تعيش مختلف الأحياء السكنية بمدينة تامنصورت، ضواحي عاصمة النخيل، على وقع الانقطاع المتكرر للماء الصالح للشرب، ما يثير استياء السكان، الذين يغيظهم حرمانهم من هذه المادة الحيوية في أوقات متباينة وباستمرار، حسب تصريحات متطابقة استقتها هسبريس من بعض القاطنين بالمنطقة. ويرجع استياء المتضررين إلى قطع الماء دون إشعارهم، ما يحول دون قضائهم حاجاتهم المرتبطة بهذه المادة الحيوية؛ وهو ما دفع مجموعة منهم إلى خوض أشكال احتجاجية متنوعة، لتنبيه المسؤولين إلى ضرورة البحث عن حلول آنية، ثم مستقبلية، لتوفير المادة التي لا تستمر الحياة بدونها. وأوضح رحال غناوي، أحد سكان مدينة تامنصورت، أن الماء انقطع أخيرا، من مساء يوم الثلاثاء إلى حدود الأربعاء، دون أن يتم تدارك الأمر من طرف المسؤولين، مضيفا أن الناس يبحثون عن الماء بشق الأنفس، ومشيرا إلى أنهم يستغربون هذا الانقطاع المتواصل لهذه المادة الحيوية، والأسباب الواقفة وراءه، موردا أن "إدارة تدبير ماء الشرب لا تتوانى عن محاسبة المستهلكين بفرض ضريبة التأخر عن أداء المستحقات"، حسب تعبيره. وتابع المتحدث: "المتضررون ربطوا اتصالات كثيرة بالمسؤولين، دون أن يتلقوا أي جواب، ولولا وجود بئر قديم بالمنطقة، لجأ إليه سكان مدينة تامنصورت، لحلت الكارثة، خاصة أن المنطقة تعرف خلال هذه الأيام حرارة مفرطة، وتوافدا لمغاربة العالم، ومواطنين يودون قضاء فترة العيد مع عائلاتهم". ودخلت على خط المشكل الفاعلة الحقوقية عواطف التريعي، التي طالبت باحترام حق ساكنة تامنصورت في الماء الشروب، "وفق معايير تضمن جودته، وتحمي الحق في الصحة، وتحترم القدرة الشرائية"، وفق تعبيرها. وأكدت التريعي، ضمن تصريح لهسبريس، أن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بمراكش "وقفت على حالة الاستهتار واللامبالاة من طرف المسؤولين المنتخبين والإداريين في تعاملهم مع مشكلة انقطاع الماء بمدينة تامنصورت"، مشيرة إلى أن "لجنة حقوقية عاينت الأضرار الفادحة التي نجمت عن انقطاع هاته المادة الحيوية، وجعلت الكثير من المواطنات والمواطنين يلجؤون إلى بدائل أخرى، خصوصا مياه الآبار غير المعالجة، ما يهدد صحة وسلامة الساكنة". وحذرت التريعي من خطورة الوضع الناتج عن ندرة الماء الصالح للشرب بالمنطقة عموما، مطالبة ب"وقف هذا الاستهتار، وإعادة خدمة تزويد أحياء مدينة تامنصورت بالماء الشروب، وإصلاح الشبكة المتهالكة بشكل جذري، وسلوك سياسات تحافظ على هذه الثروة الحيوية من الاستنزاف المفرط والعشوائي من طرف لوبيات معروفة لحسابها الخاص". ولتسليط الضوء على الأسباب الكامنة وراء هذا الانقطاع المفاجئ للماء بمدينة تامنصورت، اتصلت هسبريس بإسماعيل البرهومي، رئيس المجلس الجماعي، الذي أوضح أن هذا الانقطاع يرجع إلى انفجار القناة المركزية التي تزود الجماعة بهذه المادة الحيوية، وأن الأمر تم تداركه من طرف المكتب الوطني للماء الصالح للشرب. وأضاف المسؤول الأول عن الشأن المحلي أن امتلاء خزان مدينة تامنصورت بالماء الصالح للشرب يحتاج إلى بعض الوقت، مؤكدا أن وصوله إلى المنازل سيتم بعد عشاء اليوم الأربعاء، مرجعا هذه الانقطاعات إلى اعتداءات تتعرض لها القناة المركزية التي تقطع مسافات طويلة، وتمكن كل من جماعة لوداية وسعادة وتامنصورت من هذه المادة الحيوية.