على غرار أغلب المستشفيات والمراكز الصحية عبر تراب المملكة، عرف المستشفيان الإقليميان محمد الخامس بمدينة الجديدة، والحسن الثاني بمدينة خريبكة، خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان الجاري، ارتفاعا ملحوظا في عدد المرضى والمصابين الوافدين على أقسام المستعجلات. واختلفت الأمراض والإصابات من حيث الملابسات والنتائج ودرجة الخطورة، إلا أن أغلبها ارتبط، بشكل مباشر أو غير مباشر، بصيام نهار رمضان. عبد الرحيم حمداد، طبيب قسم المستعجلات بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس بالجديدة، أوضح أن "المرفق الصحي استقبل في الأيام الأولى من شهر الصيام حالات مرضية متنوعة، ارتبط بعضها بأمراض الجهاز الهضمي، خاصة قرحة المعدة، نتيجة عدم اهتمام الصائمين بزيارة الأطباء المتخصصين، قُبيل رمضان بأسبوع أو أسبوعين، للحصول على نصائح تجنّبهم الأمراض التي قد تصل إلى درجة الحاجة إلى جراء عمليات جراحية". وأضاف حمداد، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن قسم المستعجلات بالمستشفى الإقليمي يستقبل خلال الأسبوع الأول من كل شهر رمضان عددا مهما من الأشخاص المصابين بمرض السكري وضغط الدم، بعد أن تتدهور حالتهم الصحية بسبب الصيام دون استشارة الطبيب المختص، مشيرا إلى أن بعض الحالات وصلت إلى درجة إصابة المريض بشلل نصفي. وأورد المتحدث ذاته أن المصابين بأمراض القلب والشرايين يفدون بكثرة على قسم المستعجلات، نتيجة اضطراب مواعيد أخذ الأدوية خلال شهر رمضان، إلى جانب المصابين بجروح وكسور مرتبطة بالاعتداءات والسرقة وحوادث السير، مشيرا إلى أن وتيرة تلك الحوادث تزداد خلال شهر رمضان، نظرا لقلة تركيز الصائمين، خاصة في وقت الذروة الذي يسبق موعد الإفطار بدقائق. أما سليمان جوراني، مدير المستشفى الإقليمي الحسن الثاني بخريبكة، فأكّد بدوره أن الحركية بقسم المستعجلات تعرف ارتفاعا كبيرا في شهر رمضان، خاصة خلال الأسبوع الأول منه، مضيفا أن المصابين بأمراض مزمنة، كالسكري والضغط الدموي وقرحة المعدة، يأتون في مقدمة الوافدين على المستشفى، "نتيجة اضطراب واختلال توازن الأدوية مع المرض، وصيام المريض ضدّا على نصائح طبيبه"، حسب تعبيره. وأوضح مدير المستشفى الإقليمي، في تصريح لهسبريس، أن الطاقم الطبي بقسم المستعجلات يعمل جاهدا على إسعاف المرضى، من خلال قياس الضغط الدموي ونسبة السكر في الدم، قبل إجراء التدخلات الطبية المناسبة لكل حالة، كما يتم إسعاف ضحايا الاعتداءات الجسدية وحوادث السير، مؤكّدا أن أعدادهم ترتفع في شهر الصيام بشكل مقلق. وعن الأمراض المصنفة ضمن الحالات الاستعجالية الخطيرة، أشار جوراني إلى أن بعض الصائمين يصابون بأمراض تتطلب عناية طبية وتدخلا جراحيا مستعجلا، خاصة عندما يتسبب الصيام في تطور التهاب أحد أعضاء الجهاز الهضمي، إلى درجة إصابته بثقب وإفرازات داخل البطن، مؤكّدا في السياق ذاته على ضرورة التزام المرضى بنصائح الطبيب المرتبطة بإمكانية الصوم أو الإفطار، من جهة، واحترام الأدوية والوجبات الغذائية، من جهة ثانية، مع تفادي المأكولات الشديدة الملوحة، والسكريات والدهنيات الحيوانية.