حذر الناشط الشيعي اللبناني محمد علي الحسيني مما وصفه ب"خطر الإرهاب الإيراني" على عدد من دول المنطقة، ومن ضمنها المغرب، مشيرا إلى أن ما وصفه ب"نظام ولاية الفقيه" المتبع في طهران هدد المغرب ب"العمل المسلح والإرهاب"، قبل أن تسارع الرباط إلى "سد الباب ووقف التمدد"، وفق تعبيره. وقال الحسني، وهو الأمين العام للمجلس الإسلاميِّ العربيِّ في لبنان، إن مشروع إيران في العالم العربي يستند إلى "الطائفية المقيتة في الأوطان"، مشيرا إلى أن "المغرب قطع علاقاته في السابق مع إيران؛ لأن نظام ولاية الفقيه أراد تغيير ديمغرافيته ونشر الدعوة ثم العمل المسلح والإرهاب"، مضيفا: "سارعت المملكة المغربية لسد الباب ووقف التمدد فانقطعت العلاقات، وتبعتها في ذلك السودان والسعودية وباقي الدول". العالم الشيعي المعروف بمناهضته للسياسة الإيرانية، والذي كانت يتحدث في لقاء في بلجيكا، توقف أيضا عند المغرب بالإشارة إلى اعتقال السلطات المغربية للناشط الشيعي عبدو الشكراني، وهو رئيس جمعية "رساليون تقدميون"، الممنوعة من الترخيص، مضيفا أن أنشطته كانت ثقافية في البداية، "ثم بدأ يتواصل مع نظام إيران لإيجاد خلايا ومجموعة تبث الفرقة داخل أبناء المغرب من أجل تجنيدهم وإرسالهم إلى الدول الأوروبية". وقال المتحدث ذاته إن إيران تعمل على "تجنيد" عدد من المغاربة في بلجيكا من "الذين اتبعوا التشيع الصفوي وولاية الفقيه"، مضيفا: "طهران فتحت لهم المساجد في بلجيكا، وهنا الخطورة، إذ يبدؤون من هناك في التصعيد الأمني والسياسي"، ومبررا هذا التوجه بكون إيران "كانت تسعى منذ ثمانينيات القرن الماضي إلى إيجاد منفذ وثغرة في الدول الأوروبية". واعتبر محمد علي الحسني أن المنطق الإيراني في أوروبا تغير اليوم وبات ينفذه من وصفهم بأنهم "يتبعون ولاية الفقيه"، على أن هذا التوجه يمثل وفقه "خطرا داهما على أمن واستقرار أوروبا"، مشددا على أن إيران "ترفض منطق الدولة المدنية والمواطنة"، وشارحا كيف أن "المسلم الشيعي في المغرب وتونس والجزائر وباقي البلدان ينبغي له ألا يتبع وطنه بل الولي الفقيه؛ فتنمحي بذلك الجغرافيا والأوطان"، حسب تعبيره. إلى ذلك، أورد الحسني أن الإرهاب الذي يهدد أمن واستقرار الدول العربية، والذي قال إنه أكبر من إرهاب "داعش"، يتمثل في إرهاب "نظام ولاية الفقيه في إيران"، مضيفا أن خطرها "أكبر من "داعش"، لأنها دولة لها إمكانات ومشروع خطير على مستوى العالم وليس فقط في العالم العربي"، وموردا أن خطر "داعش" و"إيران" يمثل ما وصفه ب"الأشرار الحقيقيين في العالم"، على أنهم "ضد الإنسانية ويتبعون الدكتاتورية الدينية". وبالموازاة مع ذلك، تناقل نشطاء شيعة مغاربيون حملة دولية أطلقتها منظمة "شيعة رايتس ووتش"، التي يوجد مقرها بالعاصمة الأمريكيةواشنطن، تدعو أصحاب المذهب الشيعي ومعهم نشطاء حقوق الإنسان لاعتبار يوم 12 من شهر يونيو الجاري "يوماً عالميا خاصا بالمسلمين الشيعة"، وخصصت لذلك هاشتاغ #612shiaDay، مشيرة إلى أن التحرك يأتي "إحياء للمظلومية التي يتعرض لها أتباع المذهب الشيعي في الكثير من المجتمعات والدول حول العالم".