مع دخول شهر رمضان المبارك نتمنى لجميع الصائمين قضاء شهر حافل بالمسرات والخيرات، ونستغل المناسبة لنوصي جميع الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة بضرورة عيادة الطبيب المعالج من أجل استشارته قبل بداية الشهر الفضيل، أو خلال الأيام الأولى منه، وذلك حتى يتسنى معرفة مدى قدرة كل شخص على الصوم، لتفادي أية مضاعفات وأخطار قد تنتج عن الصيام وتؤدي إلى هلاك صاحبها. وسنتطرق في مقالنا لهذا الأسبوع إلى المضاعفات الصحية عند الاشخاص المصابين بقرحة المعدة المعي اثنا عشر والعسر الهضمي، التي تنجم عن الإصابة بها مضاعفات خطيرة، من بينها النزيف الهضمي، الانتقاب، والضيق، وتكون هذه المضاعفات مميتة عند الأشخاص المسنين. يبتدئ التهاب الصفاق بعد انتقاب القرحة بألم حاد بطني مُصَاحب بقيء، مما يؤدي إلى تدهور الحالة الصحية للمريض، أخذا بعين الاعتبار أنه عند الاشخاص المسنين تكون الأعراض المصاحبة لثقب القرحة جد مخففة. وأتبثث عدة أبحاث أن إفرازات الحوامض المعدية ترتفع مع ارتفاع انتاج كاسترين وبيبسين وتمديد وقت النزيف عند الصائم، الذي ينجم عنه ارتفاع نسبة المضاعفات القرحة، وهي النزيف والانتقاب، والتهاب الصفاق. فنسبة نزيف الجهاز الهضمي العلوي ترتفع بين اليوم العاشر من الصيام الى شهر بعد رمضان عند الاشخاص المصابين بقرحة المعي اثناعشر، لذا يتعين على المريض المصاب بالقرحة المعي اثنا عشر أو العسر الهضمي أن يتخد عدة اجراءات وقائية في شهر رمضان، كعدم الإفراط عند الإفطار في تناول السكريات السريعة الامتصاص والدهنيات، مع النوم الوقت الكافي ومتابعة العلاجات الدوائية الوقائية من القرحة . وفي نفس السياق يبقى كذلك لزاما على الطبيب المعالج تقييم الحالة الصحية للمريض والتعرف على الأمراض المزمنة المصاحبة لتقديم النصائح الوقائية الحمائية والدوائية، فعلاجات الصيانة الوقائية عند الأشخاص المصابين بقرحة المعي اثناعشر والعسر الهضمي، تنطلق أسبوعا قبل رمضان وخلاله، ثم ستة أسابيع بعد انصرامه، وتؤخذ هذه الأدوية المضادة للقرحة في الليل في خارج رمضان وفي وقت متاخر من الليل في شهر الصيام .