مراكش "مغارب كم": كريم الوافي عاشت مدينة مراكش خلال الأسبوعين الأخيرين، على وقع سلسلة من الجرائم المتواصلة بشكل غير مسبوق، أثارت غضب السكان ولفتت انتباه المسؤولين الأمنيين. فقد كان آخرها جريمة القتل البشعة التي ذهب ضحيتها مساء الأحد حارس سيارات بحي البديع بشارع علال الفاسي، بالإضافة إلى إعتراض سبيل المارة وإشهار السلاح الأبيض في وجوههم وانتشار سرقة الدراجات النارية وتنوع أساليبها تحت التهديد واستعمال الأسلحة البيضاء، وهو ما يدعو كبار المسؤولين بالمدينة إلى إعادة ترتيب الملف الأمني وبالتالي مراجعة الإستراتيجية الأمنية للمدينة ككل التي شهدت نموا ديمغرافيا لم يسبق له مثيل في أية جهة من جهات المملكة. وأصبح تنامي ظاهرة السرقات وتنوع أساليبها وحيازة السلاح الأبيض من طرف اللصوص الذين يعترضون سبيل المارة في الأماكن الخالية أو المعزولة أو قليلة الحركة، تثير الخوف والذعر في نفوس قاطني مدينة مراكش عاصمة النخيل، خصوصا بعد سماعهم العديد من حالات الاعتداءات البدنية المتفاوتة الخطورة التي تعرض لها المئات من ضحايا السرقات بواسطة التهديد بالسلاح الأبيض التي يمكن أن تؤدي في بعض الأحيان إلى القتل. وتتنوع بعض أساليب السرقة بالعنف والتهديد بالأسلحة البيضاء، ويتجلى هدا الاختلاف من خلال روايات العشرات من الضحايا الدين واجهوا تجارب عصيبة لم تكن تخطر على بالهم من ضمنها قصة التلميذ ربيع نفناف، التي تختزل الواقع الأمني بمراكش، فبعد خروجه من ثانوية الخوارزمي بحي الداوديات التي يدرس بها، امتطى دراجته النارية وتوجه إلى منزله ليفاجئ في طريقه بشاب يقطع الشارع معرضا نفسه للدراجة، خفف ربيع السير تجنبا لوقوع حادثة إلا أن طعنة غادرة بسكين من الحجم الكبير استطاعت أن تصل إلى عنق الضحية على مستوى الوريد وثانية في اتجاه الصدر ليترك مضرجا في دمائه ويتمكن اللص من سرقة دراجته النارية. وأكد بعض المواطنون ،بأن الحضور الأمني في الشارع العام خصوصا بأحياء المسيرة 1و2و3 التي تحتاج إلى تكثيف دوريات الشرطة للحد من حالة انعدام الأمن التي باتوا يعيشون على إيقاعها ،تراجع بشكل ملحوظ بعد إلغاء العمل بفرق"الغوس"(فرق الأمن الخاص بالمدن) التي كان حضورها بالشارع العام مكتفا وقويا جعل نسبة الجريمة تتراجع بشكل كبير رغم السلبيات التي واكبت هده التجربة،وأرجعوا سبب هدا التراجع إلى التوسع العمراني للمدينة وتضاعف الكثافة السكانية بها . وتختزن ذاكرة المراكشيين سلسلة من الاعتداءات المتكررة التي تعرض لها عدد من المواطنين بواسطة السلاح الأبيض، خصوصا بحي "المحاميد" القريب من مطار مراكش المنارة الدولي، أصيبوا على إثرها بجروح متفاوتة الخطورة من طرف أحد المتهمين من ذوي السوابق القضائية، الذي كان يعترض سبيل المارة بالشارع العام مدججا بسكينين من الحجم الكبير في حالة هستيرية نتيجة تناوله الأقراص المهلوسة أدخلت الرعب والخوف في نفوس سكان الحي المذكور،قبل أن تتدخل عناصر الشرطة التي اضطرت إلى إطلاق الرصاص وإصابته برجله اليمنى بحي "بوعكاز "أتناء مطاردته من طرف عناصر تابعة للمنطقة الأمنية الثالثة وعناصر الشرطة بالدائرة الأمنية العاشرة بمشاركة مجموعة من المواطنين. وتشير بعض المصادر إلى استفحال ظاهرة السرقة بالعنف والتهديد بالسلاح الأبيض التي وصلت إلى مستويات مخيفة في عدد من الأحياء من قبيل المحاميد والداوديات والمسيرة 1و2و3 وبوعكاز ،مما دفع المصالح الأمنية التابعة لولاية أمن مراكش، إلى استنفار أجهزتها المختلفة من طرف عناصر الشرطة القضائية وعناصر الفرقة السياحية والدراجين ودوريات النجدة بتنسيق مع عناصر القوات المساعدة من أجل إعلان الحرب على اللصوص وعصابات السرقة والقيام بحملة تمشيط بمختلف الأحياء بالمدينة أسفرت عن إيقاف عدد من المشبوهين والمتهمين في حالة تلبس ليجري إحالتهم في حالة اعتقالهم على النيابة العامة.