احتضنت قاعة الاجتماعات والندوات التابعة لعمالة إقليموزان فعاليات المنتدى الدولي لشباب الألفية الثالثة، وهو الموعد الذي تحتضنه المدينة استعدادا لل"COP22" المقرر تنظيمه خريف العام الجاري بمراكش. المنتدى، الذي اختير له شعار "الشباب والتطوع والتنمية المستدامة"، عرف حضور إدريس كراوي، الأمين العام للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، إلى جانب جمال العطاري، عامل إقليموزان، ورئيس بلدية وزان، ورئيس المجلس الإقليمي بالنيابة، وممثلة عن وزارة البيئة، ووفد ممثل ل18 دولة أجنبية، إفريقية وأوروبية، فيما غاب عن اللقاء إلياس العماري، رئيس مجلس جهة طنجة- تطوان، ورئيس المجلس الإقليمي، العربي لمحرشي. جمال العطاري، بصفته عاملا على إقليموزان، كان أول المتدخلين، وقد اعتبر، في كلمته الافتتاحية الترحيبية، أن اللقاء الدولي بادرة خير على المدينة وشبابها، ونوه بمنتدى الشباب المغربي لاختياره هذا الموضوع، مؤكدا على كون هذا اللقاء فرصة لجمع مشاريع الشباب الطموح استعدادا لل"COP22". من جانبه شدد إدريس كراوي، الأمين العام للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، على كون اختيار المدينة لاحتضان الحدث الدولي كان قرارا صائبا وحكيما، متحدثا عن تاريخ "دار الضمانة" الضارب في القدم، وعن المكانة الخاصة التي احتلتها الحضارة الوزانية لحقب بالمملكة المغربية، إلى جانب البعد الروحي الذي شكل نقطة تميز للمدينة عبر التاريخ. المتحدث نفسه اعتبر التحولات المناخية أحد أهم التحديات التي ستواجه الشباب باعتباره فاعلا أساسيا راغبا في بناء نموذج تنموي جديد، وفي هذا الصدد، استعرض مجموعة من الخصوصيات التي تحكم دور الشباب في التنمية، مرجعا ذلك إلى ثلة من الهواجس والأهداف التي يعرفها العالم بصفة عامة. كراوي تأسف لاستغلال الحقل الديني في المجال السياسي، مشددا على ضرورة الاهتمام بالشباب وفتح الأبواب أمامهم وإشراكهم في اتخاذ القرار، وتطوير ثقافة الفعل والمشاركة والمساهمة في الحركات الثقافية والإبداعية. وتطرق كراوي لمقاربات المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، مصنفا إياها إلى حقوقية لكونها تكرس للحق في البيئة السليمة وفي التتنوع البيولوجي الصحي، وهو ما يجعل هذه المقاربة تدخل ضمن الجيل الجديد من حقوق الإنسان، والتشاركية باعتبار الموضوع يهم جميع مكونات المجتمع المغربي والدولي، واجتماعية أيضا. ودعا "الثالوث المتحكم"، والمتمثل في الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام، إلى تطوير الثقة لدى هؤلاء الشباب عوض خطابات الإحباط والتيئيس ونشر الأمل بغية بناء مغرب ناجح في ظل التغييرات المحذقة بالبلد، معتبرا هذه النوعية من اللقاءات هي بوابة إشراك الشباب لبناء مغرب جديد وبلورة السياسات العامة وتقليص أضرارها على الموارد البشرية والثروات الطبيعية ضمانا لحكامة تضمن حق الجيل القادم في الاستفادة منها. من جانبه شدد محمد فهد الباش، رئيس المنتدى، على أن الهدف من تنظيم اللقاء يدخل في إطار الاستعداد لل"COP22"، وذلك من أجل تبادل الأفكار والخبرات والتجارب بين شباب العالم. وأضاف أن اللقاء الذي يحضره قرابة 100 شاب وشابة من القارات الخمس، هو فرصة كذلك للتعريف بالمغرب بصفة عامة، ومدينة وزان خاصة، لما تزخر به من مؤهلات طبيعية وبيئية، ومحاربة بعض الظواهر غير الصحية التي تؤثر في حياة الشباب المغربي في مجال البيئية والمناخ. كما شدد المتحدث على ضرورة التنشئة منذ الطفولة، وذلك عبر إدماج مجموعة من المفاهيم المتعلقة بالشباب بالمقررات الدراسية ومحيطه الأسري وكذا بوسائل الإعلام قصد تكوين شباب واع بمشاكل التغييرات المناخية، على أن يكون قادرا على معالجتها وتفادي أضرارها على المدى القريب والبعيد، يورد الباش. اللقاء كان فرصة لعبد الحليم العلاوي، رئيس بلدية وزان، لاستعراض مجموعة من المشاريع التي تهم الشباب الوزاني، من مسرح ومركز استقبال، سترى النور قريبا في إطار شراكات. كما استحسن رئيس بلدية وزان المبادرة، خصوصا أمام التحديات التي تواجه البلاد في شق التنمية المستدامة .. وعرف الموعد تكريمات لجمعيات حقوقية وشخصيات مدنية وجمعوية صديقة للبيئة.