بعد أن كانت الكوت ديفوار البلد الإفريقي السباق إلى طلب المساعدة المغربية لتدبير ملف الجالية المقيمة بالخارج، جاء الدور على موريتانيا التي عبرت هي الأخرى عن رغبتها في الاستفادة من التجربة المغربية في نفس المجال، ما دفعها إلى إرسال وفد رفيع المستوى إلى مجلس الجالية المغربية بالخارج للتعرف على كيفية اشتغال المجلس، "خصوصا وأن موريتانيا لديها خبرة في تدبير ملف المهاجرين المقيمين فيها لكنها لا تتوفر على أي خبرة في التعامل مع جاليتها المقيمة في الخارج" حسب تصريح با حمادي عضو ديوان الرئيس الموريتاني. وحمل الوفد الموريتاني الكثير من الأسئلة التي طرحها صباح اليوم على عبد الله بوصوف الأمين العام لمجلس الجالية، وعلى رأسها الأدوار المنوطة بالمجلس وكيفية تواصله مع الجالية المقيمة في الخارج. ليرد المسؤول المغربي بكون المجلس مزج بين مهمتين "أن يكون صوت المهاجرين في المغرب وبأن يدافع عن مصالحهم في الخارج"، مضيفا بأنه قبل خلق المجلس كان التعامل مع ملف المهاجرين موسميا وينحصر على عملية استقبالهم في الصيف، "أما الآن فالعمل على هذا الملف هو دائم ومكثف". وكشف بوصوف أن هدف المجلس هو الوصول إلى تكوين جبهة موحدة تضم العديد من الدول الإفريقية لتدافع عن مصالح المهاجرين الأفارقة بصفة عامة وليس مهاجري بلد بعينه، مضيفا بأن الاتحاد الأوروبي عندما يتفاوض مع الدول فإنه يتفاوض مع كل بلد بشكل منفرد، "لكن لو توصلنا إلى خلق جبهة مكونة من مجالس للمهاجرين سيكون موقعنا التفاوضي أفضل وسنكون أكثر قدرة على حماية مصالح المهاجرين". الوصول إلى هذا الهدف يمر حسب الأمين العام لمجلس الجالية المغربية، عبر خلق علاقة حيوية بين المهاجرين الأفارقة داخل أوروبا، لأنهم يواجهون نفس التحديات وعلى رأسها العنصرية، والإسلاموفوبيا، والأزمة الاقتصادية التي أثرت على أوضاع المهاجرين بشكل كبير. ولكي يبين بوصوف للوفد الموريتاني أهمية التوفر على مجلس متخصص في تدبير ملف المهاجرين، فقد أكد أن مجلسه كان السباق إلى التنبيه إلى العديد من المشاكل التي تعاني منها الدول الأوروبية حاليا، "فمنذ سنة 2009 ونحن نحذر من مشاكل التطرف وضرورة تكوين الأئمة وإعادة النظر في الخطاب الديني السائد في أوروبا". وأضاف الأمين العام للCCME، بأن المجلس حاول أن يستبق هذه المشاكل من خلال العمل على إيجاد حلول لها، الأمر الذي يفسر كيف أن العديد من الدول الأوروبية أصبحت تطلب من المغرب تكوين أئمتها. وقدم بوصوف ثلاث مميزات للمهاجرين المغاربة المقيمين في الخارج وهي، أنها مجموعة عالمية نظرا لتواجدها في أكثر من 100 بلد عبر العالم، عكس المهاجرين الأتراك المتواجدين في ألمانيا فقط، والمهاجرين الجزائريين المتمركزين في فرنسا، بالإضافة إلى كونها مجموعة يغلب عليها الشباب الذين يشكلون نسبة مهمة من مجموع مغاربة العالم، أما الميزة الثالثة فهي الحضور القوي للنساء ففي بعض الدول الأوروبية تمثل نسبة النساء المغربيات المهاجرات 50 في المائة من مجموع المهاجرين المغاربة.