عاد رشيد مدران، وزير التكوين البلجيكي من أصل مغربي، إلى التفجيرات الإرهابية الأخيرة التي هزت بروكسيل وفرنسا للتأكيد على أنها تسببت في خلق بيئة فيها كثير من التوتر، وبثت جوا من التفرقة، مشيرا إلى أن عددا من الدول الأوروبية تشهد تصعيدا ضد المسلمين؛ حيث غدت ردود الفعل أكثر عنفا وبات المهاجرون المغاربة أكثر خوفا وتوجسا. مدران، ضمن مداخلة له خلال لقاء دراسي ناقش "العيش المشترك بين التطرف والإسلاموفوبيا"، نظّم بالصخيرات من لدن الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين في الخارج وشؤون الهجرة، اقترح أن يعيش الشباب المغربي بالخارج هويتهم ومكانتهم داخل المجتمع المستقبِل، بعيدا عن الاندماج على اعتبار أن هؤلاء الشباب ولدوا في بلجيكا وفرنسا وغيرها من الدول الأوروبية. وأشار المتحدث إلى أن المغاربة في بلجيكا، مثلا، يعانون من العنف والتمييز في التعليم، كما أن فرص العمل غير متاحة للجميع، لافتا إلى أن الجالية المغربية تعيش في أوروبا "اندماجا مقسما"؛ حيث إن الشباب يحصلون على شواهد علمية ويقيمون صداقات مع أبناء البلد الأصليين ويتحدثون لغة البلد، لكنهم يبقون عاطلين عن العمل، وهي مشاكل يعانيها المهاجر المغربي أو الإفريقي بوطأة أكبر. ومن وجهة نظر سياسية، يرى الوزير البلجيكي أن معظم الشباب الذين يلجؤون إلى التطرف لا يتحدثون العربية، وليس لهم اضطلاع على النصوص الدينية، معتبرا أن تعليم هؤلاء طريقة التدين المغربية مفتاح لنبذ ومحاربة التطرف، ف"الشباب لا يجدون في المساجد الأوروبية دين آبائهم وأجدادهم على الطريقة المالكية، ومن الواجب تكوين أئمة مغاربة"، يقول المتحدث. من جهته، يرى إدريس اليزمي، رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، أن "الإسلام أصبح مسألة جدلية داخل أوروبا"، داعيا إلى تحمل المسؤولية المشتركة بين جميع الدول، وقد "رفضت الدول الأوروبية تدخل الدول التي ينحدر منها المهاجرين لإيجاد حل لهذا المشكل على مدى سنوات، وعليها الآن فتح نقاشات مشتركة على اعتبار أن المسؤوليات مشتركة"، فضلا على أهمية العلوم الإنسانية في معالجة هذه القضية. وعرج اليزمي، خلال اللقاء ذاته، على مقتضيات الدستور المغربي الذي ينص على أن أفراد الجالية المقيمين بالخارج مواطنون مغاربة كاملو المواطنة، بالإضافة إلى كونهم سفراء لبلادهم يعملون على توطيد العلاقات المجتمعية بين وطنهم الأم وبلدان المهجر، مؤكدا أن أيّا من الدساتير العالمية شرح وضعية المهاجرين والجالية المغربية مثل ما فعل الدستور المغربي.