الجزء الثاني 1. تشويشات الثورة الخمينية على العالم الاسلامي لقد عرف منظرو الثورة الإيرانية، منذ انطلاقتها الأولى، كيف يروجوا لأفكارهم وطروحاتهم السياسية والدينية في طول العالم الإسلامي وعرضه، وقد نجحوا في ذلك أيما نجاح، وكسبوا جراء ذلك مواقع جد متقدمة في مناطق جغرافية كانت تعد إلى وقت قريب مناطق سنية منذ مئات السنين. كل ذلك كان في غفلة من المسلمين عامة، وعلمائهم خاصة وذلك نتيجة أمرين أساسين: أولهما: وهو مرتبط بتوق المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها إلى قيام حكومة إسلامية ولم لا، عودة الخلافة الإسلامية ليستظل المسلمين بظلها، بعد مضي أزيد من نصف قرن على سقوطها، وتفرق دول المسلمين ومجتمعاتهم شر تفرقة، وتلقفتهم دعوات النعرات القومية، وسوق الأفكار الإلحادية من شيوعية و علمانية و مادية الحادية. ثانيهما: عدم اطلاع الكثير من علماء المسلمين ودعاتهم، ناهيك عن مثقفيهم وعوامهم، في العصر الحديث على حقيقة فرقة الشيعة الاثناعشرية، وقد أعلن الخيمني تبنيه لمعتقد وافكار هذه الفرقة في أبرز كتبه، كتاب الحكومة الإسلامية، أو ولاية الفقيه، و كتاب كشف الأسرار، الأمر الذي نتج عن عدم الاطلاع هذا غفلة رهيبة عن حقيقة وأهداف الثورة الخمينية التي رفع لها صاحبها المدعو: آية الله الخميني، أو روح الله الخميني، كما يحب أن يناديه أتباعه ومناصريه، شعار الثورة الإسلامية. يقول الشيخ منظور نعماني رحمه الله ، وهو كبير علماء الهند في زمانه، وكان قد كتب هذا الكلام في أواسط الثمانينيات من القرن الماضي بعد سنوات قليلة على الثورة الخمينية، في مقدمة كتابه: الثورة الإيرانية في ميزان الإسلام، ص 31: ( كانت نتيجة هذه الغفلة العامة، ولا نقول الجهل، أنه حين ظهرت الثورة الإيرانية بقيادة روح الله الخميني، وأسماها بالثورة الإسلامية، وبدأ يدعو مسلمي العالم أجمع بأن يعضدوه ويساعدوه بعد أن رفع هذا الشعار في العالم كله، وبعد أن استخدم جميع السبل والوسائل للدعاية لهذه الثورة، ورغم أننا نعرف أن الإمام الخميني ليس شيعيا فقط بل يمثل أعلى منصب قيادي شيعي أطلق عليه آية الله، رغم كل هذا، فقد وجد قبولا ورواجا لدى بعض الدوائر الإسلامية التي تحمل اتجاهات خاصة في الهند وباكستان وفي بعض الدول الأخرى أيضا. وجد قبولا ورواجا يفهم منه أن هؤلاء السادة قد وجدوا في تلك الثورة التي اندلعت في إيران نموذجا للحكم الإسلامي المثالي الذي وجد في العهد النبوي وفي عهد الخلافة الرشيدة، واعتقدوا أن ما يطبق في إيران هو ذلك النوع من الحكم الذي وجد في أيام النبي والخلفاء، وذلك بقيادة ولي الأمر، أمير المؤمنين الإمام الخميني. انتهى وقد ضمت تلك الدوائر التي تحدث عنها الشيخ منظور نعماني للأسف قطاعات كبيرة من أهل السنة، وبصفة خاصة الكثير من قيادات الحركة الإسلامية، والجماعات الإسلامية في مختلف البلدان العربية والإسلامية، في أواسط الثمانينيات من القرن الماضي، حتى أن بعضهم ذهب لإيران لأخذ البيعة للخميني، فما لبث أن عاد العقلاء منهم بخيبة أمل كبيرة جراء ما عرف من حقائق على أرض الواقع، وبقي البعض منهم في جهله بحقيقة الثورة الخمينية، وأعمى بريقها الخداع بصره، بل وقد سقطوا في براثنها وحثوا الكثير من أتباعهم على الترويج لأفكار الخميني وطروحاته، ومنهم نبتت نابتة المتشيعين في الأوساط السنية الصرفة. وما أصاب هؤلاء الناس كان أمرا طبيعا، كما قال الشيخ نعماني في مقدمة كتابه، يتماشى مع قانون الفطرة: حبك للشيء يعمي ويصم، فهؤلاء الناس يتلهفون إلى إقامة حكم إسلامي، ويشتاقون إليه شوقا عارما. لقد وظف أساطين الثورة الخمينية أجهزة الدعاية الحديثة بامتياز كبير، واستغلوها أيما استغلال للترويج لأفكارهم وتصدير ثورتهم إلى ربوع العالم السني، حتى لم يبق سهل ولا جبل، بر ولا بحر إلا ووصلته منشورات وكتيبات ومجلات جهاز الدعاية الإيراني، وفي هذا الصدد يقول الشيخ منظور نعماني رحمه الله: ( فقد أصبحت الدعاية الإعلامية في زماننا قوة مؤثرة لا حد لها، إذ أن لها القدرة على إلباس الباطل ثوب الحق، وجعل الخرافة حقيقة. ومن الأمثلة الحية الماثلة أمام أعيننا الآن، تلك الدعاية التي تقوم بها سفارات الحكومة الإيرانية الحالية وعملاؤها، عن شخصية الإمام روح الله الخميني [ أنا أعلم أن الشيخ منظور نعماني يقول هذا تجوزا بحسب ما هو رائج بين اتباع الخميني، وقد صرح بذلك في هامش مقدمة كتابه المذكورآنفا، قلت: متى نفخ الله في الخميني من روحه حتى يلقب بهذا اللقب والعياذ بالله ؟] وثورته الإيرانية، وإلباسها ثوبا إسلاميا خالصا. وانطلاقا من هذا كانت تلك الدعاية التي تجري بعنوان الوحدة الإسلامية والدعوة إلى تحالف الشيعة والسنة واتحادهما، ولتحقيق هذا الهدف عقد مؤتمر بعد آخر، ودعا إلى تلك المؤتمرات ممثلون من جميع أنحاء العالم، ممن ترجى منهم الفائدة لتحقيق هذا الهدف، ومن لهم القدرة على التأثير. وهذا بالإضافة إلى تدفق طوفان عارم من الكتب والكتيبات والمنشورات والمجلات والجرائد بلغات البلاد المختلفة. وأشهد، يقول الشيخ منظور نعماني، بأنني لم أر منذ أن أدركت الحياة طوال سبعين سنة خلت من عمري دعاية متفننة مؤثرة تتم على نطاق واسع لحكومة ما أو حزب سياسي ما مثل ما تقوم به حكومة إيران الحالية. تلك التي تنفق، وفي وقت الحرب، بلا حساب على الأسلحة والمعدات الحربية الأخرى، وكأن خزانة الحكومة قد فتحت على مصراعيها للإنفاق. وهكذا أجرت حكومة إيران الحالية ثروة البلاد كالماء على هذه الدعاية، ففي هذا الشهر، مارس 1984، قدم واحد من ريف منطقة ، مرداد آباد، إلى مدينة، لكنهؤ، لقضاء بعض مصالحه بها، والتقيت به، فأخبرني أن منشورات الثورة الإيرانية وكتيباتها الدعائية قد وصلت إلى كل قرية من قرى المنطقة. وهذه المنشورات والكتيبات والكتب التي تنهمر كالمطر يتأثر بها، ولا شك، طبيعيا وفطريا كل إنسان يصبو إلى رفعة الإسلام، ويتوق إلى حكومة إسلامية، وخاصة إذا كان لا يدري شيئا عن الشيعة، او عن تاريخ الشيعة، أو عن الإمام روح الله الخميني وعن الأسس الفكرية والدينية لثورته، وهي الأسس التي أوضحها بجلاء الإمام الخميني في مؤلفاته، وبخاصة في كتاب: ولاية الفقيه أو الحكومة الإسلامية، ويعد هذا الكتاب، إن لم يكن فعلا، الأساس للثورة، ويمكن للمطلع على المذهب الشيعي أن يفهم فهما صحيحا محتوى الكتاب المذكور). انتهى 2. الثورة الخمينية وعقائد الشيعة الاثناعشرية المنحرفة، قطيعة أم استمرارية؟؟ كما قلت في الحلقة السابقة، كان بإمكان العالم السني أن يتلقف بالأحضان الثورة الإيرانية الخمينية ويتبناها دون أدنى شك أو مواربة، لو كانت فعلا تلك الثورة قامت على نصرة الإسلام المسلمين وربط الحاضر الإسلامي المتعثر بالماضي الإسلامي المجيد، خاصة ذلك الماضي الذي يعد فيه عصر الحكومة النبوية على صاحبها أزكى الصلاة و وأفضل التسليم، و عصر حكومة الخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم، أبهى عصور البشرية على الإطلاق وأنعمها بنعمة العدل الإلهي، دون أن يلتفت زعماء تلك الثورة، وعلى رأسهم الخميني، إلى نبش تراث فرقة الشيعة الإثناعشرية وإحيائه من جديد، بل وتبنيه، والدعوة إليه عبر إعادة نشر كتبه ومؤلفاته وبثها ونشرها بين المسلمين. وفي هذا الإطار يقول الشيخ أبي الحسن علي الندوي رحمه الله: ( كان المرجو من آية الله الخميني أن يعلن انه لم تعد هناك ضرورة لكل هذه المعتقدات وأن علينا أن ننسى الماضي من أجل رفعة الإسلام، ومن أجل إصلاح البلاد الإسلامية، والقضاء على الفساد المتفشي في المجتمع الإسلامي... وكان المرجو منه أيضا أن يعلن أنه من الواجب الآن أن نبدأ معا رحلة جديدة، وأن ترتفع أمام أنظار العالم الصورة المزدهرة لماضي الإسلام وحاضره، وأن نعمل معا على أن نجذب بقية أمم العالم إلى الإسلام. إلا أن كتابات آية الله الخميني ورسائله التي كتبها لشرح ولتوضيح العقائد الشيعية، وبكل وضوح وعنف، جاءت على خلاف كل التوقعات والقرائن، فقد وردت، في كتابه: ( الحكومة الإسلامية) أو ( ولاية الفقيه ) تلك الأفكار ذاتها في حق الإمامة والأئمة ... تلك الأفكار التي تصل بالأئمة إلى مقام الإلوهية، وتثبيت أفضليتهم على الأنبياء والرسل والملائكة، وأن الكائنات في مرحلتها التكوينية تابعة لهم خاضعة لسيطرتهم ( الحكومة الإسلامية، ص: 52 ). وهكذا أيضا في كتابه (( كشف الإسرار )) بالفارسية؛ لا يجرح فقط صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وخاصة الخلفاء الثلاثة رضي الله عنهم، بل يتطاول عليهم بالسب والشتم بألفاظ لا تصلح إلا أن تطلق على جماعة ضالة مضللة، فاسقة فاجرة، فاسدة مفسدة ( كشف الإسرار، بالفارسية، ص: 113 / 114 ) ولقد ارتبطت قضية الإمامة والأئمة بدعوته، ولم تتخذ شكل إرشادات سرية أو شكل مناهج خاصة، بل اتخذت شكل رسائل مطبوعة ومنشورة. وما يخص الخميني في أمر الإمامة والأئمة، أي أفكاره الخاصة بالإمامة والأئمة وطعنه واتهامه للصحابة، لم يكن بالشيء المستتر الذي يخفى على الجميع فقد انتشرت كتبه بأعداد تصل إلى مئات الألوف في إيران وخارجها. وبناء عليه فقد كان متوقعا تمما ألا تلقى دعوته هذه أي قبول، وألا تنال أية استجابة، وألا يفهم على أنه زعيم الثورة الإسلامية، ومؤسس الحكومة الإسلامية، والقائد والزعيم المثالي؛ وخاصة بين دوائر أهل السنة، وهم الذين يمثلون الأكثرية المسلمة في العالم، وخاصة بعد أن أعلن اختلافه مع عقيدة الآمة الأساسية، ألا وهي عقيدة التوحيد، وبعد أن أعلن عن رأيه في مشاركة النبوة، وعي النتيجة الطبيعة لتعريف الإمامة وتحديد أوصاف الإمام، وبعد أن جرح وطعن كبار شخصيات الصحابة الكرام الذين يحتلون مكانة تالية لمكانة رسول الله في قلوب المسلمين، والذين يمثل عصرهم، ليس فقط في التاريخ الإسلامي، بل في تاريخ العالم الإنساني، في ضوء التاريخ الثابت وبشهادة المؤرخين المسلمين وغير المسلمين، أعظم فترة حكم في تاريخ العالم، وأعظم نموذج للحياة مر به العالم. إلا أن ما حدث كان خلاف ذلك، وهو أمر لا يصيب الإنسان بصدمة، بل يصيبه بالحيرة. ففي بعض الدوائر وضعه بعض أعلام الفكر الإسلامي، وبعض الإسلاميين الذين يدعون إلى رفعة الإسلام وغلبته، وضعوه في مكانة الإمام المنتظر، وأظهروا له حبا، وتعصبوا له بدرجة جعلتهم لا يقبلون في حقه أي نقد أو ملاحظة. ( مقدمة الثورة الإيرانية في ميزان الإسلام، ص: 15/ 17). يتبين لنا مما سبق أن الثورة الإيرانية، و ونموذج النظام السياسي والدولة الناتجان عنها لا يختلفان في قريب أو بعيد عن نموذج الدول الشيعية التي قامت عبر التاريخ الإسلامي والتي اتسم وجودها بالعداء الشديد للمسلمين وتاريخ المسلمين وأئمة وعلماء المسلمين وعلى رأسهم أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم. بل إن الدولة الإيرانية الخمينية تعد التطبيق العصري للدولة الثيولوجية الشيعية القائمة على اعتبار الفقيه الشيعي، وهو هنا آية الله الخميني ومن يخلفه الآن على رأس الجمهورية الإيرانية آية الله علي الخامنئي، هو القائم بأمر الجماعة الشيعية، الساهر على تصريف شؤونها العامة والخاصة لحين عودة المهدي الشيعي الغائب في غار سامراء منذ أزيد من 12 قرنا من الزمان، هذا الفقيه الذي يجب له الخضوع المطلق من قبل الجميع، فأمره معصوم، لأنه يستمد عصمته من عصمة النبي و عصمة الإمام الغائب، وقضائه مبرم لأنه قضاء من قبيل قضاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فعلى الناس جميعهم أن يسمعوا له ويطيعوا، والدليل على ما نقول هو ما ذكره الخميني في كتابه الحكومة الإسلامية ، ص 49: ( وإذا نهض بأمر تشكيل الحكومة الإسلامية فقيه عالم عادل، فأنه يلي من أمور المجتمع ما كان يليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ووجب على الناس أن يسمعوا له ويطيعوا، ويملك هذا الحاكم من أمر الإدارة والرعاية والسياسة للناس ما كان يملكه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين عليه السلام). ويزيد الخميني كلامه وضوحا بخصوص اعتباره أن فقهاء ومراجع الشيعة هم بمقام أئمة أهل البيت في زمن الغيبة، أي غيبة الإمام المعصوم، وأنهم مكلفون بالقيام بكل ما كلف الأئمة القيام به في زمن الغيبة، خاصة ذلك الفقيه الذي يقوم بتكليف الحكومة الإسلامية، وهو هنا بطبيعة الحال يقصد نفسه وكل من سيخلفه على رأس النظام الديني والسياسي للجمهورية الإيرانية، لحين خروج المهدي الشيعي من غيبته في السرداب، يقول الخميني في كتابه الحكومة الإسلامية ص، 75: ( إن الفقهاء هم أوصياء الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من بعد الأئمة، وفي حال غيابهم، وقد كلفوا بالقيام بجميع ما كلف الأئمة عليهم السلام بالقيام به ). الثورة الايرانية.. مشروع طائفة وليس مشروع أمة بعد كل هذا ألا يحق لنا أن نتساءل عن حقيقة وطبيعة الثورة الخمينية، هل هي كانت تحمل مشروع الأمة الإسلامية النهضوي، كما كان يحب جهاز الدعاية الإيراني الترويج له، وكما صدق بذلك بعض من أبناء الحركة الإسلامية السنية وقطاعات كبيرة من عموم أهل السنة؟، أم أنها تحمل فقط مشروع طائفة وفرقة الشيعة الاثناعشري؟، ذلك المشروع الذي لا يحلو له القيام إلا على دماء وأشلاء المسلمين، حالة العراق وأفغانستان نموذجا وهو في سبيل ذلك يروم توظيف كل السبل لأجل تحقيق أهدافه ومراميه الباطنية، ولو على سبيل ارتداء قناعين، لأجل إتقان الدور الخطير والمخطط الرهيب المراد تنفيذ على أرض وبلاد المسلمين، قناع مزيف، يظهر المودة المغشوشة والمناصرة اللسانية والصوتية والدعائية لقضايا المسلمين، وقناع حقيقي، يظهر فيه الحب والمناصرة لكل عدو شامت بالمسلمين طامع في بلادهم وخيراتهم من صليبين وصهاينة آثمين. وقد أكد لنا هذا بصريح العبارة محمد علي أبطحي، نائب الرئيس الإيراني السابق أحمد خاتمي للشؤون القانونية والبرلمانية، في ختام أعمال مؤتمر عقد بإمارة أبو ظبي مساء الثلاثاء 13-1-2004 أن بلاده: ( قدمت الكثير من العون للأمريكين في حربهم ضد أفغانستان والعراق ) كما أنه قال في ختام أعمال مؤتمر "الخليج وتحديات المستقبل" الذي ينظمه مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية سنويا، أشار أبطحي إلى أنه "لولا التعاون الإيراني لما سقطت كابول وبغداد بهذه السهولة؛ لكننا بعد أفغانستان حصلنا على مكافأة وأصبحنا ضمن محور الشر، وبعد العراق نتعرض لهجمة إعلامية أمريكية شرسة". انظر،http://www.islamonline.net/Arabic/news/2004-01/13/article14.shtml