ركزت صحف شرق أوروبا الصادرة اليوم السبت اهتمامها حول موضوع "بريكزيت " خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي الذي شكل صدمة حقيقية في أوروبا. ففي بولونيا، تصدرت الصحف "بريكزيت " خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي والذي شكل صدمة حقيقية في أوروبا، خاصة على المستوى الاقتصادي مع انخفاض في البورصات الرئيسية . وفي هذا الصدد تساءلت صحيفة " ريسبوليكا " ماذا يمكن لأوروبا ان تفعل بعد "بريكزيت" " مبرزة أن الشيء الوحيد والمؤكد إن أوروبا ستتغير، وبالتالي هناك حاجة إلى عقد قمة لرؤساء الدولة والحكومات لمناقشة الخطوات التي يجب اتباعها بعد خروج المملكة المتحدة خاصة على المستوى الاقتصادي . وأشارت الصحيفة أن جميع الأسواق العالمية شهدت ذعرا، وفي بورصات باريس وفرانكفورت والقيم والاسهم البنكية. ونقلت الصحيفة عن خبير اقتصادي قوله أن "هذه واحدة من أكبر الصدمات في الأسواق في كل العصور"، مشيرة الى ان النتائج اظهرت دولة منقسمة، مع لندن واسكتلندا وأيرلندا الشمالية الذين يريدون البقاء، بينما صوت شمال انكلترا وويلز بأغلبية ساحقة ضد . صحيفة "لاغازيت اليكتولرال" أشارت الى أن "بريكزيت "حملت ضربة قوية للاقتصاد البولوني، موضحة أن ما يقرب من 80 ألف بولوني استقروا في المملكة المتحدة وسيخضعون بالكامل ل "بريكزيت" مع اعتماد تفضيل المملكة المتحدة كاختيار وطني . وقالت أن المفاوضات المقبلة بين بولونياوبريطانيا العظمى ستكون صعبة، مذكرة أن المملكة المتحدة قد دخلت الى الكتلة الأوروبية في عام 1973، والمملكة المتحدة هي أول دولة تغادرها بعد 60 سنة من البناء الأوروبي . وقالت أن خروج القوة الاقتصادية الخامسة في العالم أغرقت الأسواق ولكن أيضا الجنيه البريطاني، و بنك انجلترا اضطر للقيام بذلك وعلى استعداد للافراج عن 250 مليار جنيه استرليني (326 مليار أورو ) مشيرة الى أن قرار بريطانيا هو تنصل من اتحاد أوروبي أضعف بفعل أزمة اللاجئين واستمرار الأزمة الاقتصادية . وفي روسيا ذكرت صحيفة "كمسمولسكايا برافدا" أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيكون له تأثير على أوروبا وروسيا . ونقلت الصحيفة عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قوله أنه لم يتوقع حدوث أي كارثة عالمية في الأسواق، مشيرا إلى أنها ستنكمش لبعض الوقت بعد خروج بريطانيا إلا أنها سرعان ما ستتعافى. وأعرب ، تضيف الصحيفة ،عن استعداد روسيا لتعديل السياسة الاقتصادية والعلاقات مع الشركاء الأوربيين إن لزم الأمر . كما أشار بوتين بوتين ، تضيف الصحيفة ،إلى أن تصريحات كاميرون حول مصلحة روسيا في خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لا أساس لها من الصحة ،وهي محاولة للتأثير على البريطانيين، مشددا على أن لا أحدا يملك الحق في الحديث عن موقف روسيا بعد نتائج الاستفتاء. وأكد أن ذلك يدل على تدني مستوى الثقافة السياسية ،مشيرا إلى أن نتائج الاستفتاء البريطاني شأن داخلي وروسيا لم تتدخل في العملية ولم تدل بأي تصريحات حول الاستفتاء، تسجل الصحيفة . ووفقا للصحيفة فإن بوتين لا يعتقد خروج بريطانيا سيأثر على مسألة العقوبات، معربا عن استعداد روسيا بالرد إيجابيا على أي خطوات إيجابية من الاتحاد الأوروبي . صحيفة "كوميرسانت " اشارت الى أن بريطانيا صوتت على الخروج من الاتحاد الأوروبي وأظهرت النتائج النهائية لاستفتاء بريطانيا، التي أعلنت الجمعة ، فوز معسكر "الخروج" من الاتحاد الأوروبي، بنسبة 51.9 بالمائة ، مقابل 48.1 من الأصوات لصالح البقاء . وبالنتيجة، تقول الصحيفة ، فإن بريطانيا، تشعر ثانية بأنها مركز الكون والدولة الرائدة التي تصنع التاريخ كما كانت في السابق، وأنها لا تسير طائعة خلف مجموعة أوروبية. إنها تريد أن تشعر بأنها دولة يرتبط مصير شعوب أخرى بأفعالها . وقالت الصحيفة إن الاستفتاء قسم المجتمع البريطاني إلى قسمين، وزعزع الوحدة الأوروبية، التي تعبت من نفسها . وهكذا، يمكن القول إن بريطانيا أهدت الاتحاد الأوروبي رطلا من المصائب . وفي النمسا، أثارت صحيفة "دير ستاندرد" الصدمة في البلاد بعد إعلان نتيجة الاستفتاء لصالح خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أن النمساويين المغتربين في لندن يشعرون بالعجز بعد النتائج المخيبة للآمال. ومن بين ردود الفعل التي استشهدت بها الصحيفة ، تحذيرالمستشار النمساوي كريستيان كيرن، من تأثير "بريكزيت "، خاصة على المستويين السياسي والاقتصادي، بحجة أن أوروبا ، فقدت واحدا من أهم الأعضاء، ولن يكون لها من بعد نفس الحجم والتأثير نفسه. وفي نفس السياق أشارت صحيفة "داي برس " أن موجة الصدمة الناجمة عن " بريكزيت " غير متوقعة، مشيرة إلى أن مدينة لندن، المركز المالي الأول حتى الآن في أوروبا، عرضة لخطر فقدان هذا المكان لصالح المدينة الألمانية فرانكفورت. وقالت الصحيفة يبدو ان فرانكفورت بالفعل في وضع أفضل لاستقبال المستثمرين والأنشطة المالية وذلك أساسا بسبب أن البورصات الألمانية والإنجليزية تعتزم الاندماج، الذي من شأنه تبسيط حركة رؤوس الأموال ،وأيضا لأن العاصمة المالية الالمانية تحتضن البنك المركزي الأوروبي، دون أن ننسى وجود أكثر من 120 مترمربع من الأماكن الشاغرة أوالتي توجد في طور البناء تضيف الصحيفة. وفي تركيا حذرت "ديلي الصباح"، من "توركيزيت " بينما القادة الأوروبيين غير قادرين على الحفاظ على الاتحاد سليما، مؤكدة أنه في خضم الاضطرابات داخل الاتحاد الأوروبي، أرسلت أنقرة إنذارا قويا له، بإعلانها أنها ستجري استفتاء في المستقبل القريب، فيما يخص مصير مفاوضات الانضمام . و تساءلت الصحيفة أنه "إذا أجرى استفتاء اليوم، فإن جزءا كبير من الشعب سيقول لا لاستمرار مفاوضات الانضمام"، مضيفة أن، الاتحاد الأوروبي أضاع الوقت لتركيا ولم يلتزم بوعوده خلال عملية تحرير التأشيرات ". "يني شفق" كتبت ،إن الظلم وازدواجية المعايير جعلت الأتراك غير مبالين بالاتحاد الأوروبي"، معتبرة أنه "بعد سنوات، سيأتي الاتحاد الأوروبي إلى باب تركيا ليقدم لها العضوية ". ولكن "حتى الآن، فإن معدل نمو تركيا أقوى من العديد من الدول الأعضاء بالاتحاد ." "حرييت ديلي نيوز" قالت انه من السابق لأوانه تقديم تنبؤات تفصيلية عن الكيفية التي سوف يأثر بها "بريكزيت " على العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، ولكن يبدو أن انضمام تركيا سوف يتأخر جدا في عملية طويلة لوضع اللمسات الأخيرة على مغادرة المملكة المتحدة على أساس المادة 50 من معاهدة لشبونة للاتحاد الأوروبي . واضافت الصحيفة أنه من الصعب القول كيف ستستمر المفاوضات بين لندن وبروكسيل لإنهاء عملية الطلاق، التي ستأخذ على الأقل سنتين ، مبرزة انه في الوقت نفسه، يتعين على الاتحاد الأوروبي إيجاد وسائل لمنع العدوى ووقف الدول الأخرى في الاتحاد لتنظيم الاستفتاء كما أعرب عن ذلك عدد من قادة الدول الأعضاء. وسجلت الصحيفة ، أن الطريقة الوحيدة لتحقيق ذلك هي إصلاح الاتحاد الأوروبي ،موضحة أن العمليتين سيعملان بالتأكيد على تأخير خطط التوسع المستمر للاتحاد الأوروبي .