يبدو أن توجه الدولة الإسبانية إلى إلغاء الامتياز الاستثنائي الذي ينص عليه نظام شنغن، والمتمثل في إعفاء ساكنة مدن تطوان والفنيدق والناظور ونواحيها من دخول المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية بدون تأشيرة، أصبح واقعا تدرسه الحكومة الإسبانية بجدية، وتحول إلى مصدر اجتماعات رسمية مهمة، كما أن الإسبان اتخذوا إجراءات جديدة لمحاربة فوضى المعابر الحدودية. إلى جانب طرح مشاريع أخرى ضخمة لرفع التواصل بين الثغرين المحتلين والداخل المغربي وتشجيع السياحة وتنقل رجال الأعمال. في هذا الصدد، استقبل ألفونسو داستيس، وزير الخارجية الإسباني، في مقر الوزارة يوم أول أمس الأربعاء، كلا من مندوب الحكومة في سبتة، نيكولاس فيرناندو كوروكول، وحاكم المدينة، خوان فيفاس، من أجل إيجاد مخرج للأزمة الصعبة التي تعيشها المعابر الحدودية للثغرين منذ سنوات بسبب الازدحام والاكتظاظ، وإيجاد الحلول الممكنة. لهذا طُرح كخيار دراسة إمكانية إعادة النظر في ولوج مغاربة المدن المحيطة بسبتة ومليلية إليهما بدون تأشيرة، إذ يكتفون حاليا بتقديم جوازات سفرهم فقط للأمن الإسباني. نيكولاس فيرناندو كوروكول أوضح بعد الاجتماع، أنه نوقشت "قضايا مهمة جدا"، مثل إمكانية "إدماج محتمل للمدينة المستقلة في الاتحاد الجمركي، مع احترام الوضع الاقتصادي والمالي الخاص". من جهته، أكد الوزير ألفونسو داستيس، وجود اتصالات مع المغرب من أجل طرح وضع معابر سبتة ومليلية وإيجاد حلول للفوضى المنتشرة هناك، حسب موقع "بويبلو دي سبتة". وزير الداخلية الإسبانية، خوان إغناسيو ثويدو، اجتمع، أيضا، بنيكولاس فيرناندو كوروكول وخوان فيفاس، من أجل إيجاد حل لأزمة المعابر الحدودية، إذ وعد الوزير بإعادة هيكلة الحدود بشكل كامل بأسرع وقت ممكن، وتحسين بنيتها التحتية وتزويدها بالوسائل التكنولوجية الحديثة الموجودة لمراقبتها وتسهيل عملية تنقل المواطنين والسيارات. الاجتماعات التي شهدتها مدريد، عرفت أيضا طرح إمكانية إنجاز مشاريع ضخمة بين المدينتين المحتلتين والداخل المغربي. إذ يطرح الإسبان بتنسيق مع نظرائهم المغاربة إحداث خطوط بحرية وجوية بين المدينتين والداخل المغربي، خاصة مدينة طنجة من أجل تسهيل عملية تنقل المواطنين والسياح ورجال الأعمال، وتجنب الازدحامات الكبيرة في المعابر.