أحالت عناصر الشرطة القضائية التابعة لولاية أمن مراكش، صباح الخميس الماضي، تلميذا قاصرا يدعى يوسف، 17 عاما، على الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بمراكش، الذي قرر متابعته في حالة اعتقال، طبقا لفصول المتابعة بجناية القتل. محكمة الاستئناف بمراكش ويتهم القاصر بارتكاب جريمة قتل راح ضحيتها، شاب يدعى وسام، 26 عاما، إذ جرت إحالته على غرفة الجنايات من أجل محاكمته، وفق صك الاتهام. وحسب شهود عيان، فإن أسباب الجريمة، التي استيقظ على وقعها سكان الحي الحسني بدوار لعسكر، يوم الاثنين الماضي، تعود إلى خلاف تافه بين التلميذ القاصر، الذي لم تكن حالته العادية طبيعية، والشاب الضحية أثناء جلوسه بالقرب من إعدادية ابن تومرت. وأضافت المصادر نفسها أن المتهم طلب من الضحية غض بصره، وعدم متابعته بنظراته، التي أزعجته، فلم يتقبل الضحية الأمر ليدخل في نقاش حاد مع المتهم، تطور إلى شجار قبل أن يستل المتهم سكينا كان بحوزته، ويباغت الضحية بطعنة قاتلة على مستوى الصدر، أطلق على إثرها صرخة مدوية ليهوى على الأرض، غارقا في دمائه، وأمام بشاعة الحادث، أصيب المتهم بصدمة، قبل أن يطلق ساقيه للريح، ويلوذ بالفرار إلى وجهة غير معلومة. وبعد مرور ساعة من وقوع الجريمة، التي خلفت ردود أفعال متباينة داخل الأوساط التعليمية بمراكش، تمكنت عناصر الدائرة الأمنية الثامنة التابعة لولاية أمن مراكش، من اعتقال المتهم بعد التوصل إلى هويته، ليجري اقتياده إلى مخفر الشرطة بالدائرة الأمنية المذكورة، التي قررت إحالة ملف القضية على المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمراكش، لإخضاع المتهم لإجراءات البحث والتحقيق. وعاشت مدينة مراكش، في الأشهر الماضية، على وقع سلسلة من الجرائم المتواصلة بشكل غير مسبوق، أثارت سخط سكان المدينة الحمراء، ولفتت انتباه المسؤولين الأمنيين بالمدينة، ولعل من بين أبرز الجرائم، التي خلفت استياء عاما لدى المواطنين والطلبة الجامعيين، الذين يتابعون دراستهم بكلية العلوم السملالية التابعة لجامعة القاضي عياض بمراكش، جريمة القتل البشعة، التي راح ضحيتها طالب جامعي، 19 عاما، كان يتابع دراسته بالسنة الأولى علوم فيزيائية بكلية العلوم السملالية التابعة لجامعة القاضي عياض بالقرب من المركب الجامعي دار الطالب بحي الداوديات، بالإضافة إلى اعتراض سبيل المارة، وإشهار السلاح الأبيض في وجوههم، وانتشار سرقات الدراجات النارية، وتنوع أساليبها تحت التهديد واستعمال الأسلحة البيضاء، وهو ما يدعو كبار المسؤولين بالمدينة إلى إعادة ترتيب الملف الأمني، وبالتالي إعادة النظر في الاستراتيجية الأمنية للمدينة ككل، التي شهدت نموا ديموغرافيا لم يسبق له مثيل في أي جهة من جهات المملكة. وفي سياق متصل، يذكر أن غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بمراكش أسدلت، نهاية الأسبوع الماضي، الستار على أطوار محاكمة عصابة مكونة من أربعة متهمين ضمنهم فتاة، خططوا لجريمة قتل بشعة راح ضحيتها تلميذ من مواليد 1995، يدعى أسامة، بعد إدانة كل من إدريس (ه)، خال الضحية، وهو مستخدم بمكتب الاستثمار الفلاحي الحوز، ويعتبر المدبر الرئيسي لعملية اختطاف واحتجاز وطلب فدية، ثم قتل ابن أخته الضحية بطريقة لا يمكن تصديقها إلا في الأفلام "الهوليودية، إضافة إلى عبد الحكيم (ل)، صديق المتهم الرئيسي ومنفذ جريمة القتل بعقوبة الإعدام، في حين قضت الغرفة نفسها بثلاثين سنة سجنا نافدا في حق غزلان (ك)، وب 25 سنة سجنا نافذا في حق المتهم الرابع المدعو المحجوب، وهما شريكا المتهمين، بعد متابعة الجميع، وفق ملتمسات الوكيل العام للملك باستئنافية مراكش، من أجل الاختطاف والاحتجاز، وطلب فدية، والقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد.