تصريحات أدلى بها وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، في معرض رده على سؤال شفوي تقدمت به سعاد شيخي، عن فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب، بشأن الأخطار التي تواجه مغاربة ثغري سبتة ومليلية، أثارت غضب أحزاب سياسية إسبانية استنكرت وصف الوزير لسكان الثغرين ب"المغاربة"، وذلك حين قال التوفيق إن "هؤلاء ليسوا مهاجرين، بل يتواجدون في وضعية نعرفها جميعا". ودعا الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني المعارض، والذي يتزعمه بيدرو شانتشيث، الحكومة المركزية بمدريد إلى مطالبة وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربي ب"تصحيح ما تلفظ به، وتقديم اعتذار عن وصفه مواطني مليلية بكونهم مغاربة في وضعية خاصة"، مضيفا أن "الطابع الإسباني لمليلية لا يشوبه أي شك أو نقاش، كما أنه من غير المقبول عدم احترام مواطني هذه المدينة"، على حد زعم التنظيم الحزبي. من جهته، وصف إدواردو دي كاسترو، منسق حزب "Ciudadanos"، رد المسؤول الحكوميّ عن الشأن الديني المغربي داخل مجلس النواب ب"الحماقات"؛ فيما أعرب حزب "سانتشيث" عن استغرابه هذه التصريحات التي يرى أنها "فاقدة للمعنى، وستؤدي فقط إلى توليد الصراع والرفض بين المكونات العرقية المشكلة للمدينتين، بالإضافة إلى أنها ستخلق التوتر بين مسؤولي مدريد والرباط". وأضاف القيادي دي كاسترو، في تصريحات نقلتها صحيفة "إلفارو ديخيتال" الإسبانية، أن "ما يحتاجه الوزير أحمد التوفيق هو أن يُرسل له أحد الأشخاص كتابا لمادة التاريخ حتى يتأكد أن مدينة مليلية كانت على مر الزمان إسبانية، قبل خروج الدولة المغربية إلى الوجود؛ والرباط ملزمة بالاعتراف بالاتفاقيات الدولية"، على حد تعبيره الذي أردف: "صحيح أنه يعيش في مدينتنا مواطنون ينحدرون من المغرب، لكنهم إسبان". وفي منحى ذي صلة، قالت غلوريا روخاس، نائبة الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني بثغر مليلية، إن "المغرب مطالب باحترام سيادة الدول بالطريقة نفسها التي نحترم بها سيادته على أراضيه"، وتابعت: "مندوب الحكومة المحلية بالمدينة، عبد المالك البركاني، مطالب بالتدخل للضغط على الحكومة المركزية بمدريد حتى يتقدم المغرب بتصحيح رسمي لأقوال الوزير الذي وصف سكان مليلية بالمغاربة".