اهتمت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الخميس، بعدد من المواضيع ذات الطابع الدولي والمحلي، أبرزها خفض الصين لسعر صرف عملتها (اليوان) مقابل الدولار بهدف تحفيز الصادرات، والطموحات الإقليمية لروسيا التي طالبت الأممالمتحدة بالاعتراف بسيادتها على جزء هام من منطقة القطب الشمالي. ففي فرنسا، ركزت صحيفة (لوموند) على قرار السلطات الصينية خفض سعر الفائدة لليوان مقابل الدولار، مشيرة إلى أن خفض قيمة العملة الصينية يشكل تحولا كبيرا في السياسة النقدية لبكين. وأوضحت في تحليلها أن الصين تأمل، من خلال هذا القرار، إنعاش اقتصادها وصادراتها، وتعطي إشارات واضحة جدا للتباطؤ، ولكنها في الوقت نفسه، تضيف الصحيفة، تخاطر بإحياء "حرب العملات" ولاسيما مع الولاياتالمتحدة. وأضافت أن قرار الصين يطال أيضا انخفاضا حادا في أسعار السلع الأساسية، خاصة النفط الذي انخفض إلى 80ر42 دولارا للبرميل، متسببا في خفض أسعار مواد أخرى مثل الألومنيوم والنحاس، وحتى السكر والبن. من جهتها، ذكرت صحيفة (لاكروا) أن الأسواق تفاعلت بقوة، أمس الأربعاء، بعد أن قامت الصين، يومي الثلاثاء والأربعاء، بتخفيض القيمة الفعلية لعملتها، مشيرة إلى أن هذا القرار قدمته السلطات الصينية على أنه تعديل فني بسيط، في حين أنه يمثل قطيعة مع عقد من السياسة النقدية، إذ سجل (اليوان) ارتفاعا مقابل الدولار والعملات الرئيسية الأخرى. على صعيد آخر، تطرقت صحيفة (لوفيغارو) إلى الطموحات الإقليمية الروسية في منطقة القطب الشمالي، مشيرة إلى أن موسكو طالبت أمام الأممالمتحدة بأحقيتها ببسط سيادتها على جزء كبير من المنطقة القطبية. وأضافت أن "النفط، والصيد البحري، والطرق البحرية والسيطرة العسكرية... " تثير صراعات حامية الوطيس وبشكل متزايد على منطقة القطب الشمالي بين الدول الست (روسيا، والولاياتالمتحدة، وكندا، والدنمارك، وإيسلندا والنرويج)". وعبرت الصحيفة عن اعتقادها بأنه مع حصولها على فضاء جغرافي واسع في المنطقة وزيادة طموحاتها الجيوسياسية، فإن روسيا تسعى للوصول إلى مكامن النفط والغاز المدفونة تحت المحيط المتجمد الشمالي، والتي تمثل ما بين 20 و30 في المائة من الاحتياطي العالمي. وفي ألمانيا اهتمت الصحف بالإجراءات التي اتخذتها الصين القاضية بتخفيض قيمة عملتها (اليوان) مقابل الدولار، حيث كتبت صحيفة (دي فيلت) في تعليقها أن الصين اتخذت إجراء خفض قيمة عملتها اليوان لأنها ستعزز، عما قريب، القدرة التنافسية لشركاتها وإنقاذ الاقتصاد، معتبرة أن التفسير الوحيد الذي يمكن أن يبرر هذه الخطوة هو السعي لتسجيل خسارة قصيرة المدى تجنبا لخسارة طويلة المدى. وأضافت أن البنك المركزي الصيني يطرح كل يوم متوسط القيمة التي يحددها، والتي تتجاوز سعر السوق، ومع ذلك، تقول الصحيفة، كل التقلبات التي تقوم بها الصين تسعى من خلالها إلى الرفع من متوسط قيمة اليوان إلى رتبة عملة احتياط دولية. من جهتها، اعتبرت صحيفة (نوي أوسنايبروكر تسايتونغ) أن خفض سعر اليوان إلى أدنى مستوى له منذ سنوات شكل "صدمة"، إذ أنه إجراء أثار مخاوف من وقوع حرب بين العملات العالمية، مشيرة إلى أن بكين تعطي بذلك ميزة غير عادلة لمصدريها في السوق العالمية. وأكدت الصحيفة أن هذه الإجراءات تهدد بتدمير القيمة التنافسية العالمية، متسائلة عن الطريقة التي سيرد بها الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (البنك المركزي). أما صحيفة (باديشن نوينستن ناخغيشتن) فاعتبرت أن قرار الصين وضع الاقتصاد والمالية العالميين تحت ضغط شديد، مضيفة أن إجراء البنك المركزي الصيني بخصوص خفض سعر اليوان متطرف نسبيا، ويشير إلى أن محرك النمو الصيني في مخاض حقيقي. بدورها، ذكرت صحيفة (تاغستسايتونغ) أن العملة الصينية سجلت انخفاضا تلو الانخفاض لقيمتها في ظرف يومين، مضيفة أنه رغم الاحتجاجات على القرار وبصوت عال على أن القادة الصينيين تلاعبوا مرة أخرى بسعر الصرف، فإن العكس تماما هو الصحيح، لأن انخفاض قيمة عملة اليوان هو جزء من تحريرها. وفي إسبانيا، تركز اهتمام الصحف أيضا على خفض الصين قيمة عملتها اليوان، الذي هز بقوة أسواق المال الأوروبية. فتحت عنوان "الصين تخلخل الأسواق بخفضها قيمة عملتها"، كتبت صحيفة (إلموندو) أن هذا الخفض الثاني لقيمة اليوان في ظرف يومين قد يهدد نمو اقتصاديات العالم. وأضافت أن خفض اليوان تسببت، أمس الأربعاء، في تراجع البورصات الدولية، وفي إثارة القلق والخوف من "حرب العملات"، مبرزة أن الخبراء الماليين يتوقعون مزيدا من الخفض في الأيام المقبلة. من جهتها، أوردت صحيفة (إلباييس) أن هذا الخفض المفاجئ لسعر العملة الصينية أثار مجموعة من الشكوك في الأسواق المالية الدولية حول ضعف ثاني اقتصاد عالمي، مشيرة إلى أن التفسيرات التي قدمها البنك المركزي الصيني، والتي أكد فيها أن هذه الاستراتيجية ستمكن من تحديد سعر اليوان وفقا للسوق، لم تطمئن المستثمرين الأجانب بهذا البلد الآسيوي. أما صحيفة (لا راثون) فأوردت أن خفض سعر الصرف تسبب في تراجع بنحو 3 في المائة في أسواق الأسهم الأوروبية والآسيوية، مشيرة إلى أن هذا الخفض في قيمة اليوان هو الأكبر منذ عقدين. وتابعت أن البنك المركزي في بكين أوضح أنه تم اتخاذ هذا الإجراء بسبب مطالب داخلية كي تكون أسعار الصرف أكثر مرونة من أجل تحقيق استقرار الطلب الخارجي والنمو الاقتصادي. وبخصوص عواقب هذا الخفض، أبرزت صحيفة (أ بي سي) أن إجراء السلطات المالية الصينية سيعزز قطاع السياحة في الصين وكذا صادراتها، فيما ستواجه المقاولات الأجنبية تكاليف أعلى لبيع منتجاتها بهذا البلد. وفي فنلندا، اهتمت الصحافة، بالخصوص، بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بين أثينا ودائنيها، والقاضي بخطة ثالثة للمساعدة بقيمة 82 مليار أورو على الأقل. وترى صحيفة (بوهيالينن) أنه على الرغم من هذا الاتفاق، فإنه سيكون من الضروري محو جزء من الديون اليونانية، مضيفة أن الإعفاء من الديون خطوة غير مقبولة حتى الآن من قبل بلدان منطقة الأورو، لأنها ترى أن اليونان رفضت إجراء إصلاحات اقتصادية عديدة. ووفقا للصحيفة، سيكون هناك إعفاء من الديون عندما تقتنع دول منطقة الأورو بأن اليونان لديها حقا الرغبة في حل الأزمة الاقتصادية، إن عاجلا أم آجلا ستضطر لقبول إعفاء أثينا من جزء من ديونها. أما صحيفة (هيلسيغين سانومات ) فأشارت، من جانبها، إلى أنه منذ فتح باب المفاوضات مع اليونان، في يوليوز الماضي، قررت مختلف مكونات الائتلاف الحاكم في فنلندا، بما في ذلك حزب الفنلنديين المشكك في الإتحاد الأوروبي، الموافقة على خطة المساعدة الثالثة لفائدة أثينا. وبالنسبة للصحيفة، واسعة الانتشار، فإن فنلندا ستشارك فعلا في خطة إنقاذ جديدة لليونان، إلا أن إلغاء جزئيا للديون اليونانية يعد خطا أحمر بالنسبة لفنلندا، التي تعد القوة السياسية الثانية في بلدان الشمال الأوروبي. من جانبها، اهتمت الصحف البريطانية بقرار لندن تسريع عملية منح تصاريح لاستغلال الغاز الصخري، والحالة الصحية للرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر، حيث أبرزت صحيفة (الغارديان) أن الحكومة البريطانية قررت منح الموافقة على مباشرة العمل لاستخراج الغاز الصخري، لأحد وزرائها وإزالة هذه السلطة من مسؤولين محليين. وترى الصحيفة أن هذا القرار سيوقف الإجراءات الطويلة والتأخيرات التي يتعرض لها كل من رجال الأعمال والسكان، مذكرة بأن مجلس مقاطعة لانكشاير رفض في يونيو الماضي طلبين قدمتهما شركة نفطية لمشاريع التكسير الهيدروليكي، معللة ذلك أنه سيتسبب في أضرار بالمناظر الطبيعية. أما صحيفة (دايلي تلغراف) فاهتمت، من جهتها، بالأصداء الواردة عن الحالة الصحية المتردية للرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر (90 سنة)، الذي تم الكشف عن أنه يعاني من سرطان الكبد، بعد إجراء عملية تم فيها استئصال ورم خبيث. وذكرت الصحيفة بالجهود التي بذلها الرئيس الأمريكي السابق لصالح السلام وحقوق الإنسان وحماية البيئة. وفي سويسرا اهتمت الصحف بالانقسامات الداخلية في حزب (سيريزا) الحاكم في اليونان في القوت الذي اتفقت أثينا والدائنين الدوليين في اللحظات الأخيرة من المفاوضات على حزمة المساعدات الثالثة. وهكذا، أشارت صحيفة (لوطون) إلى أن العديد من الوجوه من الحزب اليوناني الحاكم لم تكن تريد أن توقع مذكرة التفاهم مع الدائنين الدوليين، التي ستصبح برنامج الحكومة اليسارية. وأضافت أن المعارضين داخل حزب سيريزا أقروا علنا بأنهم يشعرون بتعارض ذلك مع البرنامج الذي قدموه للشعب خلال الولاية الانتخابية الحالية ومع برنامجهم الاجتماعي الذي تعهدوا به، مما يهدد وحدة الحزب. وعلى صعيد متصل، ركزت صحيفة (لاتريبيون دي جنيف) على المخاطر التي تشكلها الجبهة المعارضة لخطة إنقاذ البلاد الحالية، والموجودة داخل الائتلاف الحاكم في اليونان، مشيرة إلى أن هذه الجبهة يقودها رئيس مجلس النواب كونستانتوبولو زوي، المعارض الشرس لخطة الإنقاذ، حتى أنه دعا إلى عقد اجتماع لنواب الحزب في البرلمان، مما قد يعيق الإسراع في إقرار الخطة الجديدة، وفق الصحيفة. وفي البرتغال، شكلت حرائق الغابات من قبل المجرمين، وهروب الأطباء من القطاع العام إلى القطاع الخاص، أبرز المواضيع التي استأثرت باهتمامات الصحف المحلية. ووفقا لصحيفة (جورنال دي نوتيسياس)، فإنه منذ بداية السنة الحالية، حددت الشرطة البرتغالية 65 شخصا يشتبه في أنهم تسببوا في اندلاع حرائق الغابات ، والتي سبق أن أودعت 34 منهم السجن. وبحسب الشرطة القضائية، تقول الصحيفة، فإن هؤلاء الأشخاص (60 رجلا وخمس نساء)، اتهموا بإضرام حرائق في الغابات ما بين فاتح يناير و12 غشت الحالي، مضيفة أن شخصين آخرين تم استدعاؤهما، أمس، بسبب إضرامهما النار في الغابات في بيناكوفا وتابوا، وبمنطقة كويمبرا (وسط). أما صحيفة (بوبليكو) فأشارت، من جانبها، إلى أن عناصر الدرك اعتقلت، أمس، شخصا متلبسا بإضرام النار في غابة في بلدية ميرانديلة، موضحة أن السكان المحليين أخطروا الشرطة التي تمكنت من اعتقال الرجل (39 سنة)، والذي سيحال على المحكمة، اليوم، بحسب الصحيفة ذاتها.