على الرغم من تاكيد سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الرباط محمد تقي مؤيد الخميس الماضي في لقاء صحفي عزم بلاده إيران على إعطاء دفعة جديدة للتعاون مع المملكة المغربية في العديد من المجالات و إطلاقه العديد من عبارات التودد في حق المغرب حكومة و شعبا ، إلا ان النوايا الحقيقية لنظام طهران تجاه المملكة و منطقة المغرب العربي ، لم يتم الخوض فيها في اللقاء المغلق الذي استدعت له سفارة طهران منابر إعلامية منتقاة بعناية. وقبل أيام فقط أقر وزير الشؤون الدينية الجزائري بوجود نشاط شيعي في الجزائر في إطار ما نعته بحرب باردة بين الشيعة و السنة تحول التراب الجزائري لمسرح لها . ونسبت الصحف الجزائرية للوزير الجزائري تأكيده وجود إرادة أجنبية تريد التشويش على الجزائر، من خلال سعيها إلى نشر فكرة الطائفية وتقوية حركات التشيّع، خاصة على مستوى الولايات الحدودية الشرقية والغربية للجزائر، و هو ما يعتبر اعترافا رسميا جزائريا على تهديد النشاط الشيعي الذي حصن طيلة سنوات طويلة مواقعه بالجزائر للحدود المشتركة مع المغرب ، التي أكدت في أكثر من مناسبة عدد من التقارير الاستخباراتية والاعلامية و حتى الأكاديمية أنها تحولت الى قاعدة لتصدير الفكر الشيعي للمملكة ، بنفس القدر الذي تسرب به الارهاب و المخدرات الفتاكة الى تراب المملكة . وتتزامن تحذيرات الوزير الجزائري من خطر التشيع المتنامي بالمنطقة مع اتهام رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق وزعيم تيار المستقبل في لبنان سعد الحريري قبل أيام إيران بإحداث الفتنة في دول عربية من بينها الجزائر. وكانت الحكومة الجزائرية قد تفاجأت أخيرا بصدور دعوة عن السلطات العراقية المقربة من نظام طهران للجزائريين للتوجه جماعات الى بلاد الرافدين لأداء ما يعرف بالحج الشيعي . وقال الحريري في طرابلس شمال لبنان، إن «إيران تمول حزب الله في لبنان، و (الحشد الشعبي) في العراق، فضلا عن (الحوثيين) في اليمن، والمعارضة في البحرين، كما تمول قتل الأبرياء في سورية، و عمليات التفجير في الكويت، والفوضى في القطيف، وتؤطر ماديا وفكريا مجموعات مذهبية في السودان، ومصر،والجزائر. ومن المنتظر أن تشهد العلاقات الثنائية بين الجزائر و نظام طهران هزة عنيفة بعد أشهر من الوئام و التودد والتطبيع السريع لمواجهة حلف السعودية الذي يضم المغرب. وتفطنت السلطات الجزائرية متأخرة لمقلب وأهداف نظام طهران مباشرة بعد أن بادرت سفارة العراق في العاصمة الجزائرية قبل أسبوعين الى نشر إعلان، تدعو فيه الجزائريين إلى التوافد على مزارات شيعية في النجف وكربلاء واعدة بمنح «تسهيلات استثنائية» للراغبين في زيارة تلك الأماكن لتتحرك السفارة الإيرانية في نفس الاتجاه، أي السعي إلى تشييع الجزائريين وتفصح عن رغبتها في فتح مراكز ثقافية إيرانية في المدن الجزائرية الكبرى لاستقبال مثقفيها ومفكريها وفنانيها وتحويلهم الى أداة طيعة لنشر المذهب الشيعي بدول الجار وخاصة بالمملكة التي ظلت لعقود عصية على أخطر المخططات الايرانية لتقوية شوكة الخلايا الشيعية خاصة بشمال ووسط المغرب.. وتأخذ السلطات المغربية على محمل الجد التهديد الشيعي المتسرب أساسا من شرق المملكة وشمالها ولذلك رفضت السماح لنشطاء شيعة بتأسيس جمعية ‹›رساليون تقدميون››، بعد تفطنها لكون الخطوة تندرج ضمن مسعى مدروس بغاية اندماج هادئ وسلس وغير مكلف في تربة النسيج الاجتماعي والسياسي المغربي. ومع استمرار الأزمة السورية وتعقيداتها الميدانية والسياسية، ودعم طهران وحزب الله المتواصل لنظام بشار الأسد، تحوّل معظم الشيعة العرب إلى رقمٍ مرعبٍ في معادلة الاستقطاب المذهبي والطائفي في منطقة الشرق الأوسط و شمال افريقيا لا يقل خطورة و حساسية عن التهديد الداعشي. وكان الدكتور محمد علي الحسيني وهو رجل دين شيعي والأمين العام للمجلس الإسلامي العربي بلبنان قد حضر قبل أسابيع قليلة من خطر الارهاب الصفوي الايراني على دول المنطقة العربية عموما ودول شمال افريقيا على وجه الخصوص . وأكد الحسيني في كلمة له انه بعد اعتقال السلطات المغربية للناشط الصفوي عبدو الشكراني ،عمدت ايران الى العمل على تجنيد عدد من المغاربة في بلجيكا من "الذين اتبعوا التشيع الصفوي وولاية الفقيه"، ووضعت رهن اشارتهم عددا من المساجد في بلجيكا، من أجل تجنيدهم ضد أمن واستقرار بلادهم