تحدثت الفنانة المغربية سعيدة فكري عن الأسباب التي دفعتها إلى الهجرة الفنية قائلة إنها كانت تعاني من الإقصاء في سنوات التسعينيات، لأن "أشخاصا كانوا يريدون بعض الجهات، سواء على مستوى الجرائد أو التلفزيون"، مقرة بأن الأمور تغيرت اليوم. وقالت فكري، خلال ندوة صحافية نظمت في إطار فعاليات مهرجان موازين بالرباط، إنها اليوم لم تعد تعاني من الإقصاء وأن "الأذن المغربية" صارت تصغي إليها ومتجاوبة معها. وأشارت إلى أنه في أوقات سابقة لم يكن هناك وعي بالأغنية الملتزمة، خاصة من طرف الشباب المغربي، وهو ما تغير اليوم، وصار "الجمهور المغربي يعرف التمييز بين الكلام الساقط والكلام ذي مستوى معين" بحسبها، مشيرة إلى أن لكل فنان فن يشبهه. وأوضحت صاحبة أغنية "الميزيرية" أن الشكل الذي ظهرت به خلال عام 1994 والملابس العادية التي كانت ترتديها جعل الناس يقولون عنها "بئيسة ومعقدة ومحبطة"، مضيفة: "لم يكن الشباب يستوعبون ما أقوله"، وهو ما تغير اليوم، على حد قولها. وأكدت فكري أن التجاوب مع الفن الذي تقدمه انطلق خلال سنة 1998 حينما بدأ الناس يتحدثون عن إقصائها، مضيفة: "المغاربة هم الذين أسسوا لسعيدة فكري وهم من جعلوا مني فنانة". أما عن معايير نجاح أي فنان، فأكدت الفنانة المغربية المقيمة بأمريكا أن الأمر ليس مرتبطا بوصول أغانيه إلى ملايين المشاهدات على "يوتيوب"، وأضافت شارحة: "مليونية الأغاني في اليوتيوب ليست معيارا للنجاح؛ فالأمر مرتبط بنا نحن كمغاربة. وعلى غرار شعوب أخرى، فنحن فضوليين وحينما نرى أي كارثة نقوم بالنقر". فكري تحدثت أيضا عن انتشار الأغنية المغربية عالميا، موضحة أنها حينما تغني في مسارح دول أجنبية فهي تحاول إظهار الأغنية المغربية، وتمثيل المرأة المغربية، مضيفة: "جماليتنا كمغاربة تكمن في اختلافاتنا في الأنماط الثقافية وغيرها، وهو ما يجعلنا نتميز". واعتبرت أنه بات هناك اليوم "حضور جميل جدا في السوق الفني بوجود شباب مبدع"، مضيفة: "نحتاج إلى دعم ليس فقط مادي، بل أيضا معنوي. وأيضا تلزمنا التربية الفنية التي يجب أن تدخل ضمن المنهج الدراسي ليكبر الطفل وهو متمكن من القيام باختيارات صائبة". وستحيي الفنانة المغربية واحدة من سهرات مهرجان "موازيين إيقاعات العالم" مساء اليوم بسلا، معبرة عن سعادتها بزيارة المغرب بالقول: "أحس بسعادة عارمة كلما زرت المغرب، وبسعادة خاصة حينما أقف على مسارحه، فحينها أكون سعيدة الشفافة كما أنا". أما عن جديدها أوضحت سعيدة فكري أنها تعد أغنية عالمية هي عبارة عن ديو رفقة المغني العالمي فيكتور هوغن يتمحور موضوعها حول المخدرات، إضافة إلى آغنية ثانية عن الخادمات القاصرات تحمل اسم منصورة هي عبارة عن "رسالة قوية للنظر في موضوع تشغيل القاصرات بشكل جدي".