كشفت بيانات إحصائية حديثة حصلت عليها هسبريس، تهم سوق الإعلانات في المغرب، تراجعا كبيرا في الميزانيات الإعلانية التي خصصتها الشركات المغربية لوسائل الإعلام المحلية العام الجاري، وسط ذهول المهنيين الذين كانوا يتوقعون تسجيل انتعاش قوي في هذا القطاع في 2018. وقال منير الجازولي، رئيس التجمع المهني للمعلنين المغاربة، إن المعطيات المتوفرة حاليا تشير إلى أن رقم معاملات القطاع سجل تراجعا قياسيا بلغت نسبته 9.5 في المائة خلال الفترة الممتدة ما بين يناير وأكتوبر 2018، مقارنة مع الفترة نفسها من السنة الفارطة. وأوضح الجازولي، في تصريح لهسبريس، أن الصحافة المكتوبة كانت الأكثر تأثرا بهذا التراجع، بعد أن انخفضت مداخيلها من الإعلانات بنسبة 22 في المائة؛ فيما تراجعت مداخيل شركات اللوحات الإشهارية من الإعلانات بنسبة 16 في المائة. وأكد رئيس التجمع المهني للمعلنين المغاربة أن المهنيين تفاجؤوا بشكل كبير بهذا التراجع، الذي تقف وراءه مجموعة من العوامل المرتبطة بالظرفية الاقتصادية غير الملائمة وتبعات المقاطعة التي استهدفت مجموعة من المنتجات في النصف الأول من العام الجاري، والتي كان لها تأثير مباشر على الميزانيات التي تخصصها الشركات المغربية في هذا المجال. وتشير الأرقام الإحصائية التي حصلت عليها هسبريس إلى أن قطاعات الاتصالات والمصارف والصناعات الغذائية، التي تسيطر على 44 في المائة من سوق الإعلانات بالمغرب، خفضت ميزانيات إعلاناتها التجارية بنسبة 11 في المائة، ما أثر بشكل سلبي على القطاع بشكل كلي. وأضاف منير الجازولي في التصريح ذاته لهسبريس: "قطاع السيارات بدوره خفض ميزانيته بنسبة 23 في المائة، وشركات المشروبات غير الكحولية خفضت بدورها من ميزانياتها التواصلية والإعلانية بنسبة 26 في المائة". وكان التجمع المهني للمعلنين المغاربة أكد أن الدراسات التي أنجزها تؤكد أن الميزانية التي يخصصها المعلنون المغاربة بشكل رسمي تبلغ 400 مليون درهم كاستثمارات في مجال الإعلانات الرقمية سنة 2015. وتتقدم منصة "فيسبوك" على المواقع الإخبارية والترفيهية المغربية في لائحة المواقع الأكثر استقطابا لميزانيات الإعلانات بالمغرب، إضافة إلى الخدمات التي توفرها مجموعة "غوغل" الأمريكية، إلى جانب شراء المساحات الإعلانية الرقمية على منصات أنظمة تشغيل الهواتف الذكية، زيادة على المدونين. وتخصص شركات الاتصالات ميزانية للاستثمارات في التسويق الرقمي تزيد عن 15 مليون درهم، وتأتي في المرتبة الثانية المصارف المغربية وشركات التأمين والصناعات الغذائية والسمعي البصري، التي توظف استثمارات تتراوح ما بين مليون و4 ملايين درهم. وارتفعت الميزانيات الإعلانية الموجهة إلى المواقع الإلكترونية مع مواصلة هيمنة كل من "غوغل" و"فيسبوك" و"يوتيوب"، وباقي المنصات الاجتماعية الرقمية الأجنبية، على 60 في المائة من هذه الميزانية التي تبلغ 300 مليون درهم؛ أي بنحو 180 مليون درهم؛ فيما لا تتجاوز المبالغ المخصصة للمواقع الإخبارية المغربية 120 مليون درهم، بعد خصم العمولات.