استقبل وزير الخارجية صلاح الدين مزوار السفير الإيراني الجديد بعد سنوات من القطيعة بين البلدين. وهي القطيعة التي كان موقف المغرب مما يحدث في دولة البحرين، سببا مباشرا فيها. اليوم، يبدو أن البلدين تركا خلف ظهرهما خلافات الماضي للتطلع إلى المستقبل. لكن لا بد أن نستحضر عمق الخلاف بين المغرب السني وإيران الشيعية لنفهم خلفياته التي كانت قد تفجرت أساسا بين الحسن الثاني والزعيم الإيراني آية الله الخميني. حينما انتخبت إيران رئيسها الجديد، الذي تصفه التقارير على أنه معتدل مقارنة مع سلفه أحمدي نجاد، الذي ظل يوصف بالمتشدد، والذي اضطر المغرب إلى قطع علاقته الديبلوماسية مع إيران بسبب مواقفه، بدأ الحديث عن إمكانية عودة الدفء للعلاقات المغربية الإيرانية توجت بتبادل السفراء بين البلدين، على الرغم من أن الخلاف ظل جوهريا بين المغرب السني وإيران الشيعية،. وهو الخلاف الذي يستمد جذوره من عهد الحسن الثاني وآية الله الخميني. لقد ظلت إيران تتحين كل فرصة لترد للمغرب الصاع صاعين. إنها تدرك أن الفوارق الدينية بين مغرب سني، وإيران الأكثر تشددا في مذهبها الشيعي، هي مجرد صيغة من صيغ الخلاف السياسي. ولأن لهذا الصراع والخلاف المذهبي تاريخ طويل، انطلق منذ جاءت ثورة الخميني التي أسقطت نظام شاه إيران، الذي كان من المقربين من الملك الراحل، فإنه يتجدد كلما حركته رياح السياسة هنا وهناك. الخميني الزنديق يتذكر المغاربة حينما وصف الحسن الثاني في إحدى خطبه ساكنة الشمال ب»الأوباش» أواسط الثمانينيات، يوم اندلعت الأحداث الاجتماعية التي هزت المغرب، حيث سيعرج في نفس الخطبة على آية الله الخميني، زعيم الثورة الإيرانية التي أسقطت الشاه، ليصفه بالزنديق الذي حرف مبادئ الإسلام. لم يكن الخلاف بين ملك المغرب والزعيم الإيراني دينيا محضا، ولكنه كان بخلفية سياسية أيضا، لم يكن المغاربة يخفونها بعد أن انتشر المد الشيعي في البلاد بكل تلاوينه، لعل آخر فصول هذا المد هو يوم اعتقال رجل ادعى أنه المهدي المنتظر، يبدو أنه أغضب شيعة الخميني الذين يعتقدون بوجود هذا المهدي المنتظر، الذي سيخلص البشرية من الظلم الذي هي فيه. كان الرد الإيراني سريعا، حيث سيتحدث المرشد الأعلى للجمهورية آية الله علي خامنئي، من خلال القناة العمومية، عن الملك محمد السادس، وعن لحيته التي اعتبرها «عيبا» و»سبة» في وجه الرسول «ص»، مضيفا أن اللحية الإسلامية يجب أن يصل طولها إلى 13 سنتمترا. ودعا في هجومه المثير للجدل إلى ضرورة «إحراق العلم المغربي في الساحات العمومية ورجم صورة الملك بالأحذية». ظلت بين مملكة الحسن الثاني وجمهورية الخميني الكثير من نقط الخلاف، على الرغم من أن كلا الطرفين يعتبر نفسه ممثلا للإسلام بالنظر إلى أن سلالة العلويين تنحدر من آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولذلك ظلت دساتير البلاد تؤكد على أن الملك هو أمير المؤمنين. في حين يعتبر أتباع الخميني في إيران وغيرها من البلاد التي تعتنق الشيعة مذهبا، أنهم أولى بهذه التمثيلية الإسلامية، لذلك كثيرا ما اختلط الدين بالسياسة كلما تواجه الطرفان. لقد ظل الحسن الثاني يعتبر نفسه ممثلا للإسلام، والمخاطب الرسمي له لدى الغرب، خاصة بعد تغيير الدستور المغربي في 1962، حيث أصبح معه الملك، بحكم الفصل التاسع عشر، «أميرا للمؤمنين»، ما أعطاه شرعية دينية دون سواه من الحكام العرب آنذاك. فجعفر النميري في السودان لن يلقب بأمير المسلمين إلا في منتصف الثمانينيات، وزعيم طالبان الملا عمر سيلقب باللقب نفسه سنة 1996. لذلك شعر الحسن الثاني بمنافس فعلي جديد له هو الخميني، باعتباره مرشد الثورة الإسلامية. ومما زكى هذا التنافس، هو أن الخميني الشيعي يعتبر نفسه مدافعا عن آل البيت، وأن الحسن الثاني يقر بانتسابه إلى آل البيت، لكن الأول يتحدث باسم الشيعة والثاني باسم السنة. ومن تم، فالصراع كان بين ولاية الفقيه ممثلة في «الخميني» وبين إمارة المؤمنين ممثلة في «الحسن الثاني». الإيرانيون أحبوا الحسن الثاني يحكي عبد الهادي التازي، أول سفير للمغرب على عهد الثورة الإسلامية للخميني، كيف أن الإيرانيين كانوا يكنون حبا خاصا للحسن الثاني، لأنه من آل بيت رسول الله «ص». ويضيف أنه لما زار الملك الراحل إيران خلال حكم الإمبراطور الشاه، ظل يتجول بسيارة مكشوفة. وأخبره الإمبراطور «أن الإيرانيين كانوا يحترمون الحسن الثاني بسبب نسبه». زد على ذلك أن الحسن الثاني كان صديقا للشاه، حيث ظلت علاقة النظام الإمبراطوري الإيراني جد وطيدة بالنظام الملكي المغربي. فكلاهما كان حليفا للعالم الرأسمالي، خاصة أمريكا، ولهما موقف معتدل، إلى حد ما من إسرائيل. فإيران كانت لها علاقة دبلوماسية مع إسرائيل على عهد الشاه، والمغرب عبر عن مواقف معتدلة منها. لذلك ستترك الثورة الإيرانية، التي أسقطت النظام الإمبراطوري سنة 1979، أثرا كبيرا على نفسية الحسن الثاني، على الرغم من أنه أعلن في كتاب «ذاكرة ملك» أن «الشاه، رغم كونه صديقه، فقد ارتكب خطيئة التكبر، وأنه بدأ ينحرف». كما تحدث عن «تربيته خارج إطار الحضارة الإسلامية، في مدرسة سويسرية». ثم أضاف «ما أنقذني أنا، هو أنني قضيت، بسبب ظروف الحرب، سنوات شبابي هنا في المغرب، وإلا ربما كنت سأصبح نصف غريب عن بلدي». وأضاف أن من أخطاء الشاه «تعيينه للشاهبانو، وهي زوجته فرح ديبة، وصية على العرش». كما تحدث عن «استفزازات دينية» أقدم عليها الشاه كإظهار «الإمبراطورة فرح في مسجد أصفهان وهي ترتدي تنورة تكشف ساقيها». لكن حينما جاءت ثورة الخميني، ومعها هذا المذهب الشيعي الذي تعتقد فيه، وترى أن الدول الإسلامية يجب أن تعتمده طريقا لها، تغيرت الصورة. لقد بدأت محاولات النظام الإيراني في نشر المذهب الشيعي في الدول الإسلامية، وخاصة في دول شبيهة بالمغرب. وبدأت علاقة رجل إيران القوي الخميني تسوء مع ملك المغرب باعتباره أميرا للمؤمنين وأكبر المدافعين عن المذهب المالكي السني. ويتحدث الباحثون على أن محاولات الإيرانيين نشر المد الشيعي بالمغرب، ارتبطت بمجموعة من المعطيات التاريخية. فالخطاب الشيعي ظل يحاول أن يضع له موطئ قدم بالاعتماد على التاريخ. الأدارسة شيعيون ظلت إيران تعتقد أن الدولة الإدريسية كانت شيعية. فبالإضافة إلى انتشار هذه المذهب الشيعي على عهد المولى إدريس الأول والثاني، فقد كان هذا المذهب منتشرا في مناطق غير عربية، في إشارة إلى الفرس، وهو الدليل على أن له كل حظوظ الانتشار في دولة أمازيغية كالمغرب. كما أن «الخطاب الشيعي يعتبر المغرب بلدا شيعيا بالتاريخ وسنيا بالجغرافيا». كما يتصور فقهاء الشيعة الذين يحركون الخيوط. زد على ذلك اعتقادهم أن ثقافة الإسلام الشعبي في المغرب شيعية وليست سنية، مستشهدين ببعض احتفالات المغاربة بأعياد شيعية كعاشوراء. ويذهب عبد اللطيف السعداني، وهو مغربي تابع دراسته في إيران إلى أبعد من ذلك، حيث ألف كتابا عن «حركات التشيع في المغرب» يخلص فيه إلى أن استهداف المد الشيعي للمغرب سابق عن الثورة الإيرانية بقرابة خمسة عشرة سنة. سياسيا، كان الخلاف على أشده بين الملك الراحل وزعيم الثورة الإيرانية. ففي 1986 سيصدر فقهاء إيران فتوى ضد المغرب، وضد الحسن الثاني قالوا فيها إنه يجب أن تقطع يده التي صافح بها «شيمون بيريز»، المسؤول الإسرائيلي الذي استقبله الملك الراحل لمناقشة آفاق عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط. وستزداد علاقة الحسن الثاني بالخيميني سوءا مع رغبة كل واحد منهما في الحديث عن الإسلام كما يتصوره. فكلاهما يستمد الشرعية من الدين، رغم اختلاف المذهب. فالخميني أقام الثورة ضد نظام الشاه، وهو نظام كانت تربطه علاقة صداقة قوية بنظام الحسن الثاني. لذلك سيربط الملك الراحل الإرهاب بالثورة الإيرانية. غير أن العداوة ستزداد حينما تم ضبط متعاطفين مع الخميني يوزعون مناشير في 1984، تسب الملك الراحل الحسن الثاني، وتصفه بالسفاك. وهو الموقف الذي دفع بالملك الراحل للرد في خطابه الشهير ل22 يناير 1984 حيث استعمل فيه وصف «الأوباش». في فبراير من نفس سنة 1984، سيرفع الحسن الثاني من حدة غضبه حينما قال لصحيفة «لوفيغارو» الفرنسية في استجواب مطول قولته الشهيرة: «إذا كان الخميني مسلما فأنا لا أدين بالإسلام». وهو النعت الذي أضيف لما سبق أن قاله الملك الراحل حينما وصف الخميني ب»المنحرف المارق، لأنه ظل يهدف إلى الحكم بسلطة دينية، هي ما يسميه علماء الدين بولاية الفقيه، التي لم يعرفها الإسلام أبدا». وهذا هو الرأي الذي تسبب في قطع العلاقات الدبلوماسية المغربية الإيرانية سنة 1979. في سنة 1980 سيدلى آية الله الخميني بتصريحات أثارت غضبا واسعا في العالم العربي والإسلامي، إذ قال في كلمة ألقاها أمام جماعة من مؤيديه «إن الأنبياء جميعا جاؤوا من أجل إرساء قواعد العدالة في العالم، لكنهم لم ينجحوا، وحتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، خاتم الأنبياء الذي جاء لإصلاح البشرية وتنفيذ العدالة لم ينجح في ذلك، وإن الشخص الذي سينجح في ذلك ويرسي قواعد العدالة في جميع أنحاء العالم ويقوم الانحرافات هو الإمام المهدي المنتظر». كان لا بد أن تفجر تلك التصريحات الكثير من الغضب في عموم الدول العربية والإسلامية، حيث أصدرت المجاميع العلمية والهيئات الشرعية في العالم الإسلامي فتاوى تكفر الخميني صراحة، وتدعوه إلى التوبة. وكان أول من بادر إلى تكفير الخميني هو مفتي العربية السعودية عبد العزيز بن باز، فتبعه علماء الدول الإسلامية. علماء المغرب يردون على الخميني سيجد الحسن الثاني الفرصة الذهبية للرد على خصمه السياسي والديني، وسيتولى علماء المغرب مهمة الرد والتكفير. وعلى صفحات مجلة «دعوة الحق» لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ستقول رابطة علماء المغرب، وقد كان يرأسها عبد الله كنون، وقتها، الفتوى التي جاء فيها: «والجديد في الأمر هو أن الخميني تجاوز بهذه الادعاءات الفاسدة كل ما كان معروفا عن الشيعة، وتطاول حتى على مقام الملائكة والأنبياء والمرسلين، حيث جعل مكانة المهدي المنتظر في نظره فوق مكانة الجميع، وزعم أن لا ملاك مقربا ولا نبي مرسلا أفضل منه. والأخطر من ذلك هو ما زعمه الخميني من أن خلافة المهدي المنتظر خلافة تكوينية تخضع لها ذرات الكون، ومقتضى ذلك أن الخميني يعتبر المهدي المنتظر شريكا للخالق عز وجل في الربوبية والتكوين. وهذا كلام مناقض لعقيدة التوحيد يستنكره كل مسلم، ولا يقبله أي مذهب من المذاهب الإسلامية، ولا يبرئ من الشرك والكفر إلا التوبة والرجوع عنه صراحة، والتبرؤ منه، وصدور بيان بذلك، ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حيي عن بينة». نزل البيان بردا وسلاما على الحسن الثاني، الذي اعتبر أن هذا المد الشيعي القادم من الشرق، سيكون وبالا على مملكته، خصوصا أنه رأى كيف أن ثورة الخميني غيرت الكثير من ملامح الشرق الأوسط. لقد ظلت الأنظمة في العالم العربي الإسلامي متخوفة من وصول الإسلاميين إلى الحكم عبر الاقتداء بالثورة الإيرانية. فقبل ذلك، كان الإسلاميون قوة ضغط يكتفون فقط بالنصيحة للحكام، لكن بعدها أصبحوا يعتقدون أنهم سلطة بديلة لسلطة الدولة القائمة، لذلك، كان عداء الحكام، ومنهم الحسن الثاني، للثورة وعدم استساغتهم لتخلي الغرب عما كان يلقب ب»دركي الغرب في المنطقة»، خصوصا أن نجاح الثورة الإيرانية جعلت الخميني يعمل على تصديرها، وهو ما شكل تهديدا حقيقيا لأنظمة، مثل النظام الملكي بالمغرب، لأن الخميني وأتباعه رؤوا في الإطاحة بالشاه «تعبيرا عن مناهضة لأنظمة استبدادية غير شرعية». وفي كتابه «خواطر الصباح»، يعلق المفكر عبد الله العروي على ثورة الخميني بقوله: «إن الظاهرة المهمة في أحداث إيران هي تفنيد كل ما روج منذ عقود عن استحالة الثورات السياسية، وعلى النمط الكلاسيكي، في إطار التقنيات الحديثة. قيل إن ثورة على النمط الفرنسي لم تعد ممكنة بعد فتح الشوارع الحديثة واختراع المدرعات والطائرات والأجهزة اللاسلكية، فجاءت الثورة الروسية وكذبت تلك الادعاءات. وقيل إن الإلكترونيات وما واكبها من وسائل الاستطلاع تمنع أن تتجدد ثورة على النمط الروسي، وها الثورة الإيرانية تكذب مرة أخرى كلام الاختصاصيين. هذه الثورة التي بدأت سنة 1906 تنتهي سنة 1979 رغم كل التطورات الاجتماعية والاقتصادية والعسكرية»، ليخلص إلى أن «السياسة تقهر الاقتصاد». إنه التحليل الذي ظل يخيف الملك الراحل الحسن الثاني، مخافة أن يستهدف الإسلاميون نظامه فيثورون عليه، خاصة أن الظرفية العامة نهاية السبعينيات كانت تؤشر على إمكانية وقوع اضطرابات اجتماعية، وهو ما حدث في مصر، وإن حاول المغرب تفادي الأزمة، لكنه أجل انفجارها إلى 20 يونيو 1981. علاقة مد وجزر ظلت العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإيران على عهد دولة الملات متذبذبة بل ومتوترة. لقد انقطعت في 1979، وعادت لبعض الدفء في 1991، قبل أن تنقطع اليوم في 2009، على الرغم من أن المغرب حاول، قبل الثورة، التدخل لصالح أتباع الخميني، استجابة لطلب صديق الملك الشاهنشاه «ملك الملوك الإيراني»، الذي طلب منه، حسب عبد الهادي بوطالب المستشار الملكي في مذكراته، القيام ب»الوساطة بينه وبين الخميني وقيادة الثورة». وقد أرسل الملك لهذه الغاية بوطالب، مستشاره آنذاك، مبعوثا خاصا له إلى الخميني الذي كان موجودا بالعراق. ويحكي عبد الهادي بوطالب أن المهمة كانت سرية، وأنه توجه إلى الرئيس العراقي حسن البكر لتسهيل لقائه بالخميني. لكن اللقاء لم يتم لأن الرئيس العراقي أخبره أن «لا فائدة في الاتصال بالسيد الخميني لأنه سيغادر العراق بطلب منا. وسيذهب عما قريب إلى حيث يشاء. وأنه لم يبق على موعد مغادرته سوى أيام معدودات». ولم يتمكن مبعوث الملك من لقاء الخميني. كما بعث الملك الراحل الحسن الثاني مبعوثا آخر، يتعلق الأمر بالوزير الأول الأسبق مولاي أحمد العراقي، الذي اختاره الملك الراحل لأنه من آل البيت كذلك، فهو عراقي حسيني، له حظوة كبيرة عند الشيعة. لكن اللقاء لم يسفر عن شيء يذكر، لتفشل وساطة الحسن الثاني بين آية الله الخميني، المنفي آنذاك في العراق، وبين الشاه، إمبراطور إيران وقتها، وهو الفشل الذي يبدو أنه انعكس سلبا على علاقة البلدين بعد الثورة الخمينية. وسيزيد أول سفير مغربي لدى الدولة الإسلامية الجديدة في إيران عبد الهادي التازي في رسم صورة أخرى عن علاقات الود التي كانت سائدة بين البلدين، حيث حكى كيف أنه في أول رمضان من سنة 1979 وجه دعوة إلى رئيس الوزراء الإيراني آنذاك «مهدي بازركان» لحضور حفل إفطار بمقر إقامته بطهران، فلبى المسؤول الإيراني ووزراؤه في الحكومة الدعوة، تلبية لا يمكن أن تتم دون ضوء أخضر من مرشد الثورة آية الله الخميني. ويتذكر التازي أن ذلك الإفطار كان حدثا إعلاميا، إذ تحدثت عنه وسائل الإعلام، وحاول سفراء مسلمون أن يفعلوا الأمر نفسه لكن رئيس الحكومة الإيراني آنذاك قال في خطاب بالمناسبة «إن هذا الإفطار المغربي ينوب عن كل دعوات الدبلوماسيين المسلمين». لقد عاد رجال الدين في إيران ليفتحوا جبهة جديدة مع المغرب وملك المغرب على عهد الرئيس السابق أحمدي نجاد، بعد كل تلك المعارك التي خاضوها مع الراحل الحسن الثاني، قبل أن تهدأ الأمور اليوم. ويبدو أن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي، لم يجد من مشجب يعلق عليه خرجته المثيرة، بعيدا عمن يمثل الإسلام الحقيقي، ومن ينتمي لآل البيت، غير الحديث عن لحية محمد السادس التي يجب أن يصل طولها لثلاثة عشر سنتمترا. أما اليوم فقد عاد الدفء مجددا بين البلدين حينما قدم السفير الإيراني محمد تقي مؤيد، أوراق اعتماده لوزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار، بعد قطيعة امتدت منذ مارس من سنة 2009.