اهتمت الصحف الأوروبية الصادرة اليوم الجمعة بجملة من المستجدات المحلية والدولية، فضلا عن مواصلة بعضها التعليق على خفض الصين لسعر صرف اليوان مقابل الدولار، والوضع المتردي في العراق اثر توالي التفجيرات، وملف الأزمة اليونانية، وظاهرة المقاتلين البلجيكيين في صفوف تنظيم (داعش). ففي فرنسا، واصلت الصحف التركيز على قرار الصين خفض قيمة عملتها، اليوان، مشيرة إلى انقسام آراء الخبراء الاقتصاديين، بين من رأوا أن الصين خطت خطوة نحو تحرير اقتصادها، والبعض الآخر الذي يرى أن البلد يحاول جاهدا تعزيز نموه. وكتبت صحيفة (لوموند) أن الاقتصاديين ذكروا بأن قبل الثلاثاء كانت العملة الصينية في مستوى قيمتها الحقيقية، إذ قدرت بنسبة 20 في المائة في ظرف سنة مقابل الدولار و14 في المائة مقابل جميع العملات الناشئة، مضيفة أنه بالنسبة للكثير من المحللين، فإن انخفاض قيمة اليوان ما هو إلا شكل من أشكال التعديل. والسؤال الذي يطرح نفسه، تقول الصحيفة، إلى أي حد ستنخفض العملة الصينية، موضحة أن الصين ليس لديها أية مصلحة في انخفاض اليوان بشكل حاد إذ سيكون له تأثير على هروب رؤوس الأموال إلى البلدان الأكثر أمانا مثل الولاياتالمتحدة. من جانبها، أشارت صحيفة (ليبيراسيون) إلى أن الصين تتحدث فقط عن تدبير "استثنائي" ضروري ليصحح السوق سعر اليوان. وأبرزت الصحيفة أن الحكومة الصينية ترغب قبل كل شيء في إعطاء الأكسجين للمصدرين، إلا أن سياسة خفض اليوان سيقوض وبشكل خطير القوة الشرائية للأسر الصينية، وفق الصحيفة. على صعيد آخر، ذكرت صحيفة (لوفيغارو) أن وزارة الخارجية الفرنسية ستنظم، يوم 8 شتنبر مؤتمرا دوليا لإعطاء دفعة جديدة للتعبئة لفائدة مسيحيي الشرق المهددين من قبل الجهاديين في العراق وسورية الذين تزايد عددهم. وقالت الصحيفة إن فرنسا هي البلد الأول الذي يعبأ لملف مسيحيي الشرق في غشت 2014، إذ تعتزم الحفاظ على مبادرتها بشأن هذه القضية، مشيرا إلى أن 60 دولة ستكون ممثلة في هذا المؤتمر، بما في ذلك الولاياتالمتحدة وروسيا والعراق والسعودية وتركيا، فضلا عن العديد من المنظمات الدولية، وفي مقدمتها الأممالمتحدة ومختلف هيئاتها. وذكرت الصحيفة أن المؤتمر سيتناول ثلاثة محاور، الأول إنساني يهم تقديم المساعدات العاجلة للمعنيين، والثاني عقابي يروم متابعة الذين ارتكبوا المجازر، والثالث سياسي يروم دفع كل الأطراف إلى احترام التعديدية العرقية والدينية. وفي ألمانيا، تناولت الصحف الصادرة اليوم مواضيع عديدة أهمها الأزمة اليونانية، حيث كتبت صحيفة (تاغستسايتونغ) في تعليقها أنه مر الآن شهر على قمة بروكسيل حول الأزمة اليونانية، مذكرة أنه قبل شهر كانت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل ووزير المالية فولفغانغ شويبله يؤيدان احتمال خروج اليونان من منطقة الأورو. وترى الصحيفة أن هذا الاقتراح كان له تأثير على ملف اليونان إذ منذ ذلك الحين، ليس فقط حكومة أثينا التي غيرت من مواقفها بعد أن كانت تفخر بتحديها، ولكن حتى الدول 19 في منطقة الأورو الذين لم يصدقوا حتى الآن أنهم اتفقوا على صفقة لا يؤمنون بها كثيرا هم أنفسهم إلا أنه لا أحد يجرؤ على قول "لا "، وفق الصحيفة. من جهتها، كتبت صحيفة (زود دويتشه تسايتونغ) أن اليونان حصلت على حزمة مساعدات ثالثة لإنقاذها من الافلاس، معتبرة أن الخطة الثالثة التي وافقت عليها دول منطقة العملة الموحدة هي في صالح رئيس الوزراء أليكسيس تسيبراس، اليساري، الذي جاء إلى السلطة بعد حملة انتخابية كانت بالأساس ضد سياسة المستشارة ميركل. من جانب آخر، اهتمت الصحف بالتفجيرات الأخيرة التي وقعت في العراق حيث قتل نحو 70 شخصا، فكتبت صحيفة (نويه أوسنايبروكر تسايتونغ) أن الهجوم الدامي بقنبلة في سوق في بغداد يبين بوضوح أن المعركة ضد الميليشيات الارهابية التابعة للدولة الإسلامية "داعش " مرهقة ومعقدة. وترى الصحيفة أن المشكل لا ينحصر في ضعف الجيش العراقي بل المسألة مرتبطة بتأجيج الصراع الطائفي في العراق الذي يدفع إلى شن هجوم متبادل بين الطائفتين الشيعية والسنية، مشيرة إلى أن على رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أن يبت في عدد من الأمور، أهمها الحصة الطائفية في تدبير شؤون البلاد لوقف الانقسامات في المجتمع العراقي. وفي إسبانيا ، عادت الصحف لموضوع تصويت البرلمان اليوناني على الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين مجموعة الأورو واليونان للحصول على حطة انقاذ ثالثة بقيمة تناهز 85 مليار أورو. وهكذا ، أشارت صحيفة (أ بي سي) إلى أن التصويت على اتفاق إنقاذ الاقتصاد اليوناني، الذي ينص على مجموعة من التدابير التقشفية الجديدة، زاد من الخلافات داخل حزب الأغلبية سيريزا. وأضافت أنه رغم جهود الحكومة بقيادة الكسيس تسيبراس، لتسريع الموافقة على الاتفاق، فإن معارضة فئة من هذا الحزب اليساري المتشدد أجبرت الزعيم اليوناني على البحث عن دعم أحزاب أخرى. من جهتها، ذكرت (إلباييس) أن التصويت على هذا الميثاق الثالث فاقم الأزمة داخل حزب سيريزا وسرع من وتيرة الشرخ بداخله، مبرزة أن الحكومة اليونانية فقدت أغلبيتها البرلمانية خلال جلستي التصويت السابقين. وأوردت (الباييس)، في هذا السياق، تأكيد وزير الطاقة اليوناني السابق، بانايوتيس لافازانيس، أن أعضاء من حزب سيريزا يدرسون تأسيس حركة مناهضة لاتفاقية الإنقاذ تروم تعبئة الشعب ضد تدابير التقشف التي جاءت بها. بدورها، أشارت صحيفة (إلموندو) إلى أن الترويكا فرضت على حكومة أثينا خفضا بنسبة 5 في المائة في ناتجها الداخلي الخام، و"مراقبة صارمة " لتطبيق شروط اتفاقية الانقاذ. أما صحيفة (لا راثون)، فذكرت أن رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس دافع عن الاتفاق مع مجموعة الأورو للحصول على إنقاذ ثالث منذ سنة 2010 ، وذلك كخيار وحيد لاستمرار اليونان داخل منطقة الأورو. وفي بلجيكا، تناولت الصحافة بالتحليل ظاهرة المقاتلين البلجيكيين الذين يذهبون للجهاد في سورية تحت راية تنظيم الدولة الاسلامية "داعش". وكتبت صحيفة ( لوسوار) تحت عنوان '' الجهاد يجذب عددا أقل من البلجيكيين "، أنه في سنة واحدة أصبح عدد البلجيكيين الذين يغادرون للقتال في صفوف "داعش " أقل بكثير مما كان عليه الأمر في السابق إذ أن الملتحقين في شهر واحد أصبح بمعدل النصف. وترى الصحيفة أنه ينبغي أن تؤخذ هذه الأرقام بحذر شديد لأنها توضح مؤشرات غير مباشرة، مشيرة إلى أن التقارير تفيد بأن خمسة بلجيكيين كحد أقصى ينضمون إلى "داعش " كل شهر بينما كانوا بمعدل عشرة في أواخر سنة 2014 . أما صحيفة (لا ليبر بلجيك)، فلاحظت أن من بين كل جهاديين اثنين، يوجد جهادي واحد سبق وأن أدين بجناية في الماضي، مؤكدة أن العديد من المرشحين للجهاد كانت لديهم مشاكل قانونية في بلجيكا. وحول الأسباب التي تجعل الكثير من المدانين السابقين يذهبون إلى الجهاد ، اعتبرت الصحيفة أن هشاشة هذه الفئة هي السبب الرئيسي في نجاح الجماعات الإرهابية مثل "داعش " أو جبهة النصرة في اختراقها. وذهبت صحيفة (لادرنيير أور) في تعليقها إلى نفس التحليل، معتبرة أن نسبة المجرمين بين الجهاديين أعلى في بلجيكا مما عليه في فرنسا ، مشيرة إلى أن من بين الجهاديين الفرنسيين، فقط 5 في المائة ارتكبوا جرائم بسيطة في سن المراهقة. وفي البرتغال، عادت الصحف إلى الملف اليوناني، فنقلت صحيفة (دياريو دي نوتيسياس) عن رئيس الوزراء الكسيس تسيبراس قوله إن على البرلمان اليوناني أن يصادق على خطة الإنقاذ الثالثة بعد نقاش طويل، معتبرا أن هذه هو الحل الوحيد لليونان من أجل بقائها في منطقة الأورو. وذكرت الصحيفة أن خطة المساعدات الثالثة بقيمة 85 مليار أورو ستمنح مقابل القيام بتدابير تقشف قاسية أثارت نقاشا حادا في حزب سيريزا وخلقت انقسامات داخله. على الساحة المحلية البرتغالية، ركزت صحيفة (بوبليكو) على عدم وفاء الحكومة بوعودها حول الموافقة على القانون المهني الجديد للشرطة، مما دفع النقابة التي تضم شرطة الأمن العام والحرس الوطني للجمهورية، إلى إطلاق احتجاجات عشية حملة الانتخابات البرلمانية المقبلة، المقررة في 4 أكتوبر المقبل. وذكرت الصحيفة أنه في يونيو الماضي، وقعت وزير الداخلية أنابيلا رودريغز، مذكرة تفاهم مع ثلاث نقابات لشرطة الأمن العام، مشيرة الى أن على الرغم من وعود الوزيرة لإكمال الملف، لم يوافق مجلس الوزراء على النصوص الجديدة لا خلال اجتماع 30 يوليوز ولا في اجتماع أمس. وفي النرويج، اهتمت الصحف اليومية بعدد من المواضيع المحلية والدولية، من ضمنها الوضع في العراق وتوالي العمليات التفجيرية التي تستهدف المدنيين والصراع بين تنظيم (داعش) والشيعية في العراق، إذ أشارت صحيفة (داغبلاديت) إلى مقتل العديد من الأشخاص في انفجار سيارة ملغومة في منطقة الصدر ببغداد. وأضافت أن أصابع الاتهام اتجهت منذ البداية إلى تنظيم (داعش) الذي يستهدف بكثرة المناطق الشيعية. واعتبرت أن هذا التفجير استهدف على الخصوص سوقا في منطقة يغلب على سكانها الانتماء للطائفة الشيعية وهو واحد من أكبر الأسواق في العاصمة بغداد. من جهتها، أشارت صحيفة (في غي) إلى ورود أنباء عن مهاجمة قوات البيشمركة الكردية في شمال العراق بالأسلحة الكيماوية. ونقلت الصحيفة عن مصادر ألمانية أن هذه القوات تعرضت لهجوم بالأسلحة الكيماوية ما أدى إلى إصابة خطيرة في صفوف العشرات. وأشارت إلى تصريح لمسؤول كردي رفيع المستوى أكد فيه أن هذه القوات تعرضت في منطقة مخمور (50 كلم غرب أربيل) إلى هجوم بصواريخ كاتيوشا مزودة بمادة الكلور، ما أدى إلى إصابة العديد من عناصر البشمركة.