لم يستسغ قادة عدد من الأحزاب السياسية الإسبانية ما صرح به وزير الوقاف و الشؤون الإسلامية أحمد توفيق وهو يجيب خلال جلسة الأسئلة الشفوية لمجلس النواب أول أمس الثلاثاء عن سؤال حول الأخطار التي تواجه مغاربة ثغري سبتة ومليلية المحتلتين، و قد وصف سكان المدينتين بالمغاربة، و قال في سياق جوابه على سؤال لفريق العدالة والتنمية بالمجلس، "هؤلاء ليسوا مهاجرين، بل يتواجدون في وضعية نعرفها جميعا". وطالب قادة كل من الحزب الاشتراكي العمالي، و حزب "Ciudadanos"، أحمد التوفيق ب"تصحيح ما تلفظ به، وتقديم اعتذار عن وصفه مواطني مليلية بكونهم مغاربة في وضعية خاصة"، مضيفا أن "الطابع الإسباني لمليلية لا يشوبه أي شك أو نقاش، كما أنه من غير المقبول عدم احترام مواطني هذه المدينة"، و وصف ما قاله الوزير المغربي ب"الحماقات"، و بال"فاقدة للمعنى، وستؤدي فقط إلى توليد الصراع والرفض بين المكونات العرقية المشكلة للمدينتين، بالإضافة إلى أنها ستخلق التوتر بين مسؤولي مدريد والرباط". في الأثناء ذهب البعض إلى حدود أبعد من ذلك بالقول إن "ما يحتاجه الوزير أحمد التوفيق هو أن يُرسل له أحد الأشخاص كتابا لمادة التاريخ حتى يتأكد أن مدينة مليلية كانت على مر الزمان إسبانية، قبل خروج الدولة المغربية إلى الوجود؛ والرباط ملزمة بالاعتراف بالاتفاقيات الدولية"، و اعتبار أن المغرب "مطالب باحترام سيادة الدول بالطريقة نفسها التي نحترم بها سيادته على أراضيه". هذا و كان وزير الأوقاف و الشؤون الاسلامية أحمد التوفيق قد أوضح أن الوزارة وحفاظا على الهوية الوطنية والدينية لمغاربة سبتة ومليلية المحتلتين تقوم ب " التواصل مع الهيئات القانونية العاملة هناك، خصوصا في اتجاه دعم الأئمة والقيمين الدينيين، وتوزيع المصحف المحمدي، وتأطير الحجاج، وبعث الوعاظ، والعمل على محاربة الأمية ". في وقت نبه فيه عدد من النواب إلى ما وصفوه بالهجمة الشرسة التي تستهدف هوية مغاربة الثغرين الوطنية والدينية، وعن وجود سياسة ممنهجة من طرف إدارة الاحتلال لطمس هاته الهوية، مطالبين باتخاذ إجراء ات عاجلة ومضاعفة الجهود المبذولة لأجل الحفاظ عليها.