توجد حاليا سلطات الاحتلال الإسباني بالثغرين السليبين سبتة ومليلية في موقف لا يحسد عليه، بسبب التقارير الحقوقية الدولية و الأوروبية والإسبانية، التي تشير إلى ارتفاع حالات العنف والضرب والاعتداء بالمعابر الحدودية، وهي اللغة التي غالبا ما يتحدث بها رجال الحرس المدني تجاه المغاربة الذين يمتهنون تجارة التهريب المعيشي، وكذلك بسبب وضعها مؤخرا لسلسلة من الأسلاك الشائكة والشفرات الحادة المحيطة بالثغرين السليبين والتي تكون مثبتة عادة في السياجات المحيطة بالسجون والمعتقلات. ويكفي أن نستدل في هذا الصدد، بما تعرض له بحر الأسبوع الماضي المواطنين المغربيين بوعدا (42 سنة، أب لخمسة أطفال) والذي أصيب على مستوى يده اليسرى، وجمال (38 سنة) الذي أصيب على مستوى الرأس إصابات خطيرة نقل على إثرها إلى المستشفى المدني بسبتةالمحتلة. كما تعرضت مؤخرا سيدة مغربية تبلغ من العمر 68 سنة لسقوط من ا_دراج العالية التي وضعتها السلطات ا_سبانية مؤخرا لعبور المغاربة الممتهنين للتهريب المعيشي بمعبر طارخال بسبتةالمحتلة، وقد أدى هذا السقوط إلى إصابة السيدة بكسر على مستوى الظهر، حيث تم نقلها إلى المستشفى الجامعي بالثغر المحتل لتلقي العلاجات المناسبة، إذ لازالت ترقد به في انتظار إجراء عملية جراحية لها._هذا و قد تابعت و سائل ا_علام ا_سبانية هذه الحادثة خصوصا ا_لكترونية منها. وأصدرت العديد من الهيئات السياسية والجمعيات الحقوقية المهتمة كالعصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان فرع تطوان والمكتب الإقليمي لحزب الاستقلال بإقليم المضيقالفنيدق بلاغات استنكارية، كما نظمت العديد من الوقفات الاحتجاجية بباب سبتةالمحتلة مطالبة بضرورة وضع حد لمثل هاته الممارسات التي تضرب في العمق كرامة وحقوق الإنسان التي نصت عليها المواثيق والإعلانات والمعاهدات العالمية. وعلى صعيد آخر، قلل وزير الداخلية الإسباني، خورخي فرنانديس دياس، من خطورة الشفرات الحادة المثبتة في الأسلاك الشائكة التي تحيط بمدينة مليلية المغربية المحتلة، إذ وصفها بأنها "شفرات ردعية" ترمي إلى زجر عدد من المهاجرين الذين يحاولون التسلل، وبأنها غير خطيرة كما تريد أحزاب ووسائل إعلام تصويرها". وأفاد المسؤول الحكومي الاسباني، في تصريحات صحفية، أن "الجروح التي تسببت بها هذه الشفرات لمهاجرين منحدرين من دول جنوب الصحراء الكبرى، الذين حاولوا عبور الحدود كانت سطحية فقط". وأوضح وزير الداخلية الإسباني أن "التقرير المعد حول الوضع الأمني بالحدود يوجد حاليا في يد رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي الذي من المرتقب أن يقوم بتقييمه"، مردفا أن "الشفرات الحادة غالبا ما تكون مثبتة في السياجات المحيطة بالسجون، ومراكز المنظمات الدولية، والبنك المركزي الأوروبي، والبرلمان الأوروبي". وسبق لخوان خوسيه امبرودا، رئيس مقاطعة مليلية، من الحزب الشعبي الحاكم في إسبانيا، أن أبدى رفضه مؤخرا لمسألة وضع الشفرات الحادة في السياج الفاصل، لكنه لم ينكر، بالمقابل، تخوفه من عبور المهاجرين للحدود". وكان رئيس الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني "المعارض"، ألفريدو بيريز روبالكابا، قد صرح قبل أيام قليلة بأن "الأسلاك الشائكة الحادة التي ثبتتها اسبانيا أخيرا في السياج الذي يحيط بمدينة مليلية عبارة عن "نظام وقائي لا إنساني". وكان رئيس الحكومة الإسبانية، ماريانو راخوي، قد أورد أخيرا للإذاعة الوطنية الإسبانية، بشأن هذه القضية، بأنه طلب تقريرا من وزارة الداخلية بهذا الخصوص لمعرفة "آثار" هذه الشفرات القاطعة على الأشخاص".