من المفيد جدا أن نوضح أن هناك فرقا بين الحجاب والنقاب فالحجاب هو غطاء الرأس للمرأة المسلمة ويمكن أن يشمل حتى النقاب الذي هو عبارة عن برقع يغطي كامل الوجه ما عدى العينين. وهذا الأخير ظهر في الخليج العربي وخاصة السعودية. ويقرنه البعض بالمذهب الوهابي الذي يعتبر اشد راديكالية وتطرفا في المذاهب والحركات الإسلامية. بصورة عامة تعبر أنواع الحجاب عن واقع اجتماعي أكثر مما هو ديني. فالمبالغة في الحجاب لا تعكس بالضرورة درجة التدين أو الالتزام الديني. إنما درجة حضور المرأة في المجتمع وهكذا يمكنك النظر إلى الحجاب جغرافيا واجتماعيا وليس دينيا. القانون الذي تم إقراره في بلجيكا هو «قانون حظر النقاب/البرقع في الأماكن العامة والدوائر الرسمية طبعا. وهو نفسه الذي يروج ومن المتوقع أن يتم إقراره في بلدان أخرى من أوربا الغربية وربما يصل حتى إلى بعض الدول العربية في المستقبل القريب في ظل وجود تيار متطرف يقترن به هذا النوع من الحجاب. الحجاب الإسلامي المعروف الذي لا يغطي الوجه إنما الرأس فقط يمكن أن يقبل في أوربا لأنه يقارب غطاء الرأس لدى الراهبات، ولكونه لا يخفي معالم الشخصية إلى حد كبير مثل البرقع أو النقاب. فهذه المجتمعات بات لديها شك وتحفظ كبير على الإسلام، وفوبيا من الرموز الدالة على التطرف وخاصة ما يقترن بالإسلام. وان البرقع يخفي معالم الشخصية وربما لا يمكنك التفريق بين رجل وامرأة، ما بالك بشخص مشتبه وآخر مطلوب للعدالة وما إلى ذلك، فضلا عن دواع الهوية الثقافية لهذه المجتمعات ومطالب الاندماج الاجتماعي الذي تنادي به وتنفق عليه الأموال، الذي من بين ما يؤمل منه هو خلق استقرار وسلم أهلي. أما عن ردود أفعال الجاليات المسلمة في الغرب، فهي غير موحدة، بل معظمها غير مكترث، طالما أنه يتعلق بالنقاب، والناس المعنية فيه قلة، نتيجة قلة النساء اللائي يرتدينه. وربما ردود الفعل من خارج أوربا اكبر منها في داخلها. لان مصادر الفتاوى والقرار وحتى التمويل لمعظم التنظيمات والحركات الإسلامية المنظمة في أوربا هو من خارجها. هناك مخاوف من قبل بعض الفاعلين وأفراد الجاليات المسلمة في أوربا من أن يكون قانون منع النقاب تمهيد لمنع الحجاب. من وجهة نظر شخصية أرى إن حصل قانون مماثل لحظر الحجاب عامة في أوربا فسيكون مقتصرا جدا على أماكن خاصة محددة مثل الدوائر الرسمية والمؤسسات التعليمية حصرا ولا يمكن أن يشمل الأماكن العامة، لان ردود الأفعال ستكون كبيرة هنا لشموليته. أضف إلى ذلك، أن قانونا مثل هذا يعني أن يشمل الرموز الدينية لكافة الأديان وهو ما يلاقي ردود أفعال اكبر واشمل وليس حصرا على المسلمين.