عرفت مدينة مرتيل، خلال بداية سنة 2010، انطلاقة تهيئتها الحضرية بغلاف مالي ضخم بعد التحاقها بعمالة المضيقالفنيدق، وكان أبرز المشاريع المنجزة بها شق مجموعة من الطرق الجديدة، من بينها الطريق الممتدة على طول "الواد المالح"؛ حيث أقيم على أنقاض الفيلات الفخمة التي كانت على ضفافه كورنيش جميل أصبح متنزها لمرتادي هذه المدينة السياحية. وبفعل الإهمال وعدم الصيانة من طرف جماعة مرتيل، أصبح هذا الكورنيش، الذي يعد أحد أهم منجزات العامل السابق محمد اليعقوبي قبل التحاقه بولاية تطوان ثم بولاية جهة طنجة- تطوان- الحسيمة، عرضة لتلاشي أرضيته التي باتت مليئة بالحفر، فضلا عن اقتلاع معظم الزليج الذي كان يزين أطرافه، الشيء الذي ينذر بالإتلاف التام لهذه المعلمة الحضارية الهامة التي تعتبر قبلة لجميع السياح القادمين إلى المدينة، نظرا لموقعه المتميز الذي يجمع ما بين روعة الوادي وجمال البحر المتوسط. وفي هذا الإطار، قال لهسبريس الفاعل الحقوقي عبد المنعم أولاد عبد الكريم: "مع كامل الأسف، فإن هذا المشروع الذي تم إنجازه من أجل التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياحية لمدينة مرتيل، أصبح عرضة للإهمال وعدم الحراسة، وعدم القيام بعمليات الصيانة الاعتيادية، فأصبحت معظم معالمه مهترئة، سواء على مستوى الزليج الذي اقتلع عن آخره، أو على مستوى العشب الذي أصبح شبه منعدم. مما يطرح سؤالا كبيرا حول الجدوى من إقامة مثل هذه المشاريع، ومن المسؤول عن هذا التقصير، الشيء الذي أصبحت معه ممتلكات الجماعة عرضة للتخريب والنهب كما صرح بذلك النائب الأول لرئيس المجلس البلدي، وبالتالي فإن هذا الفضاء الذي كان من المفروض أن يكون عامل جذب للسياح، أصبح في الآونة الأخيرة يشكل خطرا على مرتاديه وخاصة خلال الفترة الليلية". وفي السياق نفسه، صرحت لهسبريس الفاعلة الجمعوية والحقوقية حفيظة المرابط بأن "الجميع يعرف أن مدينة مرتيل مقبلة خلال هذه الفترة على موسمها الصيفي؛ حيث يقصدها كل سنة عشرات الآلاف من الزائرين، ولكن، للأسف، فإن الاستعداد لهذا الموسم لم يتم بالمستوى المطلوب؛ حيث نلاحظ الحالة المزرية التي آل إليها كورنيش الواد المالح الذي يعتبر أحد أهم المتنفسات السياحية لهذه المدينة. وزادت المتحدثة :"لذلك فنحن نطالب السلطات المعنية بالتدخل للقيام بأعمال الصيانة الضرورية، وخصوصا للأعمدة الكهربائية التي نلاحظ أن بعضها قد تم اقتلاع أجزاء منه، وأصبحت أسلاكها بارزة، الشيء الذي من شأنه أن يشكل خطرا على مرتادي هذا الكورنيش، خاصة في صفوف الأطفال الصغار". عماد الخلوفي، أحد شباب مدينة مرتيل، الذي اعتاد ممارسة هواية رياضة المشي على طول هذا الكورنيش؛ أبدى انزعاجه من الحالة الخطيرة التي أصبح عليها كورنيش "الواد المالح"، الشيء الذي أثر سلبا على رواده الكثيرين الذين كانوا يفضلون ممارسة رياضة المشي أو العدو في اتجاه المنتجع السياحي "كابو نكرو". وطالب الخلوفي، في تصريح لهسبريس، بضرورة تخصيص دوريات أمنية منتظمة على طول هذا المسار السياحي، لاسيما بعد تعرض بعض الزوار لاعتداءات وسرقات بالإكراه، خاصة خلال الفترات الليلية.