سياسية خبيثة وطائفية ولا تمت للإسلام بصلة وتتنافى مع القيم الإسلامية". وهذا نص البيان: بيان من د. طارق السويدان حول الأحداث في العراق والشام : بِسْم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وعلى آله وأصحابه أجمعين كتبت عدة مرات سابقاً وأكرر أن ماتفعله ايران سياسة عوجاء تؤجج الطائفية في معركة لن يخسرها إلا المسلمون وستكون ايران أكبر الخاسرين فيها كما أن موقف ايران وحزب الله في دعم نظام بشار في سوريا والطائفية ضد السنة في العراق أو ضد السنة في ايران نفسها هو سياسة اجرامية خبيثة وطائفية نتنة لا تمت الى الاسلام بصلة وتتنافى مع القيم الاسلامية التي يدّعونها، كما تؤلمني الجرائم التي ترتكب ضد أهل السنة في العراق والشام، وتؤلمني كذلك الجرائم التي ترتكب ضد الأكراد السنة أو ضد الشيعة أو النصارى أو الأزيديين وغيرهم من الأبرياء. وأدين بشكل خاص الجرائم التي ترتكب ضد النساء والأطفال من أي طرف كانوا فهؤلاء جاء النص الخاص من الرسول صلى الله عليه وسلم بحمايتهم وعدم التعرض لهم، وأدعو الأحرار في البلدين للتصدي لهذا التدخل الطائفي النتن والوقوف أمامه بكل وسيلة حيث أن رد المعتدي الصائل واجب شرعاً ولو بالسلاح. كما يجب إسقاط نظام بشار البعثي المجرم بكافة الوسائل كذلك فهو أساس البلاء، وأدعو الجميع للتوحد ضده فالفرقة بين من يعملون على اسقاطه هي السبب الرئيسي في بقائه حتى الآن وإلا فنظامه كان يترنح وعلى وشك السقوط ولم تنقذه الا هذه الفرقة ثم الدعم الطائفي ثم التدخل الإقليمي والصراع الدولي، وأرفض في نفس الوقت نظام ما يسمى الدولة_الاسلامية أوداعش أو من ينتسب اليها أو يتصرف باسمها رسميا او بدون اتفاق، واستنكر بشدة الهمجية والوحشية التي يرتكبونها والإسلام منها برآء، ومنها مشاهد الذبح المروعة التي تشوه الاسلام نفسه، وأرى ضرورة تعاون الجميع للتخلص من الجماعات الإرهابية التي ترتكب ذلك فهؤلاء ليسوا خطر على الدول والأبرياء فقط بل هؤلاء خطر على الاسلام العظيم نفسه. وتزعجني جداً الممارسات غير الحضارية التي يمارسونها ومنها هدم الآثار التاريخية بدعوى أنها أصنام والتاريخ الاسلامي شاهد على أن المسلمين في العصور الأولى لم يهدموا الا ما كان يعبد مباشرة وليس غيرها وبدون التاريخ لن نفهم المستقبل، وأنبه أن وقوفي ضد فئة ضالة لا يعني تأييدي للفئة الضالة في الطرف الآخر فأرجو عدم تأويل أي موقف لي بهذا المنهج غير السوي. وفي الختام أسأل الله تعالى العزة والكرامة لكل الأمة وقد تطهرت من كل طاغية وطائفي وإرهابي. وأسأله عز وجل أن تستقر العراق والشام موحدة حرة متعايشة متسامحة بكل مكوناتها الدينية والمذهبية والعرقية. وقد استقرت فيها الإرادة الشعبية الحرة التي تختار طواعية (لا إكراهاً وإجباراً) تطبيق الشريعة الاسلامية بكاملها فهي وحدها الكفيلة للجميع بإقامة الحقوق والعدالة والانصاف والحماية والعزة والكرامة والتنمية والنهضة للجميع. تطبيق الشريعة الذي يتم وفق منهج إسلامي وسطي معتدل هدفه أن يسعد الإنسان ( كل إنسان ) في الدنيا والاخرة وصدق التابعي ربعي بن عامر رحمه الله تعالى حين لخص أهداف الاسلام بقوله : " خرجنا لنخرج العباد من عبادة العباد الى عبادة رب العباد ومن جور ( أي ظلم ) الأديان إلى عدل الاسلام ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة ". أقول هذا بعقل واعي وقلب خالص بإذن الله تعالى وصلى الله وسلم على رسولنا الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين كتبه بيده د. طارق السويدان في الكويت 18 جمادى الأول 1436 ه الموافق 9 مارس 2015 م