اهتمت صحف أوروبا الصادرة اليوم الاثنين بمواضيع عدة، محلية ودولية، منها التهديد الإرهابي، لاسيما بعد هجمات بغداد ودكا، والبريكسيت ومستقبل الاتحاد الأوروبي، والوضع السياسي بإسبانيا، والانتعاش الاقتصادي في البرتغال. ففي إسبانيا خصصت الصحف أبرز تعاليقها لتطورات المشهد السياسي الداخلي بعد انتخابات 26 يونيو الماضي والتي فاز فيها الحزب الشعبي (يمين). وهكذا كتبت صحيفة (أ بي سي)، المقربة من اليمين، أن زعيم الحزب الشعبي ورئيس الحكومة الإسبانية المنتهية ولايتها، ماريانو راخوي، بدا مقتنعا بأن الاحزاب الأخرى ستقبل ببدء المفاوضات من أجل التوصل لحل وسط يسمح بتشكيل حكومة جديدة وتجنب تنظيم اقتراع ثالث. وفي سياق متصل أشارت (لا راثون) إلى أن نائب رئيس الحزب الشعبي، بابلو كاسادو، أبرز ضرورة التفاوض مع الأحزاب الدستورية بغية تشكيل حكومة ائتلافية، مشددا على أن هذا الحزب اليميني واثق من أنه قادر على التوصل لاتفاق مع ليبيراليي سيوددانس. من جهتها، أفادت (إلموندو) أن إدارة الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، ثاني قوة سياسية في البلاد، تدرس إمكانية التخلي عن النواب للحزب الشعبي من أجل تسهيل تنصيب حكومة يقودها ماريانو راخوي وإخراج البلاد من الجمود السياسي الذي تعرفه منذ استحقاقات 20 دجنبر الماضي. وعلى صعيد آخر، كتبت (إلباييس) أن بعض أعضاء الحزب الاشتراكي الكاتالوني أعربوا عن رفضهم لاقتراح الحزب الإقليمي الدعوة لاستفتاء حول تقرير المصير بجهة كاتالونيا في حال لم يتم التوصل لاتفاق حول إصلاح الدستور بين القوى السياسية الإسبانية. وفي ألمانيا، تركز اهتمام الصحف الألمانية الصادرة اليوم على الهجمات الإرهابية الأخيرة التي شهدتها دول مختلفة . وكتبت صحيفة (نويه أوسنايبروكر تسايتونغ) الارهاب استهدف "اسطنبول، ثم كابول، وبعدها دكا، فبغداد"، مشيرة إلى أنه "بالهجوم الذي وقع في العاصمة العراقية في الساعات الأولى من يوم أمس الأحد ينتهي الأسبوع على وقع الدماء". وأضافت الصحيفة أن الإرهابيين ضربوا بقسوة الأماكن التي استهدفوها مما أدى إلى خلق مخاوف جديدة في العالم حول زيادة خطر التعرض للقتل، إلى حد كبير على الرغم من الجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب داعية إلى ضرورة مواجهة تصعيد عنف المتشددين الإسلاميين عبر عمل مشترك. أما صحيفة (ماركيشه أليغماينة)، فترى أن استراتيجية تنظيم ما يسمى ب"الدولة الاسلامية" "داعش" حققت هدفها المتمثل في نشر الخوف والرعب مشيرة إلى أنه "يجب أن لا نعتقد أن الضرب الوحشي للإرهابيين سيبقى من دون عواقب، فالأعمال الارهابية الجديدة استهدفت أماكن محددة". واعتبرت الصحيفة أنه حان الوقت لوضع حد لهذا الارهاب وإبرام اتفاق مع الرئيس التركي أردوغان، خاصة بعد هجمات اسطنبول التي أودت بحياة العشرات، "لأن الألمان والأتراك لديهم عدو مشترك". من جانبها ترى صحيفة (نويه رور تسايتونغ) أن "الإرهاب لا يشكل فقط تهديدا لنمط الحياة في الغرب، بل هو عدو للبشرية والإنسانية ككل، وهو السبب الذي يجعله تحديا عالميا". وفق صحيفة (كولنيشه روندشاو) فإن "تنظيم الدولة الإسلامية وحلفائه باتوا تحت ضغط في سورية والعراق، وأصبح جيش "داعش" في موقف دفاعي، فيما مصادر التمويل السابقة أصبحت تجف، إضافة إلى إصابة العديد من المقاتلين بخيبة أمل". لذلك ، تقول الصحيفة، من الضروري التحرك ضد هؤلاء الأعداء المعروفين مشيرة إلى أن "هذه الجماعات الإرهابية ممكن أن تفقد قوة استقطاب أنصار إليها مثل ما وقع لتنظيم القاعدة التي استعملت استراتيجية متمثلة في القتل الجماعي كوسيلة ترويجية لها، وهو نفس الأمر الذي ينتهجه تنظيم الدولة الاسلامية". وفي فرنسا اهتمت الصحف بالهجمات الارهابية التي تبناها تنظيم الدولة الاسلامية بكل من بنغلادش والعراق، اذ كتبت صحيفة (لوموند) ان احتجاز رهائن باحد المقاهي وسط داكا يعتبر اول اعتداء بهذا الحجم يتبناه تنظيم (داعش) في هذا البلد الواقع جنوب آسيا الذي يشهد موجة عنف مكثف يقف وراءه الاسلاميون منذ ثلاث سنوات. واضافت الصحيفة ان التنظيم الجهادي يحاول الانتشار في بنغلادش من خلال اقراره بارتكاب غالبية جرائم القتل التي راح ضحيتها نحو اربعين مثقفا ومدونا واشخاصا ينتمون الى مجموعات دينية اقلية في هذا البلد ذو الغالبية المسلمة . من جهتها، قالت صحيفة (لوفيغارو) ان ترسانة الاسلحة التي استخدمت في اعتداء داكا، ومنها على الاقل قنبلة تقليدية واحدة يدل على ان هذه العملية تم التحضير لها منذ وقت طويل، مذكرة بان مصالح الاستخبارات الغربية تخشى من هجوم من هذا النوع ببنغلادش. وأكدت الصحيفة انه منذ شتنبر 2015 ، تبنت داعش عشرين هجوما غالبتها جرائم قتل استهدفت مثقفين وعلمانيين ، ورجال دين هندوس، بل حتى زوجة احد رجال الشرطة، مشيرة الى ان اعتداء الجمعة يبرهن على أن التنظيم الارهابي تمكن من نشر شبكة مهيكلة ببنغلادش. من جانبها تطرقت صحيفة (ليبراسيون) الى الاعتدائين الداميين الذين استهدفا العاصمة العراقية ، مبرزة ان تنظيم (داعش) الذي هزم بالفلوجة ارتكب مجزة ببغداد. وفي بلجيكا، اهتمت (لوسوار) بالنقاش السياسي حول " التحديات الحيوية " التي ظهرت في اللجان البرلمانية حيث تحمل عدد من مخططات العمل توقيعات لعدد من الوزارات. وكتبت في عمودها على أن "التشكيلات السياسية يجب أن تكون حاملة وفعالة في التغيير " مضيفة أنه " إذا ما أردنا مصالحة المواطنين مع السياسة فإنه من الضروري إيجاد معنى للنقاش السياسي دون طابوهات أو قدح". أما (لاكابيتال) فقد تحدثت عن مصير مدرب المنتخب البلجيكي لكرة القدم مارك فيلموتس بعد الإقصاء من كأس أوروبا. فتحت عنوان " فيلموتس متشبث بمليون أورو " اعتبرت الجريدة أن رحيل فيلموتس أمر محسوم غير أنه يجب تحديد التعويض الذي سيتقاضاه بعد رحيله. أما (لاليبر بلجيك)، فنشرت تحليلا حول خلية داعش في البانغلادش بعد الهجوم على مطعم وسط العاصمة داكا محذرة من أن تنظيم الدولة الإسلامية يتموقع في شبه القارة الهندية. وحسب الجريدة فإن " تهديد تنظيم داعش جدي خاصة وأن الخلية البنغالية تستفيد من جالية من الشباب من أصل بنغالي يحملون جواز سفر بريطاني على الخصوص. وفي بريطانيا اهتمت الصحف بالمعركة القائمة حول من سيخلف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، والاضطرابات التي هزت حزب العمال، والخطة البريطانية لخفض الضرائب على الشركات للحد من تأثير البريكسيت. ووفقا لصحيفة (التايمز)، فإن أنصار الحزب المناهض لأوروبا وللهجرة يفكر في دعم ترشيح وزيرة الطاقة أندريا ليدسوم لخلافة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بغية قطع الطريق على وزيرة الداخلية تيريزا ماي التي أضحت كمرشح مفضل لحزب المحافظين. من جهتها، أوردت (الديلي تلغراف) أن جونسون طالب منذ اعلانه اعتزاله بوضع مخطط ما قبل البريكسيت، وانتقد المظاهرات المؤيدة لأوروبا عقب الاستفتاء، التي يرى فيها "نوعا من الهستيريا"، قائلا إن "المستقبل سيكون مشرقا"، وأنه يمكن لبريطانيا الحد من الهجرة والتوصل لاتفاق للتجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي. وفي سياق متصل ذكرت صحيفة (الغارديان) بجهود بعض أعضاء حزب العمال من أجل التوصل لاتفاق بين المتمردين العماليين، الذين يريدون استقالة زعيمهم جيريمي كوربين، ومؤيدي هذا الأخير، وذلك لتجنب وقوع شرخ داخل الحزب. أما صحيفة (فاينانشال تايمز)، فأشارت إلى الخطة البريطانية الرامية لخفض الضرائب على الشركات إلى أقل من 15 بالمائة للحد من تأثير قرار المملكة المتحدة الخروج من الاتحاد الأوروبي على الاستثمارات، مشيرة إلى أن لندن تعتزم تعزيز علاقاتها مع الصين لمواجهة الآثار السلبية للبريكسيت على التجارة مع الاتحاد الأوروبي. وفي سويسرا، اهتمت الصحف برد الدول الأوروبية على تصويت البريطانيين على خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي. وأشارت (لا تريبون دو جنيف)، تحت عنوان "أوروبا تسعى لإعادة تشكيل نفسها"، إلى الحاجة لوضع مبادرات قوية تعيد إطلاق المشروع الأوروبي كما اقترح ذلك المنتدى الاقتصادي الذي عقد بإيكس أون بروفانس في فرنسا، مضيفة أنه "يتعين على الاتحاد الأوروبي عدم الدخول في رؤى مستقبلية ضخمة وذلك من أجل استعادة ثقة الأوروبيين، والمعالجة الفورية للمشاكل الملموسة". بدورها قالت (24 أور) إن الوقت حان لإحراز تقدم بخصوص أزمة اللاجئين، وبطالة الشباب والمشاكل العملية الأخرى، بدلا من مناقشة تغيير المعاهدات أو الإصلاح المؤسساتي، مستشهدة بتصريحات رئيسة صندوق النقد الدولي، كريستين لاغارد، التي شددت على أن "مشاكل التواصل تعزز الفجوة بين تصورات الشعوب الأوروبية وبين ما يحدث". من جهتها، أوردت صحيفة (لوتان) أن سلوفاكيا، التي ستتولى رئاسة الاتحاد الأوروبي، أعربت عن عزمها "منح السلطة للدول" مستغلة فترة الشك المتواصل عقب تصويت البريطانيين على خروج بلادهم من مجموعة الثمانية والعشرين. وفي إيطاليا، عادت الصحف للهجوم الإرهابي الذي استهدف الجمعة الماضية مطعما في العاصمة البنغالية دكا، والذي خلف مقتل 20 شخصا، بينهم تسعة إيطاليين. وكتبت (لا ريبوبليكا) أن بنغلاديش بدأت أمس الأحد حدادا وطنيا بعد يومين من المذبحة التي راح ضحيتها 20 مدنيا، واقترفها شباب ينتمون للبرجوازية البنغالية، ينحدرون من أسر ميسورة وتلقوا تعليما راقيا قبل أن يتطرفوا. وتحت عنوان "كوماندو الشباب الأثرياء" أوردت (كورييري ديلا سيرا) أن الشباب الذين اقترفوا مجزرة دكا ينحدرون من عائلات ميسورة وولجوا مدارس عالية قبل أن يتطرفوا عن طريق الإنترنت. وفي سياق متصل، أشارت (المساجيرو) إلى تقرير وجهته الفرق العملية الخاصة المعروفة ب"روس"، والتابعة للشرطة الإطالية، إلى مكتب المدعي العام، المكلف بالتحقيق في هذا الاعتداء، والذي أشار إلى أن الإيطاليين الذين كانوا يترددون على مطعم دكا كانوا هدفا للإرهابيين. وفي البرتغال، خصصت الصحف أبرز تعاليقها للجهود التي تبذلها الحكومة من أجل تجنب فرض بروكسل عقوبات على هذا البلد الإيبيري، والتفجير الدموي الذي هز العاصمة العراقية بغداد. وكتبت (دياريو دي نوتيسياس)، نقلا عن رويترز، أن بروكسل أمهلت البرتغال وإسبانيا ثلاثة أسابيع أخرى لاتخاذ اجراءات جديدة للحد من العجز وتفادي عقوبات محتملة لعدم امتثالها لشروط المفوضية الأوروبية في 2015. وأشارت إلى أن البرتغال سجل خلال السنة الماضية عجزا بلغ 3,1 بالمائة من الناتج الداخلي الخام (4,4 بالمائة مع مساعدة بنك بانيف)، فيما سجلت إسبانيا 5,2 بالمائة، أي أعلى من 3 بالمائة التي تطالب بها المعاهدة المالية. من جهتها كتب (بوبليكو) أن الحكومة البرتغالية لا زالت مصرة على فعل كل ما بوسعها لتجنب العقوبات، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء، أنطونيو كوستا، سيوجه رسالة أخرى اليوم الاثنين لرئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، يضمنها حجج دفاع البرتغال، والأسباب التي تدعو إلى عدم فرض العقوبات لعدم الامتثال لهدف العجز. وفي سياق آخر كتبت اليومية تحت عنوان "شوارع بغداد في الليل تعج بالحياة، لكنها الآن لا شيء فيها غير رائحة الموت"، مشيرة إلى أن ما لا يقل عن 131 شخصا قتلوا وأصيب المئات في هجوم تزامن ووقت الإفطار بالعاصمة العراقية. وأضافت أنه بعد 12 ساعة من هذا الهجوم، لا زال رجال الاطفاء يحاولون اخماد النيران الناجم عن هذا الهجوم الذي طال مبان ومحلات تجارية ومقاهي، مشيرة إلى أن عائلات بأكملها راحت ضحية هذه التفجيرات، وأن عددا من الضحايا هم أطفال.