استضافت مدينة الصخيرات الجمعة الماضية، ثلة من الباحثين والأكاديميين وفعاليات جمعوية من أصل مغربي في المهجر، لبحث موضوع "العيش المشترك بين التطرف والإسلاموفوبيا" أجمعت على ضرورة استمرار اليقظة لمواجهة هذه الظاهرة التي قصمت ظهر الجالية المغربية في الخارج مؤكدين أن الأجوبة المحتملة عن مشاكل الإسلاموفوبيا يجب أن تندرج في إطار سيرورة زمنية، وكذا صياغة كتاب أبيض يكون بمثابة خطة طريق عقلانية بعيدة عن ردود الفعل القائمة على الانفعال، كفيلة بدعم التعايش والحد من التطرف ومواجهة الإسلاموفوبيا. وشدد المشاركون في هذا اللقاء، الذي تواصل ليوم كامل ويعتبر أحد اللقاءات ضمن سلسلة لقاءات موضوعاتية تنظمها الوزارة، على ضرورة صياغة رؤية استراتيجية موحدة لأجل مواجهة الأعمال المعادية للمسلمين والمساعدة في دعم مسلسل الاندماج والحد من خطر التهميش والانطواء لدى الجالية المغربية المقيمة في الخارج، وتبني مقاربة شمولية من خلال تعبئة مجموع العلوم الإنسانية، خاصة التاريخ وعلم الاجتماع وعلم الأديان. وأكد المشاركون في هذا اللقاء، الذي اختار أنيس بيرو الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة في أن يستدعي للمشاركة فيه كل من محمد عامر وعبد اللطيف معزوز الوزيرين السابقين المكلفين بمغاربة العالم، تعبيرا منه عن استمرارية المرفق الحكومي والتزاما منه بتنفيذ استراتيجية الوزارة في مجال الهجرة والجالية، أن معالجة قضايا الهجرة تتطلب مقاربات جديدة في إطار رؤية شمولية لبناء استراتيجية ومنهجية مشتركة لمواجهة القضايا المشتركة. واتفق المشاركون على أن مقاربة موضوع "العيش المشترك بين التطرف والإسلاموفوبيا" في لقاء يروم النأي عن الصور الصادمة والمزايدات اللفظية والسياسية، والبحث عن إجابات براغماتية وواقعية في إطار منهجية جماعية مشتركة متعددة التخصصات والثقافات، ليس إلا محطة أولى تتولد عنها وثيقة تكون بمثابة أرضية لعقد لقاءات جهوية في أوربا ستكون أولاها في عاصمتين أوربيتين (باريس وبروكسيل) تعاني فيها الجالية المغربية من العداء اليميني جراء ضربات إرهابية خلفت ضحايا أبرياء، من أجل فهم حقيقي للتطرف والإسلاموفوبيا لا يستثني فاعلين من بلدان الاستقبال. وأوضح المشاركون في اللقاء أنه في بعض البلدان تتعالى أصوات للمطالبة بتشديد الشروط «القانونية» للهجرة، وهو ما قد يضع مسلسل الإدماج موضع شك، وقد يرفع من مخاطر الانطواء الجماعي للمهاجرين، خاصة حينما يتم تحميل المسؤولية للإسلام وللبلدان الأصلية. وقد شارك فاعلون مؤسساتيون وسياسيون وأكاديميون ومنظمات المجتمع المدني والعديد من الشخصيات البارزة المنحدرة من الهجرة، بهدف تقديم إيضاحات حول التطرف والإسلاموفوبيا والعيش المشترك، وكذا اقتراح برامج عملية من أجل مواجهة هذه الظواهر والتخفيف من وطأتها على المواطنين المقيمين بالخارج. ويأتي تنظيم هذا اللقاء في سياق متوتر، خاصة في بعض البلدان الأوروبية التي تأوي عددا هاما من أفراد الجالية المغربية، حيث تضاعفت، حسب المفوضية الأوروبية، الأعمال المعادية للمسلمين خلال السنوات الثلاث الأخيرة. وتميز اللقاء بمناقشات رامت فهم ظاهرة الإسلاموفوبيا ورصد الوضع مع تشجيع تطوير شراكات بين مختلف الفاعلين المتدخلين على مستوى المغرب وبلدان الاستقبال.