الزمامرة والوداد للانفراد بالمركز الثاني و"الكوديم" أمام الفتح للابتعاد عن المراكز الأخيرة    بووانو: حضور وفد "اسرائيلي" ل"الأممية الاشتراكية" بالمغرب "قلة حياء" واستفزاز غير مقبول    النقابة المستقلة للأطباء تمدد الاحتجاج    اعتقال بزناز قام بدهس أربعة أشخاص        بمناسبة رأس السنة الأمازيغية.. جمهور العاصمة على موعد مع ليلة إيقاعات الأطلس المتوسط    الإيليزيه: الحكومة الفرنسية الجديدة ستُعلن مساء اليوم الإثنين    فيديو "مريضة على نعش" يثير الاستياء في مواقع التواصل الاجتماعي    الكرملين يكشف حقيقة طلب أسماء الأسد الطلاق ومغادرة روسيا    المغرب-الاتحاد الأوروبي.. مرحلة مفصلية لشراكة استراتيجية مرجعية    غضب في الجارة الجنوبية بعد توغل الجيش الجزائري داخل الأراضي الموريتانية    نادي قضاة المغرب…تعزيز استقلال القضاء ودعم النجاعة القضائية        بنما تطالب دونالد ترامب بالاحترام    الجزائريون يبحثون عن متنفس في أنحاء الغرب التونسي        محمد صلاح: لا يوجد أي جديد بشأن مُستقبلي    تعيين مدرب نيجيري لتدريب الدفاع الحسني الجديدي لكرة الطائرة    نيسان تراهن على توحيد الجهود مع هوندا وميتسوبيشي    سوس ماسة… اختيار 35 مشروعًا صغيرًا ومتوسطًا لدعم مشاريع ذكية    توقعات أحوال الطقس اليوم الإثنين    النفط يرتفع مدعوما بآمال تيسير السياسة النقدية الأمريكية    أسعار اللحوم الحمراء تحلق في السماء!    "سونيك ذي هيدجهوغ 3" يتصدر ترتيب شباك التذاكر    تواشجات المدرسة.. الكتابة.. الأسرة/ الأب    أبرز توصيات المشاركين في المناظرة الوطنية للجهوية المتقدمة بطنجة    شكاية ضد منتحل صفة يفرض إتاوات على تجار سوق الجملة بالبيضاء    الحلم الأوروبي يدفع شبابا للمخاطرة بحياتهم..    تولي إيلون ماسك لمنصب سياسي يُثير شُبهة تضارب المصالح بالولايات المتحدة الأمريكية    تنظيم كأس العالم 2030 رافعة قوية نحو المجد المغربي.. بقلم / / عبده حقي    حقي بالقانون.. شنو هي جريمة الاتجار بالبشر؟ أنواعها والعقوبات المترتبة عنها؟ (فيديو)    تصنيف التنافسية المستدامة يضع المغرب على رأس دول المغرب العربي    إعلامية فرنسية تتعرض لتنمر الجزائريين بسبب ارتدائها القفطان المغربي    إدريس الروخ يكتب: الممثل والوضع الاعتباري    السلطات تمنع تنقل جماهير الجيش الملكي إلى تطوان    شركة Apple تضيف المغرب إلى خدمة "Look Around" في تطبيق آبل مابس.. نحو تحسين السياحة والتنقل    من يحمي ادريس الراضي من محاكمته؟    معهد "بروميثيوس" يدعو مندوبية التخطيط إلى تحديث البيانات المتعلقة بتنفيذ أهداف التنمية المستدامة على على منصتها    كيوسك الإثنين | إسبانيا تثمن عاليا جهود الملك محمد السادس من أجل الاستقرار    أنشيلوتي يشيد بأداء مبابي ضد إشبيلية:"أحيانًا أكون على حق وفترة تكيف مبابي مع ريال قد انتهت"    حكيم زياش يثير الجدل قبل الميركاتو.. الوجهة بين الخليج وأوروبا    اختتام أشغال الدورة ال10 العادية للجنة الفنية المعنية بالعدالة والشؤون القانونية واعتماد تقريرها من قبل وزراء العدل في الاتحاد الإفريقي    شركات الطيران ليست مستعدة للاستغناء عن "الكيروسين"        الموساد يعلق على "خداع حزب الله"    مواجهة نوبات الهلع .. استراتيجية الإلهاء ترافق الاستشفاء    إنقاذ مواطن فرنسي علق بحافة مقلع مهجور نواحي أكادير    تشييع جثمان الفنان محمد الخلفي بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء    وزارة الثقافة والتواصل والشباب تكشف عن حصيلة المعرض الدولي لكتاب الطفل    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



طلبة مغاربة بألمانيا يقولون ل"أحداث.أنفو" : «لا تيجب منح التطرف الغربي حطب تدفئته واشتعاله..!!"
نشر في الأحداث المغربية يوم 03 - 02 - 2015

قادتهم رحلة الاستزادة في العلم إلى "بلاد الجرمان" ليستقروا بها.. «صوفيا، رشيد وريم…»، هم طلبة مغاربة التقتهم «الأحداث المغربية» في جولة لها بتظاهرة عالمية في إحدى أكبر المدن الألمانية، بعد أن كان المغرب ممثلا فيها بعينات من الخيرات التي تنتجها أرضه.. ولأن الحديث دون شجون كما يقال كان لابد من استطلاع آراء "سفراء" المغرب الشباب من الطلبة، حول المجتمع الألماني عامة، وبعض الحركات "المتطرفة" والطارئة على هذا المجتمع، بعد أن كان حادث الهجوم على الصحيفة الفرنسية، قد غَدَّى بعض الأحقاد، وأشعل الفتن الرافضة لهجرة المسلمين إلى أروبا، وألمانيا – تحديدا – ممثلة فيما يعرف بحركة «أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب» التي تعرف اختصارا ب «بيغيدا».. ومع هؤلاء الطلبة كان الاستطلاع التالي الذي أنجزه موقع "أحداث.أنفو"…
«لا خوف علينا من تطرف "بيغيدا"..!
صوفيا بلوط
بغير قليل من التوجس، وانتظار الآتي من الأيام، استقبلت «صوفيا» الحادث الإرهابي التي استهدفت صحيفة «شارلي إيبدو» الفرنسية… توجس من أن يكون هذا الحادث شرارة تؤجج نار حقد المتطرفين في الضفة الأخرى ضد المهاجرين، من العرب والمسلمين بشكل خاص.
«صوفيا بلوط» ابنة مدينة سلا، واحدة من الطلبة المغاربة العديدين الذين يتابعون دراستهم بألمانيا. لم تكن هذه الطالبة لتمر على حادث هَزَّ أوربا بأكملها، والعالم حولها، مرور الكرام.. كيف لا وهي تعلم أنها تعيش وسط مجتمع أوربي ولجته غريبة، فاحتضنها، وهَيَّأَ لها جميع ظروف الاستقبال لكي تنهل من معين المعرفة، بدون إقصاء ولا عنصرية، ولا احتكار.. غير أن امتداد بعض الأيادي الآثمة المحسوبة على الإسلام بطلقات الغدر إلى صحافيين، أسرفوا في استغلال حرية الرأي والتعبير، لتنفذ فيهم عملية إرهابية، جعلها تفكر مليا في القادم من الأيام، وتتوجس مما قد تحمله من رغبة في الانتقام، وإصرار على الثأر.
التقت «الأحداث المغربية» الطالبة «صوفيا بلوط» في فعاليات معرض برلين الأخضر. ولأن جرح الحادث الأروبي الذي استهدف صحيفة «شارلي إيبدو» كان ساعتها نديا وجديدا، ولم تمض على وقوعه غير أيام قليلة، ارتأت الجريدة أن تسألها عن مخاوفها من هذا الحادث…
لكنها بلغة الواثقة من مجتمع استأمنته على مستقبلها، وحياتها قالت «في البداية كان الخوف، لكن بحكم معرفتي بغير قليل من الألمان أعتقد أن هذا المجتمع بحكم ما عاشه من أحداث عبر التاريخ، وما مر به من أزمات صار محصنا..»، فألمانيا الرسمية، وغالبية مواطنيها، يرفضون – حسب صوفيا – التطرف بجميع أشكاله، سواء كان طارئا، أو ذاك الذي ظهر من بين ظهراني المواطنين الألمان. لذلك تؤكد صوفيا، أن «الخوف كل الخوف من التطرف الوافد على هذا البلد، من مناطق أوربية أخرى». فهي لم تتردد في الدعوة إلى «الكف عن مد بعض الحركات المتطرفة بألمانيا، من قبيل "بيغيدا" بحطب تدفئتها جراء الأعمال الإرهابية التي ينفذها – للأسف – أشخاص محسوبون على الإسلام، ويختارون أنفسهم – قسرا – ودون توكيل من أحد للحديث باسمه، مدعين الذود عنه».
«صوفيا» السلاوية التي قضت في ألمانيا أربع سنوات، حيث تتابع دراستها العليا بالجامعة التقنية ببرلين تخصص الطاقة بجميع مصادرها قبل أن تأمل التخصص في الطاقة الريحية، تعترف أنها بألمانيا وجدت الحضن الدافئ رغم برودة الأجواء بحكم البيئة والطبيعة، حضنا أواها لكي تكمل مشوار العلم والتعلم، بدون احتقار أو إقصاء، لذلك فثقتها كبيرة في ألمانيا التي تصفها ببلد التعايش الذي يسع جميع الوافدين عليه، شريطة احترام قوانينه.. والإلتزام بمبادئه.
ألمانيا.. «فرصة جميلة للإطلاع على حضارة مبنية على "المعقول"»
الطالب رشيد طلال
«لا خوف علينا من "بيغيدا".. لأن غالبية الألمان يقفون ضدها».. كان هذا هو الجواب الذي لم يتطلب من قائله كثير تفكير.. لأنه بصيغة الواثق تكلم، وبفكر المطلع على ما يجري تحدث، مسهبا في سرد ما عاشه من مواقف وأحداث وسط المجتمع الألماني.
لم يكن طارئا على المجتمع الذي حاول أن يتحدث عنه.. فهو قد قضى به عقدا ونصف العقد من الزمن، يعيش بين سكانه ومواطنيه، ومعهم عاين الكثير من الأحداث، لذلك يعرف عما ومن يتحدث.. عندما سألناه عن «حركة بيغيدا» الألمانية التي تعادي الأجانب من المسلمين، رافضة «أسلمة المجتمع الأوربي بشكل عام والألماني خاصة»، قال عن ألمانيا إنها «فرصة جميلة للطلبة للإطلاع على حضارة مبنية على "المعقول"»..
هذه العبارة الموحية التي اختار «رشيد طلال» ابن مدينة الدارالبيضاء أن يصبغها على الوطن الثاني الذي احتضنه، بعد مسقط رأسه، ليحدد المرتكز الذي بنيت عليه الحضارة الألمانية، التي قال إن كل زائر لها إلا ويقف معجبا بها، مذهولا لعظمتها، ولانضباط أغلب مواطنيها للقانون الذي يعد الناموس الأعلى الذي يحتكم له دون سواه. ف «الجد والمثابرة هو عنوان نجاح التجربة الألمانية»، حسب هذا الطالب المغربي.. الذي أصر على التأكيد أن «القوانين التي تطلع عليها مدونة في صفحات الكتب، تجدها – حسب رشيد – مجسدة ومنفذة على أرض الواقع بهذا البلد الألماني».
هو واحد من أقدم الطلبة الذين التقتهم «الأحداث المغربية» في جولتها بالجناح الذي مثل المغرب في الأسبوع الأخضر لمدينة برلين. لم يحضر المعرض زائرا أو متنزها، وإنما حضره مغتنما فرصة انعقاده للكسب والعمل، هو الذي اختار الاشتغال بتقديم خدمات لزوار الرواق المغربي بالمعرض، من الألمان تحديدا، أو من غيرهم من الجنسيات، التي تزور هذا الملتقى العالمي.
كان شابا في الثالثة والعشرين ربيعا عندما حط الرحال بألمانيا في تسعينيات القرن الماضي.. ولأن لوثة الإدمان على روح الجماعة، والاشتغال الجمعوي كانت تسري في دمه، فقد اختار منذ التحاقه بهذا البلد الأروبي المساهمة في تأطير أبناء وطنه من المهاجرين الذين استقروا قبله، أو لحقوا بعده بألمانيا.. تجربة يعترف هذا الطالب أنها قد أخذت من وقته وحياته الشيء الكثير.. مع ذلك يقر أنها كانت إضافة نوعية لمساره ونهج سيرته، عندما صار وجها جمعويا له مكانته ضمن الفعاليات الجمعوية بالمدن التي مر منها، أو المؤسسات الإدارية التي سبق له التعامل معها.
اسمه «رشيد طلال»، بيضاوي المنشأ.. فبالعاصمة الاقتصادية للمغرب ترعرع ونشأ، بعد أن شهد حي «درب ميلان» صرخته الأولى. وبعد سنوات التعليم الابتدائي والثانوي التي ختمها بنيل شهادة البكالوريا في العلوم التجريبية عام 1996 من ثانوية طه حسين بحي الإدريسية، شد الرحال نحو بلاد "الجرمان"، بعد أن كانت غايته الاستزادة في طلب العلم، والحصول على شهادة معترف بها.. وكانت حينذاك ألمانيا وجهة جديدة لعينات من طلبة العلوم المغاربة.
سنة 1998 التحق «رشيد طلال» بألمانيا، وبالضبط بمدينة ميونيخ، وهي إحدى أكبر وأشهر المدن الألمانية، هو الذي أعد العدة ودرس اللغة بالمركز الثقافي الألماني «غوته» بالبيضاء، قبل أن يرحل نحو ألمانيا، التي كان عليه بها، أن يعيد مطابقة حصوله على البكالوريا بالدراسة من جديد في أحد معاهدها قبل أن يلتحق بالجامعة التقنية التي اختار الانضمام إلى فصولها لمتابعة الدراسة في شعبة "الميكانيكا".
لكن صعوبة العيش بمدينة ميونيخ، وارتفاع تكلفة المعيشة بها، جعلت ابن درب ميلان، يختار البحث عن مستقر يقدر على العيش فيه، والتعايش مع أجوائه.. ساعتها كانت مدينة «فيزمار» ملاذا آمنا لهذا الطالب.. مدينة صغيرة تطل على بحر البلطيق، وتقع بين مدينتي برلين وهامبورغ. فهو وإن كان الاشتغال بالعمل الجمعوي قد شغله سنوات عن الدراسة، إلا أن تمسكه بمساره التعليمي جعله مصرا على استكمال المشوار، ونيل المبتغى الذي لم يرض بديلا عنه. وهو الماستر في شعبة "الميكانيكا".
وبعد سنوات من الاستقرار، وبناء عش الزوجية، كان الطالب رشيد طلال يؤكد أن «البلد الذي تسوده روح القانون، لا مخافة منه أو عليه من بعض الحركات الطارئة»، رغم «سعيها المتطرف الذي يحاول أن يقصي شريحة من مهمة المهاجرين، المخالفين للألمان في الديانة».
بعد "شارلي إيبدو" ساد عنف الخطاب..
ريم نجمي بألبسة تقليدية
كان تصريحها متميزا عن باقي الطلبة الذين التقتهم «الأحداث المغربية» وموقع "أحداث.أنفو" في جولتها ببرلين قرابة عشرة أيام.. تميز اكتسبته من طبيعة التكوين الذي تتلقاه في "بلاد الجرمان"، حيث اختارت متابعة دراستها في شعبة العلوم السياسة، تخصص سياسة الشرق الأوسط.. وتميز ينبع أساسا من الأسرة التي نشأت وترعرعت بين أحضانها.
فلا غرابة أن تكون الطالبة «ريم» أقدر من التقتهم الجريدة على الحديث بتفصيل عن أوضاع الطلبة المغاربة بألمانيا، وخاصة بالعاصمة ببرلين، وأكثر الطلبة إلماما بمجريات الأحداث السياسة، وتتبع الأخبار سواء المتعلقة بالمجتمع الألماني، أو بباقي البلدان المحيطة، دون أن تنسى تأثير هذه السياسات على بلدها الأم، المغرب، وعلى وضعية أبناء بلدها من المهاجرين بألمانيا.
إنها الطالبة «ريم نجمي» التي تتابع دراستها بالجامعة الحرة ببرلين، التي تصنف في مراتب متقدمة لجامعات أوربا التي تدرس العلوم الانسانية، وهي ابنة الصحفي والشاعر والكاتب المغربي «حسن نجمي» الذي سبق أن ترأس اتحاد كتاب المغرب، وابنة الأستاذة والشاعرة «عائشة البصري»، لذلك عندما اختارت الحديث للجريدة كانت المعطيات تجري بسلاسة على لسانها من منطلق المطلع الملم بمجريات الأحداث.
كانت ترتدي زيا تقليديا مغربيا، وتتوشح بحلي ترصع منها الجبين، ضمن فعاليات المعرض، حيث كانت تقدم صورة لغنى الحضارة المغربية، والابتسامة لا تفارق محياها عندما كانت تجيب على أسئلة بعض زوار المعرض، وتساعد أبناء وطنها من المشاركين فيه على تقديم ما حملوه معهم من منتوجات لعرضها في الأسبوع الأخضر لبرلين.
وكان الجرح مازال ينزف.. جرح ضربة إرهابية نفذها بعض المتطرفين ضد صحيفة متطرفة، بعد أن اختاروا الرد بالدم على صور دأبت الصحيفة الفرنسية التي تحمل اسم «شارلي إيبدو» على نشرها استفزازا لمشاعر المسلمين.
ولأن المجتمع الألماني، سبق أن شهد ميلاد حركة تعرف باسم «أوربيين وطنيين ضد أسلمة أوربا» المعروفة اختصارا باسم «بيغيدا» المعادية لوجود المسلمين بهذا البلد، ولأن هذه الحركة بدأت صغيرة وسرعان ما بدأ التعاطف معها يزداد رغم الرفض الرسمي لها، كان لابد من استطلاع آراء الطلبة المغاربة عن تأثير حادثة «تشارلي إيبدو» على مستقبلهم بألمانيا، لذلك اختارت «ريم نجمي» التأكيد على أنه «قبل معرفة الجناة الحقيقيين، ومع بداية الاشتباه في هويات المنفذين، بدأ الحديث في ألمانيا عن المسلمين ووجودهم بعد شيوع أخبار عن ترديد المنفذين للتكبير»، لذلك قالت «ريم» إن «الاتهام غدا من طرف عينات من الألمانيين، بشكل أوتوماتيكي، موجها إلى المسلمين» دون غيرهم. غير أنه بحسب – ريم نجمي – «ألمانيا تعتبر حالة خاصة داخل الفضاء الأروبي، بحكم تاريخها الطويل والأليم، في نفس الآن، مع النازية ومخلفاتها التاريخية، ومع الحركات المعادية للإسلام والإسلاموفوبيا… وبالتالي هناك حذر ألماني لكي لا تتكرر نفس الأخطاء التي شهدتها ألمانيا في الماضي».
لكن المستجد الذي طرأ على المجتمع الألماني – حسب ريم – يتمثل في ظهور الحركة المعادية للمهاجرين من المسلمين واللاجئين بشكل عام، المعروفة اختصار ب «بيغيدا». فمباشرة بعد أحداث «شارلي إيبدو» حاول نشطاء هذه الحركة الركوب على هذا الحادث، ليقولوا هذا ما نذهب إليه وهذا ما نؤكده، معتبرين أن المسلمين هم الخطر على أروبا وأن الخطر يأتي من الإسلام، لتضيف ريم أن «الكثير من الألمان، وخاصة نشطاء حركة "بيغيدا" لا يفرقون بين الإسلام السياسي، أو الحركات الإسلامية المتشددة والمتطرفة التي تتبنى الإرهاب والعنف منهجا لها. وبين الإسلام كديانة يعتنقها الملايين عبر العالم الذين لا يمتون بصلة لما تحاول بعض الحركات المتشددة فرضه داخل بعض المجتمعات».
لذلك تضيف هذه الطالبة المغربية «بدأ الخطاب المعادي والتحريضي»، الذي قالت ريم، إن «الدولة الألمانية لم تقف إزاءه مكتوفة الأيدي، عندما ردت بخطاب أعلنته فيه أنجيلا ميركل بصراحة أن استغلال "بيغيدا" لأحداث شارلي إيبدو يعتبر أمرا مقززا»، كما سار في نفس الطرح وزير العدل ووزير الداخلية بألمانيا.
فالموقف الرسمي بألمانيا يذهب إلى أنه «لا ينبغي استغلال هذا الحادث لتسخين مجريات الأحداث بألمانيا، واتخاذه مطية لاستقطاب المزيد من المؤيدين لحركة بيغيدا، ما دامت غالبية الألمانيين ترفض الأفكار التي تطرحها الحركة، التي تنبذ التسامح وترفض تعايش مختلف الأجناس داخل ألمانيا».
وخير معبر عن رفض غالبية الألمانيين لما حاولت "بيغيدا" الركوب عليه حسب – الطالبة ريم نجمي – هو خروج مظاهرات ضخمة بعدد من المدن الألمانية، حيث فاق عدد المشاركين فيها ببعض المدن 30 ألف مشارك، للتنديد باستغلال بعض الأحداث التي يتورط فيها محسوبون على الإسلام من أجل التضييق على المسلمين أو رفض وجودهم بألمانيا ونبذهم.
مظاهرات ووقفات شارك فيها جنبا إلى جنب كل من ممثل الجالية المسلمة ببرلين، وممثل الكنيسة الكاثوليكية، والأروثدوكسية والبروتستانتية، وممثل اليهود، هدفهم عدم وضع الإسلام في مواجهة الديانات الأخرى، وعدم ترك الفرصة ل «بيغيدا» التي تحاول إيجاد حطب تدفئتها عبر أحداث عابرة.. ومن الإحساس بدورها الرافض لما تحاول "بيغيدا" بثه داخل ألمانيا، فقد كانت هذه الطالبة المغربية من المشاركات في هذه التظاهرة وغيرها..
لا تذكر «ريم نجمي» أحداث عنف مادي استهدفت المسلمين من المهاجرين إلى ألمانيا في ارتباط بأحداث شارلي إيبدو، لكن ما تؤكد عليه أن «سلسلة من أحداث العنف ضد اللاجئين السياسيين واللاجئين الانسانيين بألمانيا، بشكل عام تسري داخل بعض المدن الألمانية. وهي الأحداث التي قالت إنها تستهدف في الغالب الأفارقة». ريم تقف بمرارة على أحداث حرق بعض مراكز اللاجئين، كما تذكر ما تعرض له لاجئ من أصل جزائري على يدي ضابطين ألمانيين عومل بالطريقة التي كان يتم التعامل بها مع سجناء أبوغريب. كما تذكر أحداث قتل بعض الأفارقة، وهي الأحداث التي لا تربطها بحادث شارلي ايبدو، وإنما تربطها بما استطاعت أن تبثه بيغيدا من أفكار رافضة للأجانب وخاصة المسلمين، وتنامي العداء لما تدعيه الحركة من "أسلمة أوربا".
ومن منطلق تحليلها للمعطيات والأحداث قالت ريم إن «العنف الذي جاء بعد أحداث "شارلي إيبدو" ليس عنفا جسديا، وإنما يمكن إدراجه في سياق العنف المعنوي، المتمثل في الخطاب الإعلامي الذي انتشر بعد الحادث، حيث تورد ما صدر بصحيفة "طاز" باعتبارها جريدة يسارية ومعارضة داخل ألمانيا تعتمد انتقاد الأوضاع داخل المجتمع الألماني، التي غدت تذهب إلى أن من يحاول الدفاع عن الإسلام وتبرئته من العنف ومن الإرهاب، كاذب، لتقول هذه الجريدة إن «هذا هو دين الإسلام». وهذا ما تجد فيه هذه الطالبة نوعا من العنف غير المادي الذي يسلط على المسلمين في ألمانيا الذين صاروا متهمين إلى أن يثبت العكس.
لذلك فإن جميع الطلبة الذين التقتهم «الأحداث المغربية» في جولتها ببرلين الألمانية اتفقوا على الدعوة لعدم منح المتطرفين بألمانيا، أو غيرها من دول الاتحاد الأروبي، حطب تدفئة هم في أمس الحاجة إليه، ويتحينونه على أحر من الجمر.. حطب قد يتمثل في أحداث من قبيل «الهجوم على تشارلي إيبدو»…
من يقف وراء حركة "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب"؟
خرج آلاف من الأشخاص للتظاهر في مدن ألمانية ضد "الأسلمة" في ألمانيا، وهي المسيرات التي توالت لما يسمى بتحالف "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب".. فمن يقف وراء هذا التحالف، ومن يشارك في مظاهراته؟
يحيل اسم حركة" أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" (Pediga)على مخاوف أنصارها، الذين يتظاهرون منذ منتصف أكتوبر الماضي كل مساء اثنين في مدينة «دريسدن» عاصمة ولاية سكسونيا، ضد كل ما يعتبرونه «إسلاماً متطرفا أو إستغلالا للوضع كلاجىء»، إضافة إلى ما يعتبرونه «تهديدا للثقافة الألمانية». ولا يعبر هؤلاء المتظاهرون علنا عن همومهم تلك بشعارات عنصرية بل يلجؤون إلى رفع لافتات كتب عليها «تضامن سلمي ضد الجهاد على الأراضي الألمانية». كما يُمنع المحتجون من قبل المنظمين من التحدث مع الصحافة. وتمكنت المظاهرات الكبيرة لأنصار الحركة من إثارة الإنتباه إليها في عموم التراب الألماني. وفي أوائل شهر دجنبر وصل عدد المشاركين في إحدى التظاهرات إلى 7500 مشارك، حسب إحصاءات صادرة عن الشرطة الألمانية.
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
«بيغيدا» المعادية للإسلام تثير قلق ألمانيا
نشأت حركة «بيغيدا» في 20 أكتوبر 2014 في مدينة «دريسدن» البرجوازية والمحافظة في ألمانيا الشرقية سابقا. كانت تجتمع كل مساء اثنين في استيحاء للحركات العفوية التي سبقت إسقاط حائط برلين نهاية 1989، وتمكنت من جمع ما يصل إلى 25 ألف شخص في 12 يناير الجاري. لكن الحركة التي انتشرت في معظم المدن الكبرى الألمانية وغدت تثير تعبئة قوية ضدها، منعت تظاهرتها في أحد أسابيع شهر يناير بسبب مخاطر حدوث اعتداء يستهدف أبرز قادتها «لوتز باشمان».
وبعد يومين من ذلك أعلن باشمان استقالته بعد نشر صورته في الصحف وهو يقلد الزعيم النازي أدولف هتلر من حيث تسريحة الشعر والشنب، والكشف عن تصريحات مشينة له بشأن اللاجئين. «باشمان» ترك قيادة الحركة ل «كاترين أورتيل» (37 عاما).
وقال أحد نشطاء الحركة، وهو «غابرييل شونهير» البالغ (57 عاما) ل «فرانس برس»: «نحن لسنا ضد المسلمين الذين يريدون العمل في ألمانيا. نحن لسنا نازيين جددا. لكن من يريدون العيش في ألمانيا (..) يجب أن يتأقلموا مع واقع البلد». وأعرب وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير لصحيفة «بيلد» عن القلق لتأثير حركة «بيغيدا» على صورة ألمانيا في الخارج. كما ندد رئيس المجلس المركزي للمسلمين «أيمن مزيك» بتزايد الهجمات المعادية للمسلمين في ألمانيا، مشيرا إلى «إهانات» تطول في الغالب نساء محجبات و«تخريب» مساجد وأعمال «عنف.. بحق أئمة».
(أ ف ب)
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
سفير المغرب يشيدُ بمواقف الساسة الألمان من الإسلاموفوبيا
في تصريح إعلامي لإحدى الجرائد الالكترونية المغربية، على هامش معرض برلين عبر «عمر زنيبر» سفير المغرب ببرلين، عن ارتياح المغرب للموقف الألماني في مواجهة الاسلاموفوبيا، بعد تسارع الأحداث الإرهابية الأخيرة في فرنسا، واصفا تصريحات الألمان في هذا الاتجاه بالمسؤولة.
السفير قال إن «الموقف الألماني في التعاطي مع ظاهرة الاسلاموفوبيا يتميز بنوع من المسؤولية»، في إشارة إلى «تصريحات المسؤولين بداية من المستشارة أنجيلا ميركل أو على مستوى المسؤولين في الحكومة ومؤسسات الدولة»، و«أن تقف ألمانيا في وجه الاسلاموفوبيا، وتحاربها، وترفض التهجم على الدين الإسلامي، فهو موقف نعتبره مسؤولا»، يقول الدبلوماسي المغربي، مسجلا أن تصريح «المستشارة ميركل التي اعتبرت خلاله الإسلام جزءا لا يتجزأ من المجتمع الألماني موقف يجب التنويه به».
وأوضح زنيبر، أن «برامج التربية في ألمانيا واعدة، وبالخصوص على مستوى اللغة العربية»، كاشفا عن «تدريس قواعد الدين الإسلامي في بعض مدارس التي يوجد فيها أبناء الجالية المغربية».
واستغرب السفير، ما اعتبرها «مجموعات هامشية متطرفة تحاول أن تستغل سياسويا الخطاب المعادي للمهاجرين بصفة عامة والمسلمين خاصة»، مسجلا «أن المغرب يقوم ببرامج للتعاون قصد الوقوف في وجه هذا التطرف».
وأضاف زنيبر،«بصفتا ممثلين لجزء من هذه الجالية المسلمة والمغربية على وجه الخصوص، نبذل قصارى جهدنا كي تكون هناك برامج وتواصل مع جاليتنا لتبقى مرتبطة بقيمها وشخصيتها»، مشددا على ضرورة «مواكبة مغاربة ألمانيا للقوانين الجاري بها العمل في هذا البلد بكل توازن».
«بيغيدا».. عداء للإسلام والأجانب يلهب أجواء ألمانيا الباردة
عكس خروج المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن مسار مؤتمرها الصحفي مع ضيفها رئيس الوزراء البلغاري، بانتقاد مظاهرات حركة «وطنيون أوروبيون ضد أسلمة الغرب» المعروفة باسم بيغيدا، مستوى الانزعاج الألماني الرسمي من تزايد أعداد المشاركين بمظاهرات الحركة المعادية للمسلمين والأجانب منذ أسابيع بمدينة دريسدن شرقي البلاد. وحذرت ميركل -التي ترأس الحزب المسيحي الديمقراطي- المشاركين بمظاهرات "بيغيدا" من "استخدامهم أداة للتحريض والتشهير بالآخرين".
من جانبها اعتبرت ياسمين فهيمي، الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الديمقراطي، الشريك الثاني في الحكومة الألمانية، أن «منظمي المظاهرات يمارسون لعبة خطرة تسمم الأجواء السياسية وتثير الكراهية والأحكام المسبقة».
ودفع تأسيس حركات مشابهة بمدن ألمانية أخرى وتنظيم مظاهرات معادية ل «أسلمة ألمانيا والأجانب»، وزير العدل هايكو ماس لوصف مظاهرات بيغيدا بأنها «مدعاة للعار ومثار للمخاوف من مخاوف من موجات تحريض جديدة ضد الأجانب».
وشارك في أول مظاهرات نظمتها الحركة 500 شخص، ارتفعت أعدادهم تدريجيا حتى زادت عن 10 آلاف متظاهر. وتجمع مظاهرة "بيغيدا" بين تيارات يمينية متطرفة ونازيين جدد وجماعات مثيري الشغب في الملاعب المعروفة باسم "هوليغنز"، إضافة إلى مواطنين من مدن ألمانية مختلفة، يمثل العداء للعرب والمسلمين قاسما مشتركا بينهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.