قررت إمرأتان، أحدهما مسلمة والأخرى غير مسلمة، إطلاق موضة غطاء رأس "معاصر" يشبه الحجاب لكنه لا يسمي بالحجاب، وذلك لمواجهة الحملة التي يشنها ساسة وأكاديميون ورجال أعمال وحركات نسائية في بلجيكا والهادفة لحظره في الأماكن العامة. فصرحت كل من إنج رومبو وفاطمة رافي لوكالة انتر بريس سيرفس، أنهما فتحتا متجر "بوتيك" لبيع غطاء رأس معاصر لكي تستخدمه الراغبات في ذلك بغض النظر عن اعتباره تقليدا إسلاميا أو غير إسلامي، وبعيدا عن النقاش السياسي الواسع حول حظر الحجاب في المؤسسات والأماكن العامة. وشرحت إنج رومبو "لا نريد أن ندخل في جدل سياسي. المرأة عادة تعجب بكل أنواع القماش سواء علي شكل عباءات أو ساري أو أو غطاء رأس”. ثم أكدت "لا ينبغي عزل المرأة المسلمة التي تختار ارتداء غطاء رأس أو حجاب مثلما لا ينبغي عزل المصابات بمرض السرطان اللائي يرتدين غطاء رأس لأنهن فقدن شعرهن جراء العلاج الكيميائي". وأضافت "نريد إخراج الحجاب من الجدل السياسي وتقديم امرأة عصرية، سواء أكانت مسلمة أم لا، بمظهر معاصر جديد". هذا ويتضح من الحديث مع فاطمة وإنج في هذا المتجر الواقع وسط مدينة أنتويرب البلجيكية أنهما تريدان إنجاز مهمة. فتقول إنج "أنا لا أفهم لماذا يشعرون بأنهم مهددون من مجرد حجاب. أنا شخصيا لست لصالح الحجاب أو ضده؛ الناس يجب أن تكون قادرة على الاختيار". تقف بالقرب من فاطمة وإنج أبنتهما، وهما فتاتان في سن المراهقة ترتدي واحدة منهما "حجاب" أرجواني اللون مركز بالزهور وبشريط لامع مشرق. فتقول فاطمة "ألن يكون عظيما اذا عملنا جنبا إلي جنب من أجل حل مقبول لكل من يرغبون في الحجاب ومن يرفضونه في الأماكن العامة، بدلا من استغلاله كحجة لمعارضة متطرفة؟". هناك أنواع وأشكال عديدة من غطاء الرأس، لكن ذلك الذي يغطي الشعر والرقبة هو الأكثر إثارة للجدل في بلجيكا الآن. وفي حين بدأت بعض الدول الغربية في تقييد ارتداء الملابس التي تخفي الوجه مثل النقاب أو البرقع، وحظرت ايرلندا وهولندا البرقع من الفصول المدرسية وقررت فرنسا حظر ارتداء البرقع في الأماكن العامة، فلا تزال هناك دولا أخري من غير الواضح كيف ستتعامل مع الحجاب وكيف ستخوض النقاش حول حرية الاختيار وتحرر المرأة. فتقول فاطمة لوكالة انتر بريس سيرفس "غالبا ما يفترض الناس أن الرجل المسلم يجبر المرأة على ارتداء الحجاب أو أن القرآن يفرضه، لكن هذا ليس صحيحا علي الإطلاق”. وتؤكد "قرار ارتداء الحجاب هو قرار شخصي جدا. كل امرأة يجب أن تقرر بنفسها. ابنتي (17 سنة) اختارت عدم ارتداء الحجاب وأنا أحترم ذلك تماما". تسارع إنج بمشاطرة رأي فاطمة:"هل هناك رجال يطالبون نسائهم بارتداء الحجاب؟ بالطبع. لكن هناك أيضا رجال يطلبون من الزوجة أو الصديقة أن تسرن بكعب عالي وفستان مثير؟. لعبة السلطة بين الجنسين ليست حكرا على دين بعينه أو ثقافة ما". الجدال العام جاري الآن في بلجيكا حول بضعة تساؤلات، ومنها ما إذا كان الحجاب رمزا دينيا؟ هل هو دليل على قمع المرأة في صلب مجتمع أبوي؟ هل ينبغي منعه في المدارس والمؤسسات العامة؟ هل يمكن للشركات أن تطلب من الموظفات عدم ارتداء الحجاب أثناء ساعات العمل؟ هل يجوز طردهن إذا رفضن القيام بذلك؟.