اهتمت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم السبت، على الخصوص، بالسياسة المعلن عنها من قبل الحكومة اليونانية الجديدة ومواقفها تجاه الاتحاد الأوروبي والعقوبات ضد روسيا، إلى جانب مواضيع أخرى دولية ومحلية. ففي بلجيكا، اهتمت الصحف المحلية باللقاءات الأولى التي جرت بين المسؤولين الأوروبيين والحكومة اليونانية الجديدة، التي يبدو أنها مصممة على فك الارتباط مع برنامج التقشف. وأشارت صحيفة (لاليبر بلجيك)، التي عنونت مقالا لها ب"شد الحبل بدأ بالفعل بين اليونان ومجموعة الأورو"، إلى التصريحات التي أدلى بها وزراء يونانيون يقولون فيها إنهم يريدون المزيد من التعاون مع المؤسسات الأوروبية، ولكن ليس مع وفد "الترويكا" (الاتحاد الأوروبي والبنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي). واعتبرت الصحيفة أن تصريحات وزير المالية اليوناني، يانيس فوروفاكس، التي أدلى بها، أمس الجمعة، لا تعطي أي إشارة إلى أن بلاده ستطلب تمديد خطة المساعدات. من جهتها، كتبت صحيفة (لافونير) أنه بقولها إنها مستعدة للتخلي عن الشطر الأخير من المساعدات الأوروبية لإنهاء العلاقة مع الترويكا، تكون الحكومة اليونانية قد جلبت المزيد من المخاوف من احتمال خروج اليونان من منطقة الأورو. من جانبها، اعتبرت صحيفة (لوسوار) أن موقف المسؤولين اليونانيين الجدد يبدو أنه بسبب المهارة السياسية الكبيرة وكذا فقدان الوعي المالي. وأوضحت الصحيفة، الأكثر سحبا ببلجيكا، أنه بإعلان القطيعة مع الترويكا، فإن المسؤولين المنتمين لحزب (سيريزا) جلبوا بالنتيجة موجة من الانتقادات، عبر عنها سواء من قبل البرلمان الأوروبي أو صندوق النقد الدولي، خاصة الانعدام التام لشرعية هذه المجموعة من المسؤولين الذين كلفوا بوضع قانون للحكومات اليونانية. وفي إسبانيا، عادت الصحف للتطرق لرفض وزير المالية في الحكومة اليونانية الجديدة، التي شكلها حزب (سيريزا) المناهض لسياسة التقشف، يانيس فاروفاكيس، التفاوض مع الترويكا حول ديون بلاده. وكتبت صحيفة (إلموندو) تحت عنوان "اليونان يحتقر مجموعة الأورو"، أن رئيس الوزراء اليوناني الجديد، أليكسيس تسيبراس، مستعد للوفاء بوعوده الانتخابية بإنهاء إجراءات التقشف المفروضة على البلاد من قبل أوروبا. وأشارت اليومية، في هذا الصدد، إلى أن وزير مالية اليونان الجديد، يانيس فاروفاكيس، أعلن أن حكومته لا "تعترف بالترويكا". من جهتها، ذكرت صحيفة (لا راثون) أن "اليونان يتحدى الترويكا"، مشيرة إلى أن فاروفاكيس رفض التفاوض مع أوروبا حول ديون بلاده. أما (إلباييس) فأوردت أن اليونان أنكر سلطة الترويكا وأجل عمليات إنقاذ مالي أخرى من أوروبا، مبرزة أن إسبانيا والبرتغال تشترطان موقفا صارما للدفاع عن احترام تدابير التقشف. وفي سياق متصل كتبت (أ بي سي) أن اليونان رفض التعاون مع الترويكا، فيما حذر وزير المالية الألماني فولفغانغ شوبل من أن بلاده لن تسمح بابتزاز الحكومة اليونانية الجديدة. وفي ألمانيا، واصلت الصحف اهتمامها بسياسة الحكومة اليونانية بعد أربعة أيام من أدائها اليمين الدستورية، معتبرة أن كل يوم يمضي عليها إلا وتزداد حدة التوتر بين أثينا ومجموعة الأورو. وترى الصحف أن رفض وزير المالية اليوناني يانيس فاروفاكيس التعاون مع الجهات المانحة، الترويكا، يعد تصلبا في المواقف وإعلانا عن نزاع مفتوح. وكتبت صحيفة (هيسيليشة أليغماينة) في تعليقها أن الحكومة اليونانية تدشن مرحلة جديدة من الصراع من خلال اعتماد قراراتها الخاصة بالتقشف، ورفضها تمديد برنامج الانقاذ الذي اتفقت عليه مع الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي الحكومة السابقة. وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة الجديدة بسياستها الحالية ستتسبب لا محالة في أضرار جسيمة للبلاد أكثر من أي وقت مضى. ووفق صحيفة (فولكشتيمة) فإن الأيام الأولى للحكومة اليسارية في أثينا مازالت مضطربة، إلا أنها واضحة في قراراتها التي تهدف من خلالها، كما تقول، إلى تحرير البلاد من جحيم القيود المالية. أما صحيفة (مانهايمر مورغن) فكتبت في تعليقها أن وقف التعاون بين الحكومة اليونانية والترويكا كان متوقعا، مشيرة إلى أن نسبة كبيرة في البرلمان الأوروبي وأيضا لجنة الترويكا، ليسوا على استعداد للتفاوض مع أثينا حول برنامج جديد. وترى الصحيفة أن حكومة أليكسيس تسيبراس ترتكب خطأ فادحا برفضها مبادرة شركاء اليونان في مجموعة الأورو . من جانبها ، عبرت صحيفة (غينرال أنتسايغة) عن وجهة نظر مماثلة، مشيرة إلى أن الحكومة اليونانية الجديدة ترغب في خوض المعركة الداخلية، والخارجية بشكل سريع وفعال، معتبرة أن مجموعة الأورو لا تستطيع الآن أن تفعل أي شيء آخر بعد رفض ما تم الاتفاق عليه في السابق، إلا أن ثمن هذا التصعيد، تضيف الصحيفة، سيدفعه اليونانيون المهددون بأزمة أكبر بعد عزم الحكومة إجراء مراجعة جذرية لسياسة التقشف القائمة. وفي روسيا، قالت صحيفة (نيزافيسيمايا غازيتا) إن البلدان الأعضاء في الاتحاد الأوروبي التي تعاني من مشاكل اقتصادية، تعقد على انتصار اليسار في اليونان آمالا كبيرة للتخلص من نهج السياسة الاقتصادية الخانقة للاتحاد الأوروبي، في حين أن الدول الأخرى تصر على هذا النهج ، مضيفة أن بروكسيل قلقة من صدى هذا الانتصار في الدول الأخرى. من جانبها، أشارت صحيفة (كاميرسانت) إلى أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لن يزور موسكو قريبا لكنه سيلتقي نظيره الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر الأمن الدولي في ميونيخ الذي تنطلق أشغاله في 6 فبراير المقبل. وأشارت الصحيفة إلى أن الناطقة الرسمية باسم وزارة الخارجية الأمريكية جنيفر بساكي أكدت أن كيري لا يخطط لزيارة موسكو قريبا. من جهتها، واصلت الصحف النرويجية اهتمامها بالملف اليوناني وموقف الحكومة الجديدة الرافض للتباحث مع المفوضية الأوروبية والبنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي. وأشارت صحيفة (في غي) إلى تأكيد المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أنه لن تكون هناك أي تخفيضات للديون المترتبة على اليونان، موضحة أنه لا يمكن لليونان أن تتوقع هذا الإجراء. كما أشارت الصحيفة إلى شروع الحكومة اليونانية يوم أمس الجمعة في محادثات صعبة مع المسؤولين الأوروبيين حول إمكانية تخفيض الديون السيادية للبلاد. وذكرت بمجمل الديون المفروضة عليها من دائنين مثل البنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي. من جانبها ، أشارت صحيفة (داغبلاديت) إلى أن هناك وضعا صعبا في العلاقة بين الاتحاد الأوروبي واليونان بسبب موقف الحكومة الجديدة في أثينا حول إجراءات التقشف الجارية. واعتبرت أن محادثات مسؤولي الاتحاد الأوروبي مع المسؤولين اليونانيين الجدد التي جرت أمس بداية لمفاوضات حول تعديل شروط المساعدات المقدمة لهذا البلد. وأوردت تصريحات لمسؤولين أوروبيين تؤكد أن مباحثات أمس كانت "صريحة وبناءة" وجرت في إطار مفتوح. وأضافت أن الاتحاد الأوروبي، وخاصة ألمانيا، حذر خلال الأيام القليلة الماضية اليونانيين من إلغاء الإصلاحات المتفق عليها، والدعوة إلى التمسك بالإصلاحات وتنفيذ العديد من التدابير المتفق عليها. وفي فرنسا سلطت صحيفة (لوموند) الضوء على الانتخابات الجارية في ايطاليا لاختيار رئيس جديد للبلاد، حيث سيجري الدور الرابع من هذه الانتخابات اليوم السبت، مشيرة الى ان سيرجيو متاريلا (73 سنة) هو المرشح لخلافة جيورجيو نابوليتانو. واكدت الصحيفة ان ماتيو رونزي رئيس المجلس وامين الحزب الديمقراطي (يسار الوسط) اهم حزب بالرلمان طلب من كبار ناخبيه التصويت على هذا الوزير الديمقراطي المسيحي السابق وعضو المحكمة الدستورية، مضيفة انه يكفي لسيرجيو متاريلا للفوز في هذه الانتخابات الحصول على اغلبية بسيطة (505 أصوات) خلال الدور الرابع . من جهتها اهتمت صحيفة (لوفيغارو) بالاداء الجيد للاقتصاد الامريكي سنة 2014 التي حققت خلالها الولايات المتحدة نموا متينا بنسبة 2،4 في المائة، مدعوما بارتفاع متواصل للاستهلاك، وسياسة نقدية جيدة فضلا عن انخفاض اسعار البنزين. وأضافت الصحيفة ان افضل اداء للاقتصاد الامريكي تمثل في تسارع وتيرة الاستهلاك متم 2014 بنسبة 4،3 في المائة ما بين اكتوبر ودجنبر، وهو ما يمثل ثلثي اقتصاد البلاد. واعتبرت الصحيفة ان ثقة المستهلكين في الولايات المتحدة ارتفعت نسبتها منذ يناير 2014 في وقت بلغ فيه سعر غالون البنزين ادنى مستوى له منذ 2009 ، مبرزة ان التأثير الايجابي لانخفاض سعر الطاقة على نمو الولايات المتحدة سنة 2015 يقدر ب0،5 في المائة. وفي السويد، تركز اهتمام الصحف حول موقف الحكومة اليونانية الجديدة الرافضة للتباحث مع الترويكا (المفوضية الأوروبية والبنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي). وأشار صحيفة (داغينس نيهيتر) إلى أن السلطة التنفيذية اليونانية الجديدة قالت "لا" لقرض بقيمة 7 مليارات أورو ورفضت لقاء مع الترويكا، مضيفة أنها تريد التفاوض مباشرة مع دائني اليونان. وأضافت أن رفض اليونان قرضا جديدا يفسر بأنه يشترط بسلسلة من الإصلاحات التي يرفضها حزب (سيريزا)، مؤكدة أن البلاد على حافة الإفلاس. من جانبها، تساءلت صحيفة (افتونبلاديت) عما إذا كان انتصار (سيريزا) في اليونان ستكون له تداعيات في أوروبا، مضيفة أن حزب (بوديموس) الاسباني يبدو أنه سيسلك نفس المسار وينجح في جمع عشرات الآلاف من الأشخاص في الشارع ضد سياسة التقشف. وقالت الصحيفة إن هذا الحزب الإسباني يبدو واثقا من فوزه في الانتخابات القادمة، مشيرة إلى أن الأحزاب اليسارية الأخرى في جميع أنحاء أوروبا ترتفع مكانتها في استطلاعات الرأي وتنجح في تعبئة الجماهير، كما هو الحال في إيرلندا. من جهتها، تطرقت صحيفة (سفينسكا داغبلاديت) للوضع في العراق مؤكدة أن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) الإرهابي شن هجوما واسعا ضد مدينة كركوكالعراقية. وأشارت الصحيفة إلى أن أهم القادة العسكريين الأكراد في المدينة قتلوا وأن هذا الهجوم تم بعد تحرير مدينة كوباني السورية، مضيفة أن كركوك تعد ذات أهمية على المستوين الاقتصادي والاستراتيجي.