انتقد منصف بلخياط هيمنة مجموعتي "غوغل" و"فيسبوك" على قطاع الإعلانات الرقمية بالمغرب، ودعا المدير العام لWb Africa إلى ضرورة إحداث تكتل يجمع كافة المتدخلين في القطاع، من ناشرين وأرباب مقاولات الصحافة الرقمية والمهنيين والمسؤولين الحكوميين المعنيين بالأمر، من أجل تدارس كيفية التخفيف من هذه الهيمنة لفسح المجال أمام تطور قطاع الإعلام الرقمي بالمغرب. وأوضح بلخياط، خلال مؤتمر صحافي خصصه للإعلان عن ميلاد شبكة مغربية ذات امتداد إفريقي في مجال التواصل والإعلانات على الصعيد القاري، أن المغرب مطالب بتعزيز المحتوى الرقمي لوقف ما أسماه "الزحف المتواصل ل"غوغل" و"فيسبوك" في المشهد الإعلامي المغربي"، معتبرا أن التحولات التي يشهدها القطاع الرقمي ستجعله يتبوأ الصدارة أمام الصحافة المكتوبة. وقال منصف بلخياط، في تصريح أدلى به لهسبريس، إن رقم معاملات قطاع الإعلانات في المغرب تجاوز 6 ملايير درهم، تتوجه في معظمها إلى القنوات التلفزية والإذاعات وشركات اللوحات الإشهارية وقطاع الصحافة المكتوبة والرقمية، متوقعا أن تهيمن الصحافة الرقمية المغربية على 20 في المائة من هذه المداخيل في السنوات القليلة القادمة، أي حوالي 1.2 مليار درهم سنويا. وأضاف بلخياط: "هناك تحول كبير سيمس قطاع الإعلانات، ويجب أن نستعد لهذا الأمر من خلال الوقوف أمام هيمنة واحتكار كل من "غوغل" و"فيسبوك" لقطاع الإعلانات في المغرب، للمحافظة على قطاع الصحافة، عبر مساعدة المواقع المغربية على تطوير المحتوى المحلي". وسجل المتحدث ذاته تراجع استثمارات المعلنين الكبار المغاربة، البالغ عددهم 15 مجموعة عاملة في قطاع الصناعات الغذائية ومواد التنظيف والاتصالات والقطاع المالي، في القنوات التلفزية والصحف الورقية، مقابل ارتفاع كبير في استثماراتهم في القطاع الرقمي، الذي يشمل مواقع الشبكات الاجتماعية والمواقع المغربية الإخبارية. وأوضح بلخياط أن سيطرة المواقع ووسائل الإعلام الصادرة باللغة الفرنسية على سوق الإشهار في المغرب هي مسألة تاريخية، مذكرا بأنها كانت تسيطر على 95 في المائة من مداخيل الإشهار في المغرب، وقال: "حاليا نجد أن هذه النسبة انخفضت إلى 70 في المائة من رقم معاملات قطاع الإعلانات مقابل 30 في المائة للعربية"، رابطا هذه المسألة بالتكوين الفرنكفوني للمسؤولين على التسويق، والذين يعتقدون، وفق إفادته، بأن الفئة الناطقة بالفرنسية هي التي تتوفر على القوة الشرائية. وأضاف المتحدث نفسه: "هذه المسألة ستتغير مع الوقت.. وأعتقد أن السوق سيحقق نوعا من التوازن، إذ سترتفع الإعلانات في وسائل الإعلام العربية مقابل تراجعها في تلك الصادرة بالفرنسية"، كما أشار إلى أن 92 في المائة من الاستثمارات في مجال الإعلانات توجه إلى وسائل الإعلام التقليدية، بحيث يوجه نصفها إلى القنوات التلفزية ثم اللوحات الإشهارية فالمحطات الإذاعية، ثم الصحافة المكتوبة، في الوقت الذي لا يحظى الإعلام الرقمي سوى بنسبة 8 في المائة من مجموع الاستثمارات في مجال الإعلانات".