على شاطئ السعيدية، وعلى مدى أيام من فصل الصيف، تستقبل جمعية قدماء تلاميذ مداغ للثقافة والتنمية أطفالا ينحدرون من قرى مجاورة لمدينة السعيدية يستفيدون من ورشات تكوينية في مجالات تتصل بحماية البيئة. ويقضي هؤلاء الأطفال ساعات اليوم مع منشطي الجمعية الذين يتولون مهام التحسيس والتربية على احترام البيئة بالرسم واللعب وتلقين المعلومة البيئة للأطفال في قالب ترفيهي. وحصلت هذه الجمعية، ضمن جمعيات ومؤسسات أخرى، على جائزة "حماية وتثمين التراث الطبيعي" خلال حفل توزيع جوائز للا حسناء "الساحل المستدام" الذي ترأسته الأميرة للا حسناء، رئيسة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، في دجنبر 2014 بالصخيرات. وجوائز للاحسناء "الساحل المستدام" موجهة لجميع مكونات المجتمع من جمعيات ومؤسسات وجماعات محلية وفاعلين اقتصاديين وتلاميذ وطلاب وباحثين وخبراء وغيرهم، وتنقسم الى خمس فئات تتمثل في "شواطئ نظيفة" و"التقاسم وإطار العيش" و"حماية وتثمين التراث الطبيعي" و"التربية والشباب" و"المسؤولية الاجتماعية والبيئية للشركات". ويقول مبارك السباعي، رئيس جمعية قدماء تلاميذ مداغ للثقافة والتنمية، إن الأطفال الذين يستفيدون من هذه الدورات التحسيسية ينحدون، في الغالب، من أوساط اجتماعية هشة، لافتا إلى أن الجمعية تنظم زيارات لمصب ملوية قصد تقريب أفهام الناشئة من قضايا بيئية تتصل بالتنوع البيولوجي بما يشمله من أنواع نباتية وحيوانية ونظم إيكولوجية. ويصنف مصب ملوية، الذي لا يبعد عن مدينة زايو بإقليم الناظور سوى ب15 كيلومترا، ضمن المواقع ذات الأهمية البيولوجية والإيكولوجية البالغة، وتبلغ مساحته 3000 هكتارا، ويعد مصب أطول نهر في المغرب، وأكبر مصب متوسطي. كما يضم عدة أوساط طبيعية، من قبيل المستنقعات والكثبان الرملية وغابة العرعر الأحمر وغابة الطرفاء، وتأوي هذه الأوساط نباتات وحيوانات متنوعة، من المستوطنة إلى النادرة والمهددة بالانقراض. ويضيف مراد التهامي، المنشط التربوي بجمعية قدماء تلاميذ مداغ للثقافة والتنمية، أن الجمعية تشتغل في موسم الصيف على مستوى شاطئ السعيدية ومصب ملوية، على اعتبار أنه ذو أهمية إيكولوجية وبيئية. وعلى مدار السنة، في المؤسسات التعليمية. ويقوم الأطفال المستفيدون، خلال الورشات التكوينية على الشاطئ، بملاحظة طيور مصب ملوية وغطائها النباتي على لوحات كبيرة منصوبة لهذا الغرض، قبل أن يتم التعرف على هذه الكائنات الحية عن قرب خلال الخرجات الدراسية بالمصب عينه. كما يستفيد "أصدقاء البيئة الصغار" من ورشات خاصة بالطاقات المتجددة، لا سيما من خلال تركيب آلات بسيطة تعمل بهذه الطاقة البديلة، وتعلم كيفية تحضير السماد العضوي والمبيدات العضوية. وفي كل موسم صيف، يستفيد من أنشطة الجمعية ذات الصبغة البيئية بشاطئ السعيدية ما بين 300 و400 طفل وطفلة. كما يزور رواق الجمعية المحتضن للأطفال ما بين 2000 إلى 3000 زائر، بحسب إفادة مراد التهامي، المنشط التربوي بالجمعية ذاتها. *و.م.ع