أحال الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بمراكش، الأربعاء الماضي، شابا من ذوي السوابق العدلية، في بداية عقده الثاني، على غرفة الجنايات بالمحكمة نفسها، بعد متابعته في حالة اعتقال طبقا للدعوى العمومية وفصول المتابعة بجناية القتل العمد ذهب ضحيتها شاب يبلغ من العمر حوالي 20 سنة يعمل بأحد فنادق مدينة مراكش، في جلسة خمرية جمعت بينهما بالقرب من منزل الضحية بحي المحاميد القريب من مطار مراكش المنارة الدولي. وتعود تفاصيل الجريمة التي خلفت ردود أفعال متباينة في أوساط الحي المذكور، من خلال إعادة تمثيل وقائعها التي حظيت بمتابعة جماهير غفيرة من السكان الذين احتشدوا بالقرب من مسرح الجريمة، بحضور نائب الوكيل العام للملك، وعناصر الشرطة القضائية، والشرطة العلمية، ورئيس المصلحة الولائية للشرطة القضائية، (تعود) إلى نزاع نشب بين المتهم والضحية اللذين كانت تربطهما علاقة صداقة حميمية باعتبارهما من أبناء الحي نفسه، حول بطاقة خاصة باقتناء البضائع والسلع الغذائية من أحد الأسواق الممتازة كانت بحوزة الضحية الذي فوجئ باختفائها خلال مقاعرته لكؤوس الخمر رفقة صديق الطفولة والشباب، لتحوم شكوكه اتجاه المتهم، وشرع في استفساره عن البطاقة المذكورة التي حصل عليها من طرف إدارة الفندق الذي يعمل به، لكن دون جدوى، مما أجج غضب الضحية بعد نقاش حاد دار بينهما تحت تأثير الخمر، ووجه له لكمات في الوجه، ما دفع المتهم إلى بتسديد ضربة بواسطة سكين من الحجم الصغير في عنق الضحية، أتبعها بطعنة قاتلة في الصدر، أطلق على إثرها الضحية صرخة مدوية وهو يمسك ببطنه ويهوى على الأرض لعدم قدرته الحفاظ على توازنه من شدة الطعنة التي تلقاها، ما دفع المتهم إلى اللوذ بالفرار، قبل أن يجري اعتقاله من طرف عناصر الأمن التابعة لولاية أمن مراكش، واقتياده إلى مخفر الشرطة القضائية. من جهة أخرى، عاشت مصالح الأمن بمدينة مراكش الأسبوع الماضي، حالة استنفار قصوى إثر خروج عشرات المواطنين والمواطنات القاطنين بحي السلام المعروف ب"الملاح"، بالمدينة القديمة، في مسيرة احتجاجية انطلقت من الحي المذكور في اتجاه مقر الشرطة السياحية بساحة جامع الفناء، للتنديد بجريمة القتل البشعة التي ذهب ضحيتها أحد سكان الحي المذكور، وعجز عناصر الشرطة عن اعتقال المتهم الذي ظل حرا طليقا رغم الإبلاغ عنه ومعرفة هويته، مرددين مجموعة من الشعارات التي تنتقد تفاقم الوضع الأمني الذي بات مقلقا أمام ارتفاع حدة الجرائم بالمنطقة. وطالب المحتجون الجهات المسؤولة بالتدخل العاجل قصد تكتيف دوريات الشرطة في حي السلام باعتباره من النقط السوداء التي عادة ما تكون ملاذا أمنا لعصابات السطو والسرقة ومرتكبي جرائم القتل. وتعيش العديد من الأحياء بالمدينة الحمراء على وقع سلسلة من الجرائم المتواصلة بشكل غير مسبوق، أثارت سخط سكان مدينة سبعة رجال ولفتت انتباه المسؤولين الأمنيين بالمدينة، ولعل من بين أبرز الجرائم التي خلفت استياء عاما لدى المواطنين، اعتراض سبيل المارة، وإشهار السلاح الأبيض في وجوههم، وانتشار سرقات الدراجات النارية، وتنوع أساليبها تحت التهديد واستعمال الأسلحة البيضاء، وهو مايدعو كبار المسؤولين بالمدينة إلى إعادة ترتيب الملف الأمني، وإعادة النظر في الإستراتيجية الأمنية للمدينة ككل التي شهدت نموا ديمغرافيا كبيرا خلال السنوات القليلة الماضية.