سلطت صحف شرق أوروبا، الصادرة اليوم الاثنين، الضوء على نتائج قمة حلف شمال الأطلسي المنعقدة يومي 8 و9 يوليوز الجاري في وارسو، خاصة حزم الحلفاء إزاء تدخل روسيا في النزاع بأوكرانيا ورد فعل الحلف عقب الأعمال الإرهابية لتنظيم (داعش) خاصة بتركيا، البلد العضو بالحلف. كما تطرقت الصحف إلى رهانات ومواضيع الحملة الانتخابية برسم الاقتراع الذي سيجري في النمسا في 2 أكتوبر المقبل. ففي بولونيا، ركزت الصحف اهتمامها على نتائج قمة حلف شمال الأطلسي في وارسو، مبرزة على الخصوص الحزم الذي أظهره الحلفاء، ولأول مرة، إزاء فدرالية روسيا بسبب تورطها في النزاع الدائر في أوكرانيا. وأشارت جريدة "دزينيك غازيتا برافنا" إلى أن حلف شمال الأطلسي أقر، ولأول مرة منذ 1989، علنا بأن روسيا يمكن أن تشكل تهديدا للحلف، ومن ثم القرار المتخذ خلال قمة وارسو لتعزيز الوجود العسكري للحلف بالشرق، من خلال نشر قوات عسكرية على تراب بولونيا وجمهوريات البلطيق (ليتوانيا وليتونيا وإستونيا) لمواجهة هجوم روسي محتمل ضم موسكو لشبه جزيرة القرم وتورط روسيا في النزاع الأوكراني بدعم المتمردين الانفصاليين المناهضين للقوات الحكومية. وأشادت الجريدة بقرار حلف شمال الأطلسي، معتبرة أن "الحلفاء قرروا أخيرا اتخاذ قرار في حق موسكو"، على اعتبار أن سياسة الأمر الواقع لم تعد مقبولة. وفي السياق ذاته، كتبت جريدة "بولسكا" أن حلف شمال الأطلسي أبان عن وحدة في مواجهة روسيا، من خلال رسم خط أحمر لن يتمكن الكرملين من تجاوزه. وأبرز كاتب الافتتاحية أنه ومنذ انطلاق أشغال قمة الحلف، أكد المشاركون أن الحلف لن يقبل أي عمل عدائي بجانبه الشرقي، مع ترك الباب مفتوحا أمام الحوار مع روسيا، واصفا ب"التاريخي" قرار قادة الدول والحكومات ال28 نشر أربع كتائب عسكرية في دول البلطيق وبولونيا، وهو التحدي غير المسبوق إزاء موسكو منذ الحرب الباردة. الارتياح نفسه عبرت عنه جريدة "ناسز دزينيك"، التي سجلت أنه منذ القمة الأخيرة لحلف شمال الأطلسي في بلاد الغال في شتنبر 2014، لم يظهر الحلف صرامة بهذا الوضوح إزاء روسيا كتلك التي عبر عنها خلال قمة وارسو، مذكرة بأن الحلف الأطلسي لم يقم بالرد بمثل هذه الصرامة في 2014 عقب ضم القرم، على أمل تراجع روسيا وتفادي المواجهة مع حلف شمال الأطلسي. وعبرت الجريدة عن الأمل في أن تكون روسيا قد استوعبت جيدا رسالة الحلف من وارسو، موضحا موقف الحلفاء بشأن ضرورة توفير أمن كافة الدول الأعضاء سواء في الشرق أو في الغرب. وكتبت اليومية التركية "حريات دايلي نيوز " أن قمة حلف شمال الأطلسي بوارسو ، الابرز في تاريخ هذه الهيئة ، ستحدد ليس فقط مستقبل التحالف وإنما ستكشف أيضا ما إذا كان الحلف سيتموقع إلى جانب تركيا أو سيتخلى عنها وسط الهجمات المتكررة من قبل "الدولة الإسلامية" والخروقات التي تطال حدودها. وأشارت إلى أن واشنطنوموسكو أصبحا تدريجيا شريكان في ما يتعلق بملف سوريا، بحيث أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما اقترح الأسبوع الماضي على نظيره الروسي ابرام اتفاق حول الشراكة العسكرية. واعتبرت ان تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي يمتد من العر اق إلى سوريا، يشكل التهديد الرئيسي بالنسبة لمنظمة حلف شمال الأطلسي، إضافة إلى أزمة اللاجئين الناجمة عن الإرهاب. وفي موضوع آخر، ذكرت صحيفة "خبر تورك" أن ما يناهز 300 ألف لاجئ سوري يعيشون في تركيا بإمكانهم الحصول على الجنسية بموجب خطة تروم بقاء السوريين الأغنياء والمتعلمين في البلاد . وأضافت الصحيفة أن منح الجنسية سيتم تدريجيا لفائدة 30 ألف إلى 40 ألف شخص، مشيرة إلى أن أنقرة تأمل في أن يمكن إجراء من هذا القبيل اللاجئين السوريين المؤهلين من أن يصبحوا مواطنين حتى لا يذهبوا إلى مكان آخر في أوروبا. وقالت الصحيفة إن إجبارية الاقامة خمس سنوات على الأقل قبل الحصول على الجنسية قد يتم رفعه بالنسبة للسوريين الذين سوف يكون بمقدورهم التصويت في الانتخابات بعد مرور سنة واحدة على منحهم الجنسية. وفي النمسا، تطرقت صحيفة "ديي بريس" إلى الرهانات والمواضيع المدرجة في الحملة الانتخابية للرئاسيات المرتقب إجراؤها يوم ثاني أكتوبر القادم من خلال حوار مع المرشح المستقل الزعيم السابق للخضر ألكسندر فاندير بيلين الذي جدد التأكيد على امتثاله لقرار العدالة المتعلق بإلغاء المحكمة الدستورية بالنمسا لنتائج الانتخابات الأخيرة التي جرت في 22 ماي الماضي ، معتبرة أن الاستفتاء حول خروج النمسا من الاتحاد الأوروبي غير واقعي وغير قابل للتطبيق . وحول رأيه في موضوع إصلاح الاتحاد الأوروبي ، دعا ألكسندر فاندير بيلين إلى تعزيز سلطات المفوضية الأوروبية منتقدا في الوقت ذاته المجلس الأوروبي لعدم قدرته على التعامل مع الأزمات . واغتنم الفرصة من أجل استنكار وتفنيد الإشاعات التي تفيد بأنه مصاب بداء السرطان . من جهتها، تطرقت صحيفة "كوريي" إلى عدد ساعات عمل النمساويين ،مشيرة إلى أن هؤلاء عملوا 34,2 ساعة في الأسبوع في سنة 2015 ،مقابل 32 ساعة في الأسبوع سنة 1995 ، استنادا إلى الأرقام الصادرة عن المكتب الفيدرالي للإحصائيات، مسجلة ما مجموعه 5,7 مليار ساعة عمل في سنة 2015 ،أي بانخفاض نسبته 0,3 في المائة مقارنة مع سنة 2014 . وحسب الصحيفة فإن الإحصائيات أظهرت أيضا أن الناتج الداخلي الخام لكل نسمة هو 39 ألف و 390 أورو، ما يجعل النمسا تحتل المركز الرابع في الاتحاد الأوروبي بعد اللوكسمبورغ وإيرلندا وهولندا، مسجلة من جهة أخرى، أنه لم يتم الزيارة في الأجور منذ سنة 2011 .