في اجتماعه الأخير مع وزير الخارجية الإسباني، دعا رئيس حكومة مليلية، خوان خوصي إمبرودا، إلى إلزامية العمل على تنزيل مقترح تقدم به في أكثر من مناسبة، ويهدف إلى القيام بدراسة جدية بشأن إعادة النظر في القوانين والرسوم المتعلقة بالتعريفة الجمركية المفروضة على السلع المهربة عبر مختلف المعابر الحدودية بين الناظور و مليلية. وصادق المجلس الحكومي لمدينة مليلية على قرار يروم الشروع في الإجراءات اللازمة للاندماج في الاتحاد الجمركي الأوروبي، داعيا جميع الأطراف إلى تحقيق أقصى توافق في الآراء بغية تطبيق الخصائص المالية الأوروبية نفسها على النقط الجمركية لثغر مليلية، عبر تقديم مقترح رسمي مشترك شهر فبراير القادم، رغم أن "الطريق نحو تحقيق هذا المبتغي لن يكون سهلا"، حسب تعبير المجلس. و سيؤدي انضمام مليلية الى الاتحاد الجمركي الاوربي الى تطبيق نفس النظم الاوربية على المعابر بين الناظور و مليلية و من بينها امكانية فرض رسوم على السلع و منع العبور بدون تأشيرة قانونية مما يعني انهاء عهد التهريب المعيشي الى الابد. وطالب حزب "مواطنون" الإسباني بضرورة دمج مليلية في النظام الجمركي لدول الاتحاد الأوروبي، مضيفا أن "هذا الإجراء الاقتصادي سيعزز الطابع الأوروبي للثغر، وسيتصدى للمطالب السيادية للمملكة المغربية من أجل استرجاعهما". وأشار إلى أن الحكومة المركزية، بقيادة زعيم الحزب الشعبي ماريانو راخوي،الذي رفض الاستجابة سابقا للملتمس لاعتبارات سياسية، "مُطالبة بأخذ هذا الملف بعين الاعتبار". وقال إدواردو دي كاسترو، المتحدث باسم التنظيم السياسي نفسه في الحكومة المحلية لثغر مليلية، إن إخضاع المدينتين للنظام الجمركي الأوروبي ستكون له عدة مزايا على الاقتصاد المحلي، عبر تعزيز مكانة النقط الحدودية الفاصلة وتوفير إمكانيات اقتصادية جديدة، مضيفا أن "القرار سيمنح بعدا أوروبيا، عكس السياسات الحالية التي تستثني الثغرين من النظام الجمركي للاتحاد الأوروبي". وأضاف دي كاسترو، المعروف بمواقفه القومية المناوئة للمغرب، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإسبانية "إيفي"، إن "تفعيل المقترح يحتاج إلى حكومة مركزية جدية وشجاعة قادرة على طرح هذه القضية على أنظار البرلمان الأوروبي ببروكسيل، بهدف تمتيع سبتة ومليلية بالشروط القانونية ذاتها، التي تخضع لها جميع الدول الأعضاء المنضوية تحت لواء الاتحاد الأوروبي"، وفق تعبيره. وأكد القيادي بحزب "مواطنون" أن "ثغر مليلية يحتاج إلى مقترحات بناءة وحيوية، عكس الوضع الحالي المتسم بالركود بسبب سياسة حكومة منهكة وبدون أفكار". فيما عبرت هيئات نقابية وعمالية وخبراء وسياسيون عن انزعاجهم الكبير قبيل الإعلان عن بدء إجراءات جدية من أجل دراسة إمكانية دمج سبتة ومليلية في النظام الجمركي الأوروبي، مخافة التسبب في أزمة دبلوماسية جديدة بين الرباط ومدريد.