أثارت تصريحات المؤرخ والروائي المغربي فؤاد العروي الذي حمّل المسلمين مسؤولية التطرف والإسلاموفوبيا، حفيظة عدد من المتابعين والخبراء والفعاليات المدنية والحقوقية التي كانت حاضرة ضمن لقاء دراسي حول "التعايش المشترك بين التطرف والإسلاموفوبيا"، واصفين كلامه ب"لا مسؤول، والمزكي لنار الاعتداءات والعنف والعنصرية ضد المسلمين بالدول الأوروبية". الرأي ذاته عبّر عنه الباحث السوسيولوجي والبيداغوجي المغربي سامي شرشيرة المقيم بالديار الألمانية، حين ذهب إلى التحذير من تبعات تصريحات مفكر مغربي مسلم ومقيم بالخارج، وما اعتبره سبيلا إلى "تزكية نار الجماعات اليمينية المتطرفة التي تلاحق المسلمين في عدد من الدول الأوروبية، خاصة ألمانيا، وهي الجماعات التي تحوز السلاح لمطاردة كل من له ملامح مغاربية، ومغربية خصوصا، عقب أحداث رأس السنة الأخيرة". وأفاد شرشيرة، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، بأن تصريحات فؤاد العروي تجعل اليمين المتطرف يستشهد بمقولة وتصريحات مفكرين من الجالية المسلمة، ما يساعد على إعطائهم ذريعة أخرى لممارسة وسائل أكبر من العنصرية والكراهية والعنف الممارس بشكل يومي. شرشيرة وصف تصريحات العروي ب"اللا مسؤولة، والشمولية التي لا ترتكز على أي دراسات علمية وأكاديمية ولا تلامس الواقع، كما أنها لا تراعي المعطيات الثقافية لبلدان الإقامة التي تختلف من واحدة إلى أخرى"، وأوضح الباحث السوسيولوجي أن 95 بالمائة من الدراسات العلمية التي استهدفت الشباب المتطرف بألمانيا، على سبيل المثال، أكدت أن "التطرف بعيد عن المساجد، وأن هذه الأخيرة بريئة من هذا الوصف". وأبرز المتحدث أن المجتمع الألماني وسلطاته تتعامل مع أزيد من 3000 مؤسسة إسلامية بألمانيا، لافتا إلى أن بعض المشاكل تتجلى في 50 مسجدا لا غير، مؤكدا أن الجهات نفسها تقر بأن المسجد والمؤسسات الإسلامية تكون طرفا في الحلول لا في المشاكل. وعاد شرشيرة ليؤكد أن أبناء الجالية يعيشون على وقع "عنصرية يومية"، مبديا تحفظاته على مصلح "الإسلاموفوبيا الذي يقلل وينقص من مسؤولية الاعتداء، ويبعده عن القرارات السياسية المبنية على تبني العنف والعنصرية"، وفق تعبيره. وخلص الباحث إلى أن الشباب المسلم بألمانيا، كمثال، "يعيشون على وقع العنصرية بناء على الأصول أو الديانة أو السحنة وغيرها، ما يدفعهم نحو البحث عن جماعات ومجتمعات أخرى تتقبلهم بعيدا عن المجتمع الألماني، وقس على ذلك"، يقول المستشار لدى وزارة الداخلية الألمانية.