مراكش : المسائية العربية في غضون هذا الأسبوع ،أشرنا في مقال سابق ، إلى ما تعرفه العديد من الأحياء بمراكش من فوضى وتسيب وسرقات واعتداءات بالسلاح الأبيض على المواطنين في وضح النهار وجوف الليل، وضعية وإن لم تصل بعد إلى مرحلة الانفلات الأمني إلا أن الواقع يؤكد أن السياسة المتبعة في مقاومة المجرمين والإجرام باتت تحتاج إلى التفكير في صيغ جديدة يمكن من خلالها تفكيك العصابات والحد من تسلطها، والسيطرة على مجموعة من أوكار الفساد التي تقوت في الآونة الأخيرة بفعل العديد من العوامل. وطبيعي أن الدخول في معركة مع ذوي السوابق والمنحرفين ومروجي المخدرات ليست بالأمر الهين ولا النزهة المريحة، فهي تحتاج إلى تنسيق بين كافة الأجهزة المعنية بحماية المواطن واستقرار البلاد، علاوة على ما تتطلبه العملية من توفير للوسائل اللوجستيكية والموارد البشرية المؤطرة وغيرها من الاحتياجات التي يراها المعنيون ضرورية لنجاعة عملهم. ما دفعنا لإعادة إثارة موضوع الجريمة بمراكش ، الإعتداء الذي تعرض له احد عناصر دورية أمنية من فئة الدراجين يوم الخميس 23 فبراير من السنة الجارية، بحي سوكوما بمقاطعة المنارة جيلز، على يد عنصر خطير من ذوي السوابق العدلية ومروج كبير للمخدرات على مستوى المدينة، كان في حالة هيجان قصوى فجرها في مهاجمة المواطنين المسالمين الذين اصيبوا بالذعر والخوف بعدما وجدوا انفسهم أمام " وحش" آدمي يلوح بالسلاح الأبيض يمينا وشمالا. خاطر عنصر الأمن بحياته، ولم تسمح له نفسه بأن ينتظر الدعم والمؤازرة من زملائه، فتقدم نحو المجرم محاولا شل حركته، إلا أن الأخير باغثه بطعنة على مستوى العنق كادت تزهق روحه ، فما كان أمام رفيقه من حل سوى استخراج سلاحه وتوجيه فوهته نحو المعتدي. وبمجرد علمهم بالواقعة، هرعت الأجهزة الأمنية بمختلف تخصصاتها إلى مسرح الجريمة، كما استدعت حضور نائب وكيل الملك لذى محكمة الاستيناف بمراكش، وبادرت بالاستماع إلى الشهود ، ونقل المصابين على وجه السرعة نحو قسم المستعجلات، إلا أن الموت عجل بالمعتدي قبل وصوله إلى المستشفى، في حين ما زال رجل الأمن يتلقى العلاجات الضرورية حيث يوجد بقسم العناية المركزة وهو في حالة غيبوبة شبه تامة