شكل لقاء دراسي حول موضوع "العيش المشترك بين التطرف والإسلاموفوبيا" فرصة لإيجاد إجابات وتقديم توضيحات حول التطرف والإسلاموفوبيا والعيش المشترك، ما دفع أنيس بيرو، الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، إلى التأكيد على أن الموعد "فرصة للتعبير بكل تجرد عن واقع المشكل، وخطوة لاستثمار الذكاء الجماعي لفهم الموضوع". واعتبر بيرو، في كلمة ألقاها ضمن اللقاء المنعقد اليوم الجمعة بقصر المؤتمرات بالصخيرات، أن "الإشكالات المعاشة تختلف من دولة إلى أخرى، ولكل بلد رؤاه وقراءاته، وهي مجتمعة ستوصلنا إلى فهم حقيقي للقضية"، مشيرا إلى أن "المغاربة يتوفرون على فهم معين، لكنه لا يمكن أن يعطي أكله أو يصل إلى صورة مكتملة الأركان إلا عبر النقاش مع دول أخرى"، حسب تعبيره. ندوة صحافية تلت الموعد لفت خلالها الوزير إلى أن "44 بالمائة من أطفال المغاربة بألمانيا يعانون من الهدر المدرسي، ما لن يمكنهم من النجاح في مسارهم الدراسي والعملي مستقبلا"، مشيرا إلى أن "الوزارة تشتغل رفقة المخرج كمال كمال على تهييء حقيبة ثقافية وفنية وأدبية للتعريف بالثقافة والحضارة والتاريخ المغربي، موجهة إلى المغاربة المقيمين بالخارج". وأوضح المتحدث ذاته أن المشروع "سيشمل روايات وكتبا تعود لعدد من الأدباء المغاربة المعروفين، زيادة على أشرطة تضم أغاني مغربية لمجموعة من كبار الفنانين المغاربة الرواد وغيرهم، بالإضافة إلى التعريف بتشكيليين مغاربة مشهورين، زيادة على تنظيم ملتقيات وجامعات صيفية للشباب من أصول مغربية، ما سيمكنهم من التعرف على الثقافة المغربية تاريخا وحضارة وعادات وتقاليد"، وفق تعبيره. ويأتي هذا اللقاء في سياق الأحداث الإرهابية المعاشة في بعض الدول التي تأوي عددا هاما من أفراد الجالية المغربية، ما أدى إلى تضاعف الأعمال المعادية للمسلمين، وتعالي أصوات عديدة في مجموعة من الدول تحمل المسؤولية للإسلام وللبلدان الأصلية للمهاجرين، وتطالب بتشديد الشروط القانونية للهجرة. وأعرب الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج عن أمله في إخراج وثيقة أو كتاب في نهاية اللقاء، يجمع أفكار ومبادرات وشهادات الحاضرين، داعيا كل المساهمين القادمين من دول مختلفة إلى "فتح النقاش مع مسؤولي ومثقفي بلدانهم للوصول إلى تحمل المسؤولية المشتركة لخلق طمأنينة الجالية المغربية، والتدخل لخلق فضاءات مشتركة للنقاشات، بما يمكن من التعايش". واضطر بيرو للدفاع عن توقيت اللقاء، عازيا الأمر إلى محاولة الابتعاد عن ردود الفعل العاطفية والمباشرة، واعتماد تحليل كل الرؤى والدلالات، وتوخي الحكمة والتشارك والإنصات، ما يتطلب الاشتغال مع الفاعلين السياسيين والجمعوين ومختلف الفاعلين، موضحا أن "مسألة مثل هذه تهدد المجتمعات الغربية كذلك، على اعتبار أن فصيل اليمين المتطرف يستغل القضية لتأجيج الحقد والكراهية"، حسب تعبيره، خالصا إلى القول إن "المسؤولية تحتم تحريك الوعي الجماعي".