كلما حل ولي أمن جديد بمدينة مراكش إلا وقام بتغييرات وتكليفات تروم تجويد الأداء الأمني بمدينة مراكش العالمية، التي تعرف اعتداءات تطال السائح الأجنبي والمغربي وسكان عاصمة النخيل، من طرف مجموعة من اللصوص الذين أصحبوا يشكلون تهديدا حقيقيا للمواطنين، حسب تصريحات متطابقة استقتها هسبريس. عبد الحميد موقتي، فاعل جمعوي وحقوقي بعاصمة النخيل، أكد لهسبريس أن مجموعة من المناطق بالمدينة، خاصة بحي المسيرة، تصبح بعد منتصف الليل مجالا يسيطر عليه قطاع الطرق، مسجلا "شبه غياب للدوريات الأمنية، التي يتحرك بعضها بشكل موسمي"، حسب تعبيره. وأضاف المتحدث ذاته أن "حي المسيرة يتعرض بقوة لظاهرة الاعتداءات المتكررة من أجل السرقة، بفعل تموضعه على هامش مدينة مراكش، ما يوفر لقطاع الطرق الوافدين من داخل أو خارج المجال الحضري فرصا ثمينة لتهديد السكان وسلبهم ممتلكاتهم"، على حد قوله. وأورد موقتي أن "المجتمع المدني يتابع بقلق شديد تنامي ظاهرة الاعتداء على المواطنين من طرف مجموعة من ذوي السوابق العدلية والمجرمين بمختلف أحياء مدينة مراكش"، على حد تعبيره. واسترسل المصدر ذاته مقدما نماذج للاعتداءات المتكررة، ومنها "جريمة بشعة راح ضحيتها شاب بالقرب من ثانوية العودة السعدية بحي سيدي يوب بالمدينة العتيقة، في حين لازال آخر يرقد في قسم العناية المركزة، أضف إلى ذلك تعرض أستاذة من حي المسيرة، كانت في طريقها لأداء واجبها، يوم الاثنين، لاعتراض طريقها من طرف مجرمين، ما منعها من الحضور إلى مركز الامتحان". "الحوادث الإجرامية شبه اليومية تهم أساسا السرقة باستعمال السلاح الأبيض، باستغلال الفراغ الأمني وسوء توزيع الموارد البشرية التي تتمركز بأحياء معينة وتغيب في أخرى، كحي سوكوما، والمحاميد، والمسار، والفضل، والازدهار، وحي سيدي مبارك، ودوار العسكر، وأبواب مراكش، والعزوزية"، يقول موقتي، مضيفا: "الوجود الأمني بالأحياء الأخيرة يقتصر على الحملات الموسمية، بعيدا عن إستراتيجية حقيقية لوضع حد للجريمة والقضاء عليها"، ومشيرا إلى "الوضعية الشاذة التي تعيشها مدينة تامنصورت التي يشرف على تدبير ملفها الأمني مركز مؤقت للدرك محدود العناصر البشرية وضعيف التجهيز"، على حد قوله. موقتي طالب بإحداث مراكز أمنية بمختلف إحياء تامنصورت، "خصوصا منطقة الجوامعية التي تحولت إلى ملاذ آمن للمجرمين ونقطة سوداء يكون ضحيتها المواطن، كما حي السعادة" حسب تعبيره؛ كما طالب بمحاربة الجريمة والسهر على استتباب الأمن بمدينة مراكش، وخاصة بالأحياء المشار إليها سابقا. مصدر أمني مسؤول رفض كشف هويته لحساسية موقعه أوضح لهسبريس أن "مدينة بحجم مراكش الدولية، تستقبل يوميا مؤتمرات عالمية وتتوسع يوما بعد يوم، تحتاج إلى موارد بشرية وآليات تساعد على تحقيق أداء جيد، خاصة في ظل التحديات التي يعرفها العالم اليوم"، حسب تعبيره. وأضاف المصدر ذاته أن المؤسسة الأمنية، بحنكة عناصرها وخبرتهم، تقف سدا منيعا ضد كل أنواع الإجرام، "والدليل على ذلك عدد الحالات التي تتصدى لها العناصر الأمنية بكافة فرقها، سواء تعلق الأمر بعصابات المخدرات وجرائم الأخلاق أو السرقة"، على حد قوله.