معظم الدول تتسابق على إقامة الأنشطة الرياضية ببلدانها لدرجة أنها تقوم بالمستحيل من اجل الحصول على هذا التشريف وخصوصا إن كان كاس العالم الذي من اجله تسعى كل الدول إلى بناء وتشييد ملاعب وترميم أخرى والاهتمام بكل ماهو رياضي... بغية الحصول والوصول إلى هذا الهدف ... وبلدنا هو الآخر لم يتوان فقد أعطى كل ماهو غال و نفيس من اجل تحقيق هذا المبتغى .. وعمل كل ما في وسعه بغية تحقيق هذا الحلم المسترسل والذي لن ولن يغيب عن المخيلة الرياضية المغربية إلا بالتحقق على سطح الواقع... لكن هل بإمكاننا الحلم بهذا وهل فعلا سيكون في يوم من الأيام ؟ فاغلب المتكهنين الرياضيين وخبراء الرياضة يتنبأون بنتيجة ايجابية ويبشروننا بالخير وبالجو العليل...خصوصا إن كان هناك اهتمام مادي وبشري كبيرين بالجانب الرياضي... لكن ما يلاحظ ، وما يلاحظه اغلب الشعب المغربي هو أن القطاع الذي يحضى بالأولية والأهمية ويتمتع بحصة الأسد هو القطاع الرياضي مقارنة مع باقي القطاعات ... لدرجة أن بعض الآباء أرغموا أبناءهم بتغيير التوجه وترك مدارسهم وكلياتهم ... بدل إنفاق ميزانية كبرى عليهم في المدارس وما تتطلبه من أموال باهظة وفي النهاية يكون المصير العطالة ...وربما إشعال النار في أجسادهم وهم أحياء ...أو الرمي بها في قعر البحار أو بيعها للأجانب وجعلها صورا في الانترنت "واللي ما اشترى يتنزه " ... لذا فاللهم التوجه إلى القطاع الرياضي وممارسة أي نوع من أنواع الرياضة، التي تعود كلها بالنفع وتضمن العيش ... أو الذهاب للتهلكة ...فهذا هو الفكر الذي بات يسيطر على آباء معظم أطفالنا وخصوصا الطبقة المتوسطة أما الطبقة الأخيرة فقد أصبحت تحدد مستقبل أطفالها منذ الوهلة الأولى...الحرفة والصنعة أو السعاية ... وعلى ما يبدوا هناك اهتمام كبير وزائد أيضا بالقطاع الرياضي، لا من الناحية المادية ولا من الناحية البشرية ...لكن السؤال الذي يطرح نفسه علينا بإلحاح : هل عندنا الأهم لاستقبال كأس العالم أو حتى ممارسة مباريات رياضية محضة وبكل المقاييس ببلادنا وبمدننا ؟ فالمتتبع لمباريات الرجاء والوداد... سواء من داخل الملعب أو من خارجه يحكم إن كنا فعلا نستحق أن تقام عندنا بطولة كاس العالم أو أي بطولة أخرى ...، فما البيضاء إلا مغرب مصغر وما مباراة الوداد والرجاء ... وما الجمهور المتتبع لها إلا الشعب المغربي المصغر ... فكلما كانت هناك مباراة بين الرجاء والوداد إلا وركدت الحركة التجارية لعدة دكاكين تجارية وخصوصا المجاورة للملعب أو في طريقه ...فبدل ازدهارها وربحها ... تلجأ إلى إغلاق الأبواب وإسدال الستائر ! ... في هذا اليوم !!..، خشية الخسارة الكبرى وعموم الفوضى والتكسير والتخريب.... ولا يقف الأمر عند الدكاكين و أصحابها... فأغلب المواطنين باتوا يشتكون من الفوضى واللانظام واللاحترام الذي بات يسم أيام المباراة الرجاوية والودادية ...فحتى الاطوبيس وركابه، من موظفين وطلبة وأطفال وشيوخ يعانون... وأيضا أصحاب الطاكسيات الكبيرة والصغيرة باتو يفضلون الذهاب فارغين والهروب إلى أمكنة بعيدة عن اتجاه الحشود المشاهدة للمباراة ...خوفا من الفوضى التي يخلقها الجمهور الرياضي ... فبدل الرواج والحركة والنشاط والروح الرياضية والعقل السليم في الجسم السليم الذي يتمتع به جمهور المتفرجين الرياضيين في الدول المتحضرة والتي تستحق احتضان كاس العالم والاستمتاع بالفرجة الرياضية ...نجد العكس هو سيد الموقف عندنا ...الجلبة وكل أنواع الفوضى التي تهدد أمن المواطنين والكلمات النابية ...التي تخدش حياءهم ... واللكمات التي توجه إلى العديد من الوجوه... وغيرها من أنواع العنف المفضية في بعض الأحيان إلى نتائج غير مرضية بالمرة ... وكأننا في حلبة الصراع وليس أمام مباراة رياضية هدفها المتعة والتسلية والروح الرياضية القوية... فكيف بالله نأمل وننتظر احتضان كاس العالم ونحن مازلنا لم نعرف بعد كيف نسير بهدوء ونستمتع بالرياضة التي هي في حد ذاتها أخلاق وسلامة للعقل وسكينة وتوازن ... فعندما نتحضر و نحترم الآخر و نحترم البيئة ونتحلى بروح المواطنة ونسير في الشارع بشكل عقلاني ومتحضر ودون الخوف من الزرواطة أو المراقبة الأمنية المشددة... أنداك يكون لنا الحق في الحلم بأي شيء وفي كل شيء...حتى في الانتخابات النزيهة وما يتبعها من نفع كبير على بلادنا ومواطنينا. ""