خرج الآلاف من مختلف الاعمار والمستويات الاجتماعية في كبريات المدن الألمانية مثل العاصمة برلين، وشتوتغارت وكولونيا كرد على المظاهرات التي دعت إليها حركة "بيغيدا" اليمينية المناهضة للأجانب والتي تنظمها كل يوم اثنين. ورفع المتظاهرون لافتات ترحب بالأجانب وباللاجئين وتدعو إلى التعددية في المجتمع وإلى نبذ العنصرية والكراهية ومعاداة الآخر وكذا إلى تكريس قيم التسامح والتعايش والانفتاح على العالم. وقد أثارت الحركة مخاوف السياسيين الالمان الذي حذروا من تناميها في المجتمع الألماني وتوسع المنظمين إليها خاصة وأن متزعميها من اليمينيين الشعبويين المتطرفين والنازيين الجدد ومثيرو الشغب في الملاعب . وفي مدينة شتوتغارت، حيث شارك الآلاف في مسيرة تندد بنشاط حركة "بيغيدا" وبأفكارها ورفضها للمسلمين واللاجئين ، اعتبر عمدة المدينة ، فريتز كون ، المظاهرات التي شارك فيها الآلاف ضد الحركة "رسالة تشجيع على الاندماج ورفض لإغلاق الحدود في وجه الذين يقصدون ألمانيا". وقال كون القيادي البارز في حزب الخضر المعارض مخاطبا المتظاهرين "شتوتغارت ترحب باللاجئين "، معربا عن اعتزازه بهذا العدد الكبير من المتظاهرين المناهضين ل" بيغيدا" وقال إن "ذلك يشكل أقوى برهان على أن لا مكان هنا لمن يميز بين البشر"، وذلك في إشارة لمؤيدي الحركة . وخاطب عمدة شتوتغارت الألمان المشاركين في المظاهرات التي تنظمها حركة "بيغيدا" في مدن ألمانية اليوم قائلا " لا تجعلوا من أنفسكم أدوات بين يدي اليمين المتطرف والنازيين الجدد ". وكانت حركة "بيغيدا" قد دعت اليوم الألمان إلى التظاهر في مدينة دريسدن شرق ألمانيا حيث انطلقت، وفي عدد من المدن الألمانية الأخرى، احتجاجا على ما تعتبره "أسلمة الغرب" و"اغتراب المجتمع الألماني بسبب اللاجئين". يشار إلى أن حركة "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" تدعو مؤيديها للتظاهر كل يوم اثنين، حيث نظمت أكبر مظاهرة لها في دريسدن قبيل الاحتفالات بعيد الميلاد شارك فيها نحو 17 ألف و500 شخص.