أثار مشروع القانون الذي تقدم به الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني بشأن السماح للمهاجرين الأجانب بالتصويت في الانتخابات البلدية والمحلية المقبلة جدلا واسعا وسط برلمان حكومة مدينة مليلية؛ إذ حذر خوان خوصي إمبرودا، رئيس الثغر الخاضع للاستعمار الإسباني، من تداعيات هذا القرار مخافة أن "تفرز هذه الاستحقاقات المستقبلية حاكما مغربيا لمدينة مليلية"، بتعبيره. واستنكر إمبرودا بشدة القرار الذي تبناه حزب "بيدرو سانتشيث"، رئيس الحكومة الإسبانية الجديد المُنتخب خلفا للزعيم الشعبي ماريانو راخوي، وقال إن منح حق التصويت للأجانب المقيمين داخل التراب الأيبيري سيعطي الفرصة للمغاربة بغية الوصول إلى سدة الحكم، خاصة في الثغرين الخاضعين لنظام الحكم الذاتي، بحجة أن "معدل المغاربة الحاملين لبطاقة الإقامة بمليلية يفوق عدد المواطنين الإسبان". وأضاف المتحدث أن الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني يهدف إلى تسهيل حق مشاركة المهاجرين في التصويت خلال استحقاقات المجالس المحلية (البلديات والمقاطعات) ضاربا عرض الحائط الاعتبارات التاريخية والسياسية التي تطبع مدينتي سبتة ومليلية على غرار باقي محافظات وأقاليم إسبانيا، في إشارة إلى منح "امتياز" دخول مغاربة الشمال مدينتي سبتة ومليلية بدون تأشيرة. وزاد إمبرودا، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء "أوروبا بريس"، أن الغالبية العظمى من "المهاجرين" في مليلية هم مغاربة يحملون بطائق إقامة والسماح لهم بالتصويب سيضع، لا محالة، مواطنا مغربيا على رأس الحكومة المحلية للمدينة المتمتعة بالحكم الذاتي، مشيرا في الآن ذاته إلى أن الخطوة تنطوي على مخاطر، خاصة في ظل مطالب المغرب التاريخية باسترجاع الثغرين السليبين. ودعا القيادي بالحزب الشعبي الحكومة المركزية بالعاصمة مدريد إلى توخي الحذر تجاه المقترحات التي تطرح دون التفكير في التداعيات المستقبلية، لا سيما أن "مفهوم المهاجرين بمدينتي سبتة مليلية يكتسي طابعا خاصا"، مضيفا أنه لا يقصد بكلامه القيادي الأمازيغي مصطفى أبرشان، زعيم التحالف من أجل مليلية المعارض، وإنما جميع "المهاجرين المغاربة" المقيمين بالثغر. يشار إلى أن بيدرو سانتشيث تعهد بإيجاد حلول عملية لملف الهجرة غير النظامية الذي أصبح يؤرق الجارة الشمالية، خاصة بعد تدفق المئات من المهاجرين السريين على سواحل مدن إقليم الأندلس الجنوبي؛ إذ أكد فرناندو غراندي مرلاسكا، وزير الداخلية الإسباني، أن "الحكومة الجديدة تدرس إمكانية إزالة الشفرات الحادة التي تعلو السياجين المحيطين بمديني سبتة ومليلية المحتلتين". من جانبه، اتهم إمبرودا حكومة الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني بمحاولة "إغراق مدينة مليلية بمزيد من المهاجرين القادمين من دول العمق الأفريقي والأطفال القاصرين المغاربة غير المصحوبين"، موضحا أن تثبيت هذه الشفرات يعد بمثابة إجراء أولي من سلسلة تدابير وقائية لحماية الثغر، في وقت تعالت فيه أصوات منظمات حقوقية مطالبة بضرورة إزالتها، كونها تشكل خطرا على حياة الأفراد.