أمام الاعتصام المفتوح الذي يخوضه بحارة العرائش أمام باب الميناء بالمدينة، قام عامل الإقليم باستدعاء ممثلي البحارة إلى لقاء تفاوضي من أجل إيجاد حلول لمطالبهم بحضور ممثلين للوزارة الوصية على القطاع وأرباب المراكب، إلا أن المفاجئة كانت في تصريحات عامل الإقليم الذي هاجم الخميس الماضي أحد ممثلي البحارة واتهمه بالإرهاب وتهديده له بالسجن، كما أمر البحارة بإنهاء الاعتصام وإلا سيأمر القوات العمومية بالتدخل وفضه بالقوة، مما اضطر ممثلي البحارة لإعلان انسحابهم من جلسة الحوار وإصدارهم لبيان حملوا فيه عامل الإقليم مسؤولية ما آل إليه الحوار، واتهامهم له بالتواطؤ مع أرباب المراكب، ومطالبتهم بقدوم لجنة مركزية لتقصي الحقائق والوقوف على الاختلالات التي يعرفها ميناء العرائش لفقدانهم الثقة في وعود والتزامات المسؤولين المحليين وعلى رأسهم عامل الإقليم، مع تأكيدهم على استمرار إضرابهم المفتوح إلى أن تتحقق مطالبهم العادلة. وتعرف ساحة "تحرير البحار" كما أطلق عليها البعض حضورا كثيفا للبحارة وسكان المدينة الذين يساندونهم ويشاركون معهم في مهرجاناتهم الخطابية.
وتجدر الإشارة أن إقليمالعرائش يشهد موجة احتجاجات غير مسبوقة في تاريخه عدد من الفئات الاجتماعية خصوصا ساكنة الصفيح، وسائقي سيارات الأجرة وموظفي وعمال البلدية والبحارة وفعاليات حقوقية بالإضافة إلى نضالات الشباب المنتظمين في حركة 20 فبراير أو حركة الشباب الحر.
ويعزى ارتفاع نبض الاحتجاجات إلى تراكم الإشكالات المرتبطة بالتسيير وإدارة الأوراش وعدم فعاليتها، وتورط أغلب المسؤولين في ملفات الفساد مع ضعف عامل الإقليم وعدم قدرته في حل هذه الإشكالات أو التخفيف من حدتها، وأيضا هزالة أداء المجلس الجماعي وعدم فعاليته في الدفاع عن حقوق الساكنة أمام السلطات الإقليمية، مما دفع بالمحتجين إلى المطالبة برحيله ومحاكمته.
في الرابط كلمة أحد شباب حركة 20 فبراير يطالب برحيل عامل الإقليم وسائر المفسدين